الأحد، 28 يوليو 2024

 الحلقة 27

وصايا عامة على الصحة
القناعة في الأكل، و قيل: من أرخى على الطعام طويل عنانه، حفر مقبرته بحدة أسنانه
 لا تأكل دون مرتين في اليوم، بل لا بأس بثلاثة، والصغار لهم أن يأكلوا أربع مرات بل خمسًا
لا تنام عقب الأكل، ومدة النوم للسليم ست ساعات أو سبع، وللضعيف والصغير أطول من ذلك.
تضمحل القوة والعقل، ويذهب كل منهما باعتياد تطويل النوم.
النظافة نصف الصحة، فلتكن في البدن والثوب والمسكن والغذاء والمتاع
لا تمضغ الدخان، ولا تنتشق به؛ فكثرة اللعاب الذي يكسبه للطبيعة مضعفة على طول الزمن، وبه يضيع الريق اللازم في الهضم، وينتن النفس، وتسودّ الأسنان، وتنفسد، وقد شوهد أن كثيرًا من الناس اعترته الحماقة بالإكثار من شرب الدخان أو شم النشوق
إياك والانهماك على تعاطي الخمور والمسكرات، سيَّما أيام الصوم، وقد توهم أنها تشد القوى، مع أن القوة المستفادة من تعاطيها تمر في أدنى زمن، ويعقبها وهن، وذلك كما أن النار تذكو إذا أكثرت من نفخها وترعى الوقود سريعًا، ولا تعطي الحرارة إلى درجة.
وأما الفلاحون الذين يشتغلون في وقت الصيف فعليهم تغطية رءوسهم وأن يتداركوا أشغالهم.
معالجات لجملة علل وأمراض
الزكام ونزلة البرد
 ومن كلام بعض الحكماء الأقدمين: يهلك بالنزلة والزكام أبلغ مما يهلك بالوباء ولا يخرج كلام الطهطاوي عما سبق
وجع الأسنان
اللائق قلع السن أو قطنة مبلولة في قطرات من عصير القرنفل، فإن ذلك يصلحها زمنًا طويلاً واتخذ الحموم جملة ليال بماء فاتر ولا تشرب الأنبذة المخدرة ولا تكثر من الأكل
السكتة
وهذا المرض مخوف فتجب المسارعة إلى الطبيب، ومدة انتظار حضوره يجب
 أولا كشف رأس المريض، وتغطية ما عداه من البدن بشيء خفيف جدًا، وجلب الهواء الطري عنده، وفتح طوقه" ياقة القميص" بالكلية ثانيًا: يقام حسبما يمكن رأسه إلى أعلى ورجلاه إلى أسفل،
 ثالثًا: يحقن بحقنة مصنوعة من سلاقة الحشائش الطرية والملح،
 رابعًا: اسقِه كثيرًا من الماء حسب الإمكان، خامسًا: إبعاده عن الأشربة المخدرة كالخمر، وكذلك الماء المعطر شربًا وضمادًا وسعوطًا، سادسًا: عدم مسِّه وتحريكه إلا للضرورة،
 سابعًا: عصب الرجلين تحت الدغصة، وهي العظم المدور والمتحرك في وسط الركبة؛ حتى يتحجب الدم عن الصعود إلى الرأس
 وربما يرجع داء السكتة بعد ذهابه، وكلما رجع، كان أصعب مما قبله، فالواجب تداركه من قبلُ بأن يأكل وهو في هذه الحالة قليلاً جدًا، وأولى ما ينفع له أن يترك العشاء، وأن يتجنب الأشياء الغزيرة المائية، وطيبات الروائح والحوامض والأشربة المقوية والقهوة، وأن يأكل قليلاً من اللحم كثيرًا من الخضراوات والفواكه، وأن يشرب دواء مسهلاً مرتين أو ثلاثًا، كل سنة، وأن يتريَّض، وألا كثر من السخونة في (أودته) أو حرارة الشمس، وألا يتأخر في النوم أو في القيام منه، وأن لا يلبث فوق ثمان ساعات في فراشه.
ضربة الشمس
ينتج من التعرض الطويل للشمس والرأس عريان
وجع الرأس الشديد، واحترار البشرة واحمرار العيون، وجمود الدموع، وضعف البصر عن الامتداد إلى الضوء، وقد يحصل للمريض به سهر، وربما أحس بالنوم وقلق (قلقًا) شديدًا، وفي الغالب تكون بشرة الوجه محترقة،
 وضع رجلي المريض في ماء فاتر، وتدخله نصف حمام، أو حمامًا كاملاً، واحتقنه بأعشاب مطرية، اسقِه كثيرًا من شربة الليمون والماء، أو اسقه ماء مخلوطًا بيسير الخل، وأنفع من ذلك مصل اللبن الصافي المخلوط بيسير الخل، والطخ على جبهته وصدغه ورأسه خرقة مطراة بماء بارد وخل معًا حتى يأتي الطبيب
  نهش السميات
 أولاً أخرج الزبان إذا لصقت بالمحل الملدوغ و تعهّده بالماء و الطخ عليه إمَّا كزبرة أو كرفسًا أو زهر الخمان أو لبخة من سحيق بزر الكتان أو من لباب الخبز الممزوج بالبن أو العسل
الرضع
حق على الأمهات اللاتي يردن حفظ صحة أنبائهن وتربيتهم أن يتركن عوائد البربر من لف الأطفال بكيفية يمتنع معها تحركهم، وتنقل أرجلهم أو أيديهم، فليطلقنهم يتحركوا وليعرضن أطرافهن للهواء
 التسمم بالفطر " عيش الغراب أو الكمأة "
تظهر الأعراض بعد  مضي ست ساعات إلى اثنتي عشرة وأثناء إنتظار الطبيب  تناول حبتين أو ثلاث حبات من الطرطير المقيء، أي: ملح الطرطير المقيء بعد تذويبه في طاستي ماء
 التسمم بالزنجار
والزنجار سمٌّ قوي، فلتبيض أوانيك النحاسية دواما بالقصدير، ولا تترك الأطعمة تبرد فيها، خصوصا إذا كان بها الخل أو الحماض أو الحريفات أو الدسمة وعلاجه يكون بإحداث القيء
 فإذا اعتراك وأنت محترز عن ذلك قولنج أو قيء فامزج نحو خمسة عشر من بياض البيض في (قزازتي) ماء، واشرب منها طاسة في نحو دقيقتين لتتقيأ السم، فإن لم تجد البيض فأكثر من شرب اللبن فإن عدمت اللبن فمن الماء المحلى أو ماء الصمغ
داء الكلب
 وهو في الذئاب والثعالب والسنانير وخصوصًا في الكلاب، وعضة الحيوان المكلوب تنقل الداء للآدميين وغيرهم من الحيوانات
وعلامة الكلْب الكَلِب أنك تراه أولاً كئيبًا ذابلاً مدة أيام، فيختفي، ويسلك المحال المظلمة، ولا ينبح، بل يختفي ويترك المأكل والمشرب، ثم يهجر بيت أصحابه، ويجري من جهة إلى أخرى، ويقف شعره، ويبتل لسانه من اللعاب، ويتدلى من فمه، وينعوج ذنبه بين رجليه، ويهرب من المائعات ويهم أن يعض سائر الناس، حتى صاحبه، ثم يموت بعد يوم أو يومين بشدة مصارعته، وتفوح من جيفته رائحة منتنة، فالواجب حينئذ دفنها في عميق من الأرض
ومتى عض هذا الكلب الإنسان فإن الجرح من عاداته أن يلتئم بالسهولة، كأنه غير متسمم، وبعد مدة قليلة أو كثيرة، وهي ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر يحس بالجرح وجعٌ مكتوم، فينتفخ أثره، ويحمر، وينتفخ، ويقيح، ومدته تخرج حارة منتنة محمرة، ويذوق المريض الكآبة والخدر والكسل والبرودة، ويعسر عليه التنفس، ويمسك الوجع أمعاءه، يضطرب في تعاسة، يعطش عطشًا مهلكًا، ويقاسي إذا شرب، ثم يعتريه الارتعاد من الماء والمائع، ويبح صوته، ثم يجن ويموت، وليس من شأن من أصيب بهذا الداء أن يعض غيره دائمًا، بل معظم المبتلين بهذا الداء إذا أحس هجومه عليه ينصح الحاضرين بأن يكونوا منه على حذر، وما يذوقه من الألم تقصر عنه العبارة، فيتمنى ولو الموت.
 ومعالجته هي: أن أول ما يعضه الكلب تسرع الدواء فيه، فإن توانيت سرح السم إلى الدم، ولا يجدي التطبيب شيئًا، وذلك هو أن تستخرج الدم من الجرح بعد كشفه، وتغسله بماء مملح، وتكويه بحديدة بعد إحراقها في النار حتى تبيض بعد الاحمرار وتغرزها في سائر أقطار الجرح، فلو بقي جزء من الجرح غير محكم الكي كان الكي كلا شيء، ويصح أن تستعمل بدل الحديدة المحرقة دهن الزاج فتدخله بين شفتي الجرح وتجريه في سائره، ومتى انكوا اللحم تغطيه بخرقة مدهونة بالقيرووطي، أي: المرهم، أو بالزبدة الطرية، اعلم أنه يجب غسل الثياب المنقوبة بأسنان الكلب الكَلِب؛ لما أنها حين تشربت من ريقه تخلل بها جزء من سمه، وما تقدم لك هو الكيفية المتعينة المجربة في هذا المرض الشديد، فلا تتردد، أو تخف قليلاً من الألم الذي يطرد غيره من الألم الشديد، أو الهلاك المفزع، وأيضًا لو طلبت الحكيم لأثبت لك بسداد رأيه هذه المعالجات السالفة، ولا بأس أن تستعمل هذا الدواء في أي حيوان معضوض بكلب كَلِب
إفاقة الغريق:
لا تيأس من إفاقة الغريق إلا إذا أخذ بدنه في العفونة، فحينذ ولو مضت ساعات كثيرة من وقت غرقه، أو ذهبت حركته بالكلية، أو فقد أمارات الحياة فافعل به ما يستحقه عليك من واجبات الأخوة: فقبل كل شيء اطرد من اجتمع عليه من الخلق؛ لأنه يضيق الصدر، ويحجب الهواء.
إمالة رأس الغريق إلى أسفل، وافتح شفتيه؛ حتى يخرج بسهولة الماء الذي قد دخل من الفم أو الأنف، وارفع رأسه مغطاة بقلنسوة من صوف إن تيسرت، وأدرج باقي بدنه في نحو ملحفة
انقله سريعًا إلى أقرب موضع
اخلع ما عليه من الثياب بأسرع ما يمكن، ولو بقطعها بآلات إن لزم
وضع الغريق على طراحة صلبة مرفوع الرأس ملفوف البدن بملحفة واجعلها قريبًا من نار متقدة
دلّك البدن تحت الملحفة بالرفق بخرقة صوف مدفأة يابسة، ثم دلك، بالمائات القوية المستقطرة على ظاهر بدنه خصوصًا على السرة وما حولها، والأولى خصوصًا في الشتاء أن تسخن عاجلاً ماء، وتملأ منه زجاجات على الثلثين من ماء هين الحرارة، وتضعها فوق أجزاء البدن المحتاجة للحرارة.
مدة الدلك أو عقب وضع المثانات ينبغي أن تدخل الهواء في صدره، بأن تضع قصبة أو ريشة في فم المريض، أو في إحدى طاقتي أنفه، مع فتح الأخرى، وانفخ في تلك القصبة بمنفاخ لدفع الهواء فيها، فإن كان النفخ في الفم فاقبض الأنف، ولكن ارخ أصابعك مرة بعد أخرى، ليخرج منه الهواء أحيانًا.( قبلة الحياة )
أشممه القلي البخاري، يعني الروح البخارية من ملح النشادر، بأن تقرطس ورقة حتى تكون مبرومة في صورة فتيلة وتشربها من (قزازة) قلي بخاري، وتعرضها تحت أنف الغريق أو تداخلها في منخاره، وتكرر هذا العمل مرارًا بالرفق
ألعقْه إن أمكن يسيرًا من روح الأنبذة المخلوطة بالكافور، وربما مكث هذا المانع في فمه يسيرًا من الزمن، ثم بلعه ولكن لا تملأ فمه منه حتى يتعسر بلعُه
لو بلعها فاعطِه أكثر منها فلو تحركت معدته من غير وجود قيء، وذلك مما يتعبه فاعطه ثلاث حبوب من الطرطر المقيئ مذوبة في ثلاثة أو أربعة ملاعق ماء، فإن تقيأ بهذه الكيفية فاسقه ماء فاترًا، وإن أنزل من المخرج شيئًا فقوِّه بتناوله شيئًا من الأنبذة.
    لو أبطأ عن الإحساس فاحقنه حقنة حريفة، وصورتها أن تأخذ أوراقًا يابسة من الدخان، قدر نصف أوقية، ومن الملح المعتاد ثلاثة دراهم، وتغلي ذلك في مقدار من الماء يعادله نحو ربع ساعة وتحقنه به
 ويصح أن تؤلف هذه الحقنة من نصف طاسة ماء وطاسة خل، وربع رطل من الملح المعتاد، وهذه كيفية معالجة الإفاقة للغريق، وتدبيرها ممكن لكل إنسان، حتى يحضر الطبيب، فيعينهم أيضًا، ولو كانت مفيدة، ففائدتها لا تحصل إلا بعد التدبير مدة ساعات على التوالي؛ ففائدة ذلك بطيئة خفية، ولذلك كان اللازم استدامة ذلك زمنًا، فمن الغرقى من لا يفيق إلا بعد ست ساعات أو سبع من مبدأ خروجه من الماء
غيبوبة الحياة برائحة بيوت الأخلية والبالوعات والآبار والمجاري ونحوها" آبار الصرف الصحي"
أخرج سريعًا من أصيب بهذا الداء، وضعه تحت الهواء
جرده من الثياب، ورش على بدنه ماء باردًا: أو ماء مشوبًا بخل، وهو أولى، وأولى منه حامض الجير
ألعقه ماء باردًا ممزوجًا بقليل من الخل
احقنه بحقنة ماء بارد ثلثها خل، ثم بعد ذلك احقنه بملح ذائب.
أدخل في أنفه طرف شعر ريشة، وحركها بالرفق.
أدخل الهواء في صدره بواسطة قصبة، وانفخها بمنفاخ، كما سلف في الغريق عند العمل.
اسلك سبيل النشاط والاستعجال في هذه المعالجة. فكلما أبطأت كلما ظن اليأس من إنتاجها، ولما كان الموت لا ينكشف إلا بعد مدة، تحتم إدامة المعالجة حتى يتيقن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق