كان شارل العاشر ملك فرنسا يتبادل الهدايا
الدبلوماسية مع محمد علي ، وتلقى زرافة هدية منه ومن الويكيبيديا ومصادر أخرى ننقل قصة
زرافات محمد علي وهي
واحدة من ثلاث زرافات أرسلها محمد علي إلى الحكام الأوروبيين في عام 1827م
ربما كان القنصل الفرنسي برناردينو دروفيتي هو من
إقترح علي محمد علي إهداء زرافة الى ملك فرنسا لعودة العلاقة مع الفرنسيين
إلى مسارها بعد تدهور تلك العلاقة بسبب حرب المورة
زرافة (يناير 1824/ 12 يناير 1845م) كانت أنثى زرافة Zarafa نوبية عاشت في حديقة النباتات في باريس لمدة 18
عامًا
وكانت هذه أول زرافات يتم رؤيتها في أوروبا منذ أكثر من ثلاثة قرون، منذ إرسال
زرافة ميديشي. إلى لورنزو دي ميديشي في فلورنسا عام 1486م ولم
تحصل على اسم "زرافة" حتى عام 1985
لم تكن زرافة محمد علي قد ولدت بعد حينما أصدر
الوالي محمد علي مرسومه بأسرها لإهدائها لملك فرنسا؛ تحقيقا لطموح سياسي وراء تلك
الهدية.. كان حتما أن يقتلوا أمها في مراعي السافانا في الجنوب، فبدون ذلك كان
أسرها مستحيلا..
تم اصطياد الزرافة النوبية الصغيرة من قبل
الصيادين العرب بالقرب من سنار في السودان
كانت ابنة شهرين وقتئذ.. قصيرة القامة باعتبار أن
طولها لا يزيد عن قامة صياديها!!.. روَّضوها على تناول اللبن وقلوبهم ترتجف؛ إذ
كانت حياتها - باعتبار أنها من ممتلكات الوالي-
تساوي حياة رعاتها (حسن
البربري حلاب البقر والراعي عطير).. وكانت ضعيفة الشهية.. فقط خمسة وعشرون جالونا
من اللبن يوميّا من ست بقرات حلوب صحبنها طيلة الرحلة..!!
في
البدء حملوها على الجمال ثم أبحرت بالفلوكة على النيل الأزرق إلى الخرطوم ثم نقلوها إلى الخرطوم على مركب نيلي استقرت
مستظلة بخيمة مفتوحة تنعم بالظل في حين يكتوي العبيد الأفارقة بلهيب الشمس.. بعدها
مكثت ستة عشر شهرا في الخرطوم حتى تم نضجها، ومن
هناك تم نقلها عبر نهر النيل على متن بارجة مصممة خصيصًا إلى الإسكندرية في ضيافة محمد علي شخصيا
وكانت برفقتها ثلاث بقرات تزودها بـ 25 لترًا من الحليب يوميًا
تم إختيار أجمل الزرافات لتذهب الى فرنسا
ومع
حاشية مكونة من ثلاث أبقار حلائب وظبيين –
نفق أحدهما أثناء الرحلة وراعييها حسن وعطير و بدأت رحلتها البحرية إلى فرنسا.. وباعتبارها
سفيرا فوق العادة رفعت السفينة العلمين المصري والفرنسي، مع الكثير من عبارات
الوداع والمراسم العسكرية. مع تعليمات مشددة للحفاظ على تلك الزرافة الثمينة..
من
الإسكندرية، انطلقت على متن سفينة إلى مرسيليا، مع الراعي العربي حسن، والخادم
السوداني عطير. بسبب طول عنقها، تم قطع فتحة في السطح فوق عنبر
الشحن يمكن من خلالها أن تمد رقبتها
بعد
رحلة استغرقت 32 يومًا، وصلت إلى مرسيليا في 31 أكتوبر 1826م حيث كان الحاكم في انتظارها.. اقتيدت البقرات أولا
عبر الشوارع والحشود المنتظرة حتى ساحة القصر.. وفي المساء - على خلفية من أضواء
المصابيح الواهنة - غادرت سفينتها مع حسن وعطير مع الظبي تحت حراسة مشددة؛ لتحل
ضيفا فوق العادة عند حاكم مرسيليا الذي كتب إلى وزير الداخلية يصفها بأنها المصرية
الجميلة، الأنثى بمعنى الكلمة، والكنز الثمين.
خلبت لبّ الجميع بسحر عينيها الواسعتين وخجلها الذي كان يمنعها من شرب اللبن أمام
الغرباء.. برغم ذلك كانت تسمح لهم بالاقتراب فيما عدا أنها توجل من الضوضاء ولا
تحب أن يلمسها أحد.. لكنها حين تطلق العنان لنفسها في لحظة مرح تعدو ساحبة معها
حراسها الأشداء.
ولطباعها بالغة الرقة ومشاعرها شديدة الخصوصية فقد أضفى ودّها للبشر سحرا فوق
سحرها.. وتبدت مرارة غربتها في اهتمامها الودود -غير المتبادل للأسف- مع الحيوانات
الأخرى: الخيول تخافها والبقرات الحلوب لا تبالي بها!!..
خوفًا من مخاطر نقلها بالقارب إلى باريس حول شبه الجزيرة الأيبيرية وحتى الساحل
الأطلسي لفرنسا حتى نهر السين، تقرر أن تمشي مسافة 900 كم متر إلى باريس
لقد قضت فصل الشتاء في مرسيليا، حيث انضمت إليها عالمة الطبيعيات إتيان جيفروي Étienne Geoffroy
Saint-Hilaire والتي أمرت بتفصيل معطف واق من
المطر من المشمع المطرز بشريط أسود على كل الأطراف. وقام بإعداد أحذية طويلة لها
خوفا من تآكل حوافرها خلال تلك الرحلة التي تبلغ 900 كم تقريباً
ومع تحسن الطقس بدأ التفكير في نقلها إلى
باريس، حيث ينتظرها الملك بفارغ الصبر
واتخذت السلطات تدابير أمنية احترازية
خوفا من تلك (الصدمة) التي ستصيب - حتما- حيوانات الجر في الطريق عند رؤية الكائن
الضخم الوديع.. استدعيت تعزيزات من الدرك لحراسة القافلة كل في منطقته.. وطلب منهم
الاستعداد ببقرات حلوب في حالة تأهب مع توفير إسطبلات بأسقف يصل ارتفاعها إلى
ثلاثة عشر قدما في القرى التي يحتمل أن تتوقف فيها الزرافة.
انطلقت في 20 مايو 1827م وكان إرتفاعها أزيد بـ 15 سم عما كانت عليه عندما وصلت
إلى مرسيليا. وكانت برفقتها أبقارها وسارت معها عالمة الطبيعيات
"تاريخ طبيعي" إتيان سان هيلير وعمرها آنذاك 55 عامًا
لمن
تدق الأجراس؟
كانت
الزرافة تختال في معطفها الأنيق بينما تقرع الكنائس أجراسها في الطريق.. وتولى
جنود الدرك تنحية العربات عن الطريق.. وأثناء الاستراحة في مدينة إيكس كشفت سان -
هيلير معطف الزرافة على سبيل الاستعراض. بعدها واصلت الزرافة رحلتها مخترقة غابات
الصنوبر وبساتين الكرز فيما تنشر زهور السوسن عبقها، بينما يتدفق الأشخاص على طول
الطريق لمشاهدة الأعجوبة.. في باريس كان الملك حزينا؛ لأنه سيكون آخر شخص في فرنسا
يشاهدها
استغرقت الرحلة إلى باريس 41 يومًا. لقد كانت مذهلة في كل مدينة مرت بها، إيكس أون
بروفانس، وأفينيون، وأورانج، ومونتيليمار، وفيين. وصلت إلى ليون في 6 يونيو، حيث استقبلها حشد متحمس
بلغ 30 ألف شخص
وأخيرا انتهت الرحلة التي استغرقت أكثر من
عامين منذ صيدها وكان الملك في قصر يبعد عن باريس تسعة أميال، وأراد الذهاب على
الفور لرؤية الزرافة، لكن زوجته القاسية أصرت أن يظل في قصره؛ لأن تلك الزرافة ما
هي إلا هدية من والٍ أقل رتبة ومنزلة. وكما
يحدث دائما انتصرت إرادة الزوجة وصدر القرار لسان هيلير باصطحاب الزرافة فورا حتى
مقر الملك المتلهف الذي أبدى رغبة ملكية في رؤيتها وهي تعدو (!!!) وتم
تقديمها إلى الملك في قصر سان كلاود في باريس في 9 يوليو 1827م وأقامت في حديقة
النباتات
ثم عادت الزرافة بسلام إلى باريس يتبعها حشد كبير من الفضوليين وقد
أثار وصول زارافة إلى باريس وترتفع الآن حوالي 4 أمتار، ضجة كبيرة و جاء
لرؤيتها أكثر من 100.000 شخص، أي ما يقرب من ثمن سكان باريس في ذلك الوقت
ويُقال إن نحو 600 ألف زائر توافد على زيارة
الزرافة في أول ستة أشهر فقط
لم يكونوا في فرنسا يعلمون إسم ذلك الحيوان فأطلقت سان هيلير، عليها لقب le bel Animal du roi "حيوان
الملك الجميل" أثناء رحلتها من مرسيليا إلى باريس
و أطلق عليها المعاصرون لقب "الإفريقية
الجميلة"la Belle Africaine
صارت
الزرافة موضة العصر.. أطلقت القرى اسمها على الشوارع والميادين تخليدا لمرورها
وتحولت هي إلى مادة للأغاني والاستعراضات
المسرحية، واعتاد الأطفال الذين يلعبون في حدائق باريس شراء كعك الزرافة، أما
البنات فقد صففن شعورهن على شكل تسريحة الزرافة.. وكان الشعر عاليا لدرجة اضطرارهن
للجلوس على أرضية المركبة!!.
كما أعلنت صحيفة النساء والموضة عن عقد
الزرافة.. وارتدى الرجال قبعات وأربطة عنق زرافية الشكل، وكانت
الأقمشة المرقطة رائجة للغاية. اجتاحت أشكال وألوان الزرافة ذكرت صحيفة جورنال دي
دام أن اللون المعروف باسم "بطن الزرافة" أصبح شائعًا للغاية
تم طلاء البورسلين والسيراميك بصور الزرافة
واحتوت مجلة اليوم على إرشادات لطريقة ربط كرافتة
الزرافة!!
الخلاصة
أن الولع بها استشرى في كل شيء: المنسوجات، ورق الحائط، الصابون، وحتى تشذيب
الأشجار!!
أما الصحافة المعاصرة فقد
أشارت إليها صحيفة الجازيت La Gazette بقصد التورية باسم "صاحبة السمو her Highness"
كتب
أونوريه دي بلزاك قصة عنها
سافر
غوستاف فلوبير (الذي كان آنذاك طفلاً صغيراً) من روان لرؤيتها
تم
رسمها بواسطة نيكولا هويت، جاك ريموند براكاسات والعديد من الآخرين
عاشت الزرافة في باريس لمدة 18 عامًا أخرى حتى نفقت وحضرها عطير حتى النهاية
وقد
تم حشو جثتها وعرضها في بهو حديقة النباتات في باريس لسنوات عديدة، قبل أن يتم
نقلها إلى متحف التاريخ الطبيعي في لاروشيل، حيث لا تزال موجودة.
أطلق عليها المؤلف الأمريكي مايكل ألين Michael Allin اسم "الزرافة" في
كتابه الصادر عام 1998 "الزرافة: قصة الزرافة الحقيقية، من أعماق أفريقيا إلى
قلب باريس"
زرافة،
وتعني "ساحرة" أو "محبوبة" باللغة العربية، هي البديل الصوتي
للكلمة العربية للزرافة: زرافة
أما أوليفييه ليبلو Olivier Lebleu مؤلف المقدمة الجديدة
للطبعة الثانية 2007
م من
كتاب الصحفي الفرنسي غابرييل داردود" زرافة الملك
Une giraffe pour le roi " أول عمل حديث كامل عن أول زرافة في فرنسا فقد اتخذ اسم
"Zarafa"
كما فعل العديد من المؤلفين المعاصرين، بما في ذلك ليبلو نفسه في كتابه الصادر عام
2006 بعنوان " الصور الرمزية للزرافة Les Avatars de Zarafa. " بالإضافة إلى ذلك، يستخدم فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي
"زرافة Zarafa" لعام 2012 نفس الاسم؛ وحتى
المتحف في لاروشيل، حيث لا تزال بقاياها ترحب بالزائرين، يشير إليها الآن باسم
زرافة
كما أرسل محمد علي باشا زرافتين أخريين كهدية في عام 1827م واحدة إلى جورج الرابع
ملك المملكة المتحدة في لندن والأخرى إلى فرانسيس الأول ملك النمسا في فيينا
مثل
الزرافة التي تم إرسالها إلى فرنسا، ألهم كلاهما جنون الزرافات giraffe crazes في مدينتيهما. انضمت الزرافة النمساوية إلى حديقة حيوانات
الإمبراطور في قصر شونبرون لكنها عاشت أقل من سنة واحدة ولكنها عاشت في شكل معجنات
الزرافة Giraffeln pastries والتي
كانت تقدم حتى بداية الحرب العالمية الأولى، وكعك الزرافةGiraffentorten كعك الذي لا يزال من الممكن العثور عليه
انضمت
الزرافة الإنجليزية بإسم
"الكاميليوبارد cameleopard " وهوالمصطلح إستخدمه
المؤرخ الروماني القديم بليني الأكبر
ويعني (الجمل ذي جلد النمر) إلى حديقة حيوان لندن الوليدة في المنتزه الملكي ريجنت
بارك Regent's Park.
رسمها أغاسي
Jacques-Laurent
Agasse باسم "الزرافة النوبية The Nubian Giraffe " عام 1827م
في صورة تتضمن إدوارد كروس Edward Cross وهو تاجر وموزع حيوانات وصاحب حديقة حيوان وفي الخلفية أبقار حليب الزرافة من مصر
عاشت الزرافة الإنجليزية لمدة تقل عن عامين، وقام بتحنيطها جون جولد John Gould خبير التحنيط،
و أول أمين وحافظ في متحف جمعية علم الحيوان في لندن
الثلاثاء، 30 يوليو 2024
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق