الأحد، 28 يوليو 2024

 حلقة 60 من المنهج الوافي في رحلة الطهطاوي

وكان هناك صديق حميم آخر لشارل لامبير هو عبد الرحمن رشدي المدرس بمدرسة بولاق ثم نائب مدير المدرسة ، وكان يتحدث التركية والعربية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية ، وكان مصاحبا لأدهم بك في إنجلترا عامي 1837/ 1838م ثم عاد اليها ثانية عام 1844/ 1845م لشراء ماكينات غزل
أيد عبد الرحمن
رشدي رغبة عباس الأول في الحصول على دعم إنجلترا لتنفيذ خط السكة الحديد السويس الأسكندرية
كان غربي التفكير وشديد الميل للغربيين وكان هو و أدهم بك من أكثر أصدقاء إنفانتان إخلاصاً له وطلّق زوجته المسلمة ليتزوج فرنسية مسيحية رغم إستهجان الشيوخ لذلك ،وفكر يوما ما في إعتناق المسيحية حتى يتمكن من الإقامة بإستراليا (منعت الولايات المتحدة وفرنسا وإستراليا وإسبانيا والبرتغال وغيرهم من الدول الغربية هجرة المسلمين اليها في تلك الفترة )
وبعد إغتيال عباس الأول بدأ نجمه في الصعود وأصبح مديرا للشركة المجيدية للملاحة البخارية في البحر الأحمر ثم مديرا ثم مالكا للمطبعة الأميرية في بولاق بعد أن أهداها اليه سعيد باشا والي مصر
 أهدى سعيد باشا إلى عبد الرحمن بك رشدي مدير مصلحة السكك الحديدية بالبحر الأحمر في 13 ربيع الثاني سنة 1279 هـ / 7 أكتوبر سنة 1862 م مطبعة بولاق بكل ما يتعلق بها من عقار وعدد وآلات. كان إهداء المطبعة إلى عبد الرحمن رشدي على شكل امتلاك مطلق ولم تكن تعهدًا أو التزامًا أو ملك انتفاع كما كان معروفًا في تلك الفترة عن الحكومية المصرية في سياستها الاقتصادية
.
----------------
السان سيمونيين والتعليم في مصر
أمر محمد علي بتأسيس مدرسة المعادن عام 1834م وجعل على رأس إدارتها شارل لامبير المتخصص في التعدين والمناجم و أمر عام 1836م بإلحافها بمدرسة المهندسخانة ( متعددة التقنيات) وأسند إدارتها إلى لامبير
أعد إنفانتان ولامبير مقترحات تطوير المدرسة حتى تضاهي المدارس الأوروبية  وخاصة  مدرسة البولي تكنيك( متعددة التقنيات ) في فرنسا
طلب إنفانتان إنشاء مجلس للتعليم العالي ولجنة إستشارية للعلوم والفنون وإنتوى سليمان باشا تكوين تلك اللجنة من ( لواء أدهم بك وكياني بك ومختار بك وأرتين أفندي وآخرين) وكلهم لهم ميول فرنسية
وفي ديسمبر 1835م أمر محمد علي بتشكيل اللجنة من مديري المدارس وكانت اللجنة ترى إنشاء مدارس إبتدائية في الأقاليم تُغذي المدارس الإعدادية في القاهرة والأسكندرية ومن المدرسة الإعدادية يتم إختيار تلاميذ لمدرسة الترجمة والمهندسخانة ومدرسة المشاة ومدرسة الفرسان
كانت مدرسة المهندسخانة ( مدرسة متعددة التقنيات أي بولي تكنيك ) وأغلب تلاميذها من الطبقة الحاكمة  وكانت المدرسة التي تخرج منها حكام مصر بعد ذلك كما استنتج الشيخ على مبارك
كما أن التعليم الذي أقامته مصر تحت صبغة سان سيمونية، وأشرف عليه محمد علي كان تعليما عسكريا في خدمة الجيش،"فالمدارس الحربية لتخريجه(االجيش)، ومدرسة الطب لتطبيبه، واالهندسة لتصميماته، والمدارس الصناعية لإمداده، والبعثات لسد حاجاته ، حتى إن المدارس كانت ثكنات عسكرية في نظامها ومأكلها وملبسها، ورتب المعلمين والنظّار والمديرين رتب عسكرية...كل أنواع التعليم على هذا الوجه في القاهرة والأسكندرية فقط، أما المدن األخرى والأرياف فليس لها حظ من هذا التعليم"
ومن الذين امتهنوا التدريس بمصر من السان سيمونيين أيضا نجد توماس (إسماعيل) أوربان الذي بدأ نشاطه الثقافي رسميا بعد تعيينه في يونيو 1834م كأستاذ للغة الفرنسية بمدرسة المشاة بدمياط من طرف المقدم "
Lieutenant colonel " خليل أفندي ورغم عودة كبار السان سيمونيين الى فرنسا وموت كثير ممن كانوا في مصر الا ان مشروعهم التعليمي بقى مستمرا عن طريق من بقوا هناك
فهذا توماس اوربان وجراميل يواصلان تعليم اللغه الفرنسيه في مدرسه دمياط والخانكه التي اسسها السان سيمونيين وهذا لامبير وهو على راس اداره هذه المدرسه يتولى التدريس لاربعة تلاميذ عادوا من فرنسا دون اكمال دراستهم فكان يدرس لهم لهم ساعتين يوميا ثم تم تعيينهم كمدرسين بنفس المدرسه
كان لامبير مديرا ومدرسا في الوقت نفسه فقد كان يدرس مواد الطبيعيات والكيمياء ورسم الخرائط كما عرب كثيرا من كتب الرياضيات اما الطلبه فقد أحبوا هذه المدرسه لاتباع لامبير سياسه التوسط لهم من اجل توظيفهم في دواليب السلطه وكان الهدف من ذلك هو تكوين فئه مصريه مثقفه على الطريقه الفرنسيه تحكم البلاد وتكون قادره على النهوض بالاقتصاد المصري كما تولى تنظيم التعليم عام 1841م
وتواصل نشاط لامبير حتى استقالته عام 1849م وخلفه علي مبارك
وفي النشاط التعليمي الفلاحي او الزراعي حاول السامسونيين وعلى راسهم أنطوان اوليفيه وطوشي وبوفور
Beaufort ولامي  Lamy"،  كلوريند"Clorinde"واوليفير Olivier
 وعهد إلي ألكسي بيتيه  Alex Petit من المتخصصين في الزراعة لإنشاء المزرعة النموذجية،
 ولامي
Lamy  لإنشاء حظيرة الماشية. وهو مهندس معماري ومات بالطاعون وهو يشرف علي إقامة مزرعة شبرا.
وفي توجيه الفلاحة بعثوا بالسيدين دوغي
Duguet وبوتي Petit الى فرنسا من اجل الترويج لهذه النشاطات واستقدام الراغبين فيها الى مصر كما دعوا الى اتباع الطرق الحديثه العلميه فانشأوا المدرسه الزراعيه بنبروه عام 1836 م ثم امر محمد علي بنقلها عام 1839م الى شبرا ودعا هؤلاء الى متابعه النشاطات الماليه والزراعيه مقلدين في ذلك مدرسه روفيل بفرنسا ولذا انشاوا المزرعه النموذجيه ونادوا بتحسين سلالات الحيوانات وتهجين اصناف اخرى وتوجيه الحليب ومشتقاته الى التصنيع والاهتمام بدوده القز وانتاج الحرير وصناعه القطن الذي تولاه بصفه خاصه السيد هرجي"Hardi" مستفيدا من دعم محمد علي
كان أنطوان اوليفييه الوحيد الذي بقى في مصر من السيمونيين وقدم من فرنساعام 1834م وأصيب بالسل ومات عام 1836م
كان نجاحه الوحيد "عقد إتفاق لزراعة 500 هكتار من أراض التاجر اليوناني توسيزا على بعد نحو 15 كم جنوب الأسكندرية وأمده بالأدوات والأنفار "
إقترح المهندس لينان استصلاح ما بين 0.8 – 0.9 مليون فدان من بحيرة قارون بالفيوم
كما اسس السان سيمونيون مدرسه ابي زعبل للطب بالخانكه وتولى تاسيسها وادارتها كلوت بك وهي المدرسه التي درس بها شيوخ من ابناء مصر مثل الشيخ علي مبارك ومدرسه البيطره التي اسسها وادارها السيد هامون
 Hamont

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق