الأحد، 28 يوليو 2024

 حلقة 45 من المنهج الوافي في رحلة الطهطاوي

وهذا ملخص لحياته بعد عودته من باريس عام 1831م حيث بدء العمل مترجمًا في مدرسة الطب تحت رئاسة مترجم لبناني، ثم الإشراف على المدرسة التجهيزية «الثانوية» و تطوير مناهج الدراسة في مواد: الحساب والهندسة، ووصف الكون «الفلك» والتاريخ الطبيعي، والتاريخ الاجتماعي " القديم  والحديث" والمنطق.
الانتقال عام 1833م إلى «مدرسة الطوبجية أي للمدفعية» وإنشاء مدرسة التاريخ والجغرافيا وتدريس علم الجغرافيا بنفسه، ثم طلب إعفائه من العمل في مدرسة الطوبجية، وترجمة المجلد الأول من «جغرافية ملطبرون»
افتتاح مدرسة «الترجمة»  عام 1835م التي أصبحت مدرسة الألسن فيما بعد، وقبول الدفعة الأولى ٢٧ طالبًا، تخرج منهم عشرون والشيخ رفاعة يدرس التاريخ والجغرافيا والمنطق والقانون والفلسفة والأدب، والإشراف الفني والإداري، توجيه الطلبة في الدراسة، واستثمارهم فورًا في الترجمة، والتركيز على العلوم الإنسانية، وعلى التاريخ والقانون والفلسفة بالذات ويترجم أول كتاب في تاريخ العقائد وعادات الشعوب، مع بدء جمع الآثار المصرية واستصدار أمر صيانتها ومنعها من التهريب والضياع.
أصدر ترجمته لكتاب «قدماء الفلاسفة» عام 1837م وفي العام التالي ترجمة كتاب «تاريخ قدماء المصريين» وترجمة كتاب «المنطق».
أسس«مدرسة المحاسبة» لدراسة العلوم الاقتصادية والإداريةعام 1840م  إنشاء «مدرسة الإدارة الإفرنجية»، للعلوم السياسية والإدارية العليا وفي عام 1841م أقام أقسام متخصصة للترجمة في مدرسة الألسن : في الرياضيات، والعلوم الطبية الطبيعية، العلوم الاجتماعية، الترجمات التركية مع قرار التدريس باللغة العربية لكل المواد.
قام بالإشراف على صحيفة الوقائع المصرية وبدء إصدارها عام 1842م  باللغة العربية وهوامش بالتركية
وأضيفت له عام 1843م  وظائف جديدة مثل تفتيش عموم مكاتب الأقاليم، والإشراف على «الكتبخانة الإفرنجية» وعلى عدد من المدارس العسكرية والمدارس الأولية في الأقاليم
ومات في نوفمبر 1848م إبراهيم باشا والي مصر ولحقه أبوه محمد علي في أغسطس 1849م و إنفرد عباس الأول بالحكم الذي أمر بغلق مدرسة الألسن في نوفمبر 1849م  ثم المدرسة التجهيزية بمشورة إنجليزية، ويقصر توزيع «الوقائع» على أصحاب الوظائف الكبرى. ثم قام بنفي الطهطاوي إلى السودان عام 1850م وهناك ترجم  مسرحية  «تليماك»
((عباس باشا وهو ابن طوسون بن محمد علي باشا والي مصر، ولد في عام 1813م، في جدة ونشأ في القاهرة، وتولى حكم مصر في 10 نوفمبر 1848م، بعد وفاة إبراهيم باشا، واستمر في حكم مصر الفترة من ( 1848م إلي 1854م)، وخلال فترة حكمه عاش بمعزل عن الناس حياة رغد وبذخ، وسادت الفوضى وفسد النظام وأغلقت المدارس، وقتل في قصره ببنها في 13 يوليو 1854م ))
وبعد موت عباس الأول قتيلا في بنها عاد الطهطاوي عام 1854م وتعين مترجمًا في مجلس محافظة القاهرة وعضوًا بالمجلس، أول مشروعاته، إنشاء مكاتب الملة أي: مكاتب الأمة؛ لنشر التعليم بين عامة أفراد الشعب، أي: محو الأمية، أمية القراءة والكتابة، وأمية الفكر وتجاهل المشروع الخديوي سعيد ذلك المشروع ولكنه تعين عام 1855م وكيلاً للمدرسة الحربية، وطور في مدرسة أركان الحرب، بإدخال علوم للتثقيف والتعليم الإنساني العام،  دراسة اللغات الشرقية والأوروبية والتاريخ والجغرافيا.. إلخ إلى جانب العلوم التطبيقية الأساسية ، وكتب منظوماته الشعرية الوطنية التي دعا فيها إلى محو آثار نكسة عباس وبدء النهوض من جديد.
تمكن من إقناع سعيد عام 1856 بتبني مشروع إحياء التراث العربي والإسلامي والبدء بطبع تفسير الرازي للقرآن الكريم  وخزانة الأدب، ومقامات الحريري
ومات الخديوي سعيد عام 1863م وتولى الخديوي إسماعيل وعاد رفاعة إلى النشاط بالإشراف على «المكاتب الأهلية» ورئاسة مجلسها، والإشراف على تدريس اللغة العربية، ورئاسة قلم الترجمة الجديد وترجمة القوانين الفرنسية
وأصدر عام 1868م كتابه «أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل» … أول كتاب مصري علمي " بمقاييس عصره" عن تاريخ مصر القديمة، وتاريخ العرب قبل الإسلام ( لم يتخلى الطهطاوي عن الإطناب والسجع والتملق والجناس والتورية ...إلخ أنوار توفيق أي ولي عهد إسماعيل وهو محمد توفيق باشا وبني إسماعيل أي العرب )
 أصدر كتابه «مناهج الألباب المصرية في مناهج الآداب العصرية» عام 1869م لبحث موضوع «التمدن» وأصوله وأطواره، مع إصدار كتابه في تبسيط علم النحو وقواعد اللغة العربية
وأنشأ عام 1870م مجلة «روضة المدارس» أول مجلة ثقافية وفكرية وأدبية في مصر، مع إصدار ملاحقها في شكل كتب كاملة، في الفلسفة والجغرافيا والصحة العامة وعلم النبات والفلك، والفقه الإسلامي، والأخلاق، والتاريخ العربي والإسلامي.
أما كتابه «نهاية الإيجاز في تاريخ ساكن الحجاز» عن تاريخ وسيرة الرسول، فقد صدر بعد وفاته في  عام 1873م

ذكر علي مبارك باشا في الخطط التوفيقية أن ثروة الطهطاوي منها  :
    أهدى له إبراهيم باشا حديقة نادرة المثال في (الخانقاة) وهي مدينة تبلغ 36 فداناً.

    أهداه محمد علي 250 فداناً بمدينة طهطا..

    أهداه الخديو سعيد 200 فدانا..

    وأهداه الخديو إسماعيل 250 فداناً..
واشترى الطهطاوي 900 فدان.. فبلغ جميع ما في ملكه إلى حين وفاته 1600 فدان، غير ما شراه من العقارات العديدة في بلده طهطا وفي القاهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق