الأحد، 28 يوليو 2024

 حلقة 67 من المنهج الوافي في رحلة الطهطاوي

وضع لينان عام 1840م، مشروعه الثاني الذي يعتمد على حفر قناة مستقيمة بين البحرين اعتماداً على أن فرق التسعة متر سيساعد على حفر القناة نظراً لتدفق المياه حسب نظريته من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض مثل النيل الذي يجري ماؤه من الجنوب إلى الشمال وبإنشاء هذه القناة يتحقق الغرض من سهولة الملاحة بين البحريين، وقصر المسافة، ويخدم بذلك احتياجات أوروبا.
 واتفق لينان عام 1841م، مع أندرسون Arthur Anderson  مدير شركة pennsula foriental إلإنجليزية، على تكوين شركة للإعداد لتنفيذ مشروع القناة المباشرة بين السويس والفرما
واتفقا على أن يكون لينان هو مدير أعمال المشروع مقابل راتب سنوي مجزي، على أن يقدم المشروع النهائي للقناة وخرائطه خلال
4  شهور لأندرسون لعرضه على لجنه متخصصة من المهندسين لمناقشته وإقراره
 وتعهد أندرسون بالحفاظ على سرية المشروع في اتصالاته مع الممولين له وفي حالة عدم تمكن أندرسون من تكوين الشركة لتنفيذ المشروع، تعهد بإعادة جميع وثائقه إلى لينان
عرض أندرسون على القناصل الأوربية في مصر المشروع شارحاً فوائده لدولهم
------------
عندما كلف محمد على المهندس موجل بتنفيذ قناطر الدلتا ، تفرغ لينان لمشروع قناة السويس وكتب بحثا وبمساعدة من شارل لامبير الذي نقل نص البحث في يناير 1845م الى القنصل الفرنسي ومنه الى وزير الخارجية الفرنسي جيزو ومنه الى المسيو جومار الذي نقله الى إتفانتان ومعه الخرائط
نقل القنصل الفرنسي بنيديتي الى لينان تقدير وزير الخارجية الفرنسية له
ثارت ضجة في باريس حول المشروع دفعت الى قيام دوق مونبنسيه
Antoine, Duke of Montpensier Antoine Marie Philippe Louis d'Orléans ابن الملك لويس فيليب ملك فرنسا بزيارة مصر في صيف 1845م
وطلب من لينان إصطحابه ليرى مصر كلها وبالطبع دارت حوارات حول القناة
في أغسطس 1846 منح محمد علي البكوية الى لينان ومحمد مظهر ومصطفى بهجت
حاول لينان التعريض بلامبير ولكن الدوق كان مهتما بالسان سيمونيين وإنفانتان وإعتزر لينان
فقد كان الكولونيل تييري مرافق الأمير زميل دراسة للسان سيمونيين ومعجب بهم
في باريس ذهب الأمراء المصريون ومعهم الأمير إسماعيل لتحية الأمير دوق مونبنسيه قبل عودتهم الى مصر وقابلهم إنفانتان في غرفة الإنتظار وأكد إنفانتان للينان أن (( الكولونيل تييري
Thierry قد تحدث معهم عن مشروع السويس وعن إمكانية إخطار إنفانتان بدرجة النضج التي توصلت إليها في فرنسا فكرة الإنتهاء قريبا من هذا المشروع الضخم الذي يجب أن يتوج حياته (...) فيجعلها أكبر وأعظم الف مرة مما لو كان إستولى على القسطنطينية ))
------------------
أبلغ قنصل فرنسا وزير خارجيته أن مشروع حفر القناة لا يشبه أي مشروعات أخرى نفذها والي مصر فكلها ذات تأثيرات محلية فقط لا يجوز التدخل فيها بعكس قناة السويس التي تعني جميع القوى البحرية ومن غير المعقول ترك الوالي ينفذ هذا المشروع لما يترتب عليه من نتائج هائلة
الوالي تابع للباب العالي ويجب على القوى البحرية الكبرى وضع قواعد المفاوضات التي تحدد حقوق وواجبات كل طرف مع الباب العالي فقط
 نقل المسيو جومار الخرائط والرسوم الخاصة بمشروع لينان الثاني لتوصيل البحرين إلى إنفانتان زعيم السان سيمونين في 15 أبريل 1846م، وقد اتخذ السان سيمونيون مشروع لينان الثاني أساساً، لإعادة أبحاثهم ومحاولاتهم لتنفيذ المشروع، إضافة إلى الاستعانة بمشروع لوبير ( المسيو جومار هو الوسيط التقليدي منذ بونابرت لكل ما هو مصري )
تكونت جمعية ليبزج عام 1845م بمدينة ليبزج 
Leipzig  الألمانية، لبحث مشروع القناة بين البحرين وأثره وفوائده على أوروبا كلها. وحاول مندوب الجمعية إقناع محمد على باشا، والي مصر، بجدوى المشروع، وأبدى محمد علي تشجيعه للمشروع وموافقته عليه إذا اتفقت الدول الكبرى على تنفيذه
واقترحت الجمعية تكوين شركة من أصحاب رؤوس الأموال الألمانية والفرنسية والإنجليزية لتمويل المشروع حتى لا تستأثر به دولة بعينها
وكان تحفظ محمد علي بسبب المعارضة الخفية أو المعلنة التي ستمارسها إنجلترا والتي لا تشجع سوى خط السكة الحديد الذي يفيدها فقط
قال محمد علي أنه لن يمنح أي شركة إمتياز حفر القناة أيا كان الثمن المدفوع فهو يملك وسائل تنفيذه بإمكانياته المحلية وأن المهندسين الفرنسيين سيعملون لحسابه فقط
ارسل القنصل الفرنسي بينيدتيتي الى جكومته في 9 يوليو 1847م ببرقية الى حكومته ملخصها أن موقف محمد علي لم يتغير وأنه يربط القناة بضمان تمتعه وذريته بالقناة بدون الحاجة الى تدخل الباب العالي وضمان تثبيت ملكيته في مصر ، ومقابل المزايا الهائلة لأوربا يجب أن نكون هناك مزايا سياسية لمصر
أما إيميل بارو فيقول أن الباشا لم يكن في صميم قلبه كان لا يريد القناة معتمدا على معارضة إنجلترا ولا يريد السكة الحديد معتمدا على معارضة النمسا وفرنسا
جمعية دراسات قناة السويس ونشاطها بمصر
  Soc D`sEtudes Du Canal De Suez
تأسست
عام 1846م وهي جمعية مدنية تشكلت من بعض أتباع سان سيمون، والمهندسين البريطانيين، والنمساويين، والألمانيين. ومقرها باريس ورأس مالها 150 ألف فرنك فرنسي، على أن تُحل من تلقاء نفسها بعد الانتهاء من الدراسات والبحوث اللازمة، وتؤسس جمعية جديدة لتنفيذ المشروع.
 وأيدت الحكومة الفرنسية والنمساوية الجمعية، أما الحكومة الإنجليزية فقد ظهر من تصرفاتها أنها تعارض تأسيس الجمعية والمشروع أساساً
" نشرفي 11 محرم 1446هـ /  19 يوليو 2024م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق