حلقة 5
تعرف الشيخ رفاعة على المسيو جومار ومن خلاله تعرف على عدد من العلماء منهم دي ساسي فمن هو؟؟؟( المستشرق البارون دي ساسي Antoine Isaac Silvestre de Sacy " 1758/ 1836م" الذي يلقّبه د. عبد الرحمن بدوي بـ "شيخ المستشرقين الفرنسيين" ويُعتبر استاذاً للأساتذة في اللغات الشرقية ولا سيما اللغة العربية و اليونانية واللاتينية و العبرية كما أتقن عدة لغات أوروبية ) و يُعتبر سلفستر دي ساسي عند كثيرين المؤسس «العلمي» للاستشراق
ويقول "منذ أن التقيت برفاعة الطهطاوي القادم من مصر، توسمت فيه موهبة خاصة في تعلم اللغات والعلوم وقد أفادنا بمعرفته عن الثقافة العربية"
بعد أن درس دو ساسي اللغات السامية على التوالي، بدأ يصنع اسمًا كمستشرق، وبين عامي 1787 و1791م فك رموز النقوش البهلوية للملوك الساسانيين
أصبح أستاذ اللغة العربية الأول والوحيد عام 1795م في المدرسة المنشأة حديثًا للغات الشرقية الحية وترأس المدرسة وتحلق حوله المستشرقون الألمان لمنافسة المؤسسات الجامعية البريطانية العريقة في الصراع على الشرق من خلال إنتاج خبراء بلغاته وشعوبه وتاريخه وجغرافيته ، وكان متضلعاً باللغة العربية وأول من نادى بتعملها بل ووجوب تعلمها بالنسبة للمستشرقين.
أصدر الكتب المدرسية العربية التالية :
القواعد العربية ، مقتطفات من كُتاب عرب مختلفين، نثرًا وشعرًا، مع ترجمة وملاحظات فرنسية عام 1806 و مختارات نحوية عام 1829م
كان سيلفستر دي ساسي أول فرنسي يحاول قراءة حجر رشيد ، و لقد أحرز بعض التقدم في تحديد الأسماء الصحيحة في النقش الديموطيقي ، كان ساسي أيضًا مدرسًا عام (1807 – 1809م) لجان فرانسوا شامبليون، و شجعه في أبحاثه
ومن أعماله الأخرى طباعته لكتاب كليلة ودمنة وترجمته (1816م)، و مقامات الحريري وترجمتها (1822م)، مع تعليق عربي مختار، وألفية بن مالك (1833م) وترجمتها و حياة المتصوفة
كما قام بترجمة كتاب «حياة الحيوان الكبرى» وهو أشهر مؤلفات كمال الدين الدميري، إلى اللغة الفرنسية
ساهم بمذكرات عن أسفار موسى الخمسة العربية السامرية (Mém. Acad. des Inscr. vol. xlix)
ونشرترجمة الإنجيل إلى السريانية والعربية لجمعية الكتاب المقدس البريطانية وله العديد من الكتب الأخرى
ومن المؤكد أن الجغرافي جومار ودي ساسي هما اللذان اكتشفا موهبة الطهطاوي في اللغات والترجمة. فوجهاه نحو هذا الحقل من العلوم
-------
كان كوسين دي برسوال الشخصية المهمة الثالثة بعد جومار و دوساسي في تشكيل ثقافة الطهطاوي
( المستشرق الفرنسي أرماند بيير كوسان دي برسفال Armand-Pierre Caussin de Perceval) وهو استاذ اللغة العربية الدارجة
ورث الإستشراق من أبيه ، وذهب الى القسطنطينية ليتعلم الترجمة ومنها الى موارنة لبنان وعاش معهم عام تقريبا ثم ترجمانا في حلب
وعاد أستاذًا للغة العربية الحديثة في مدرسة اللغات الشرقية الحية عام 1821م، وأيضًا أستاذًا للغة العربية في كوليج دو فرانس عام 1833م ،
نشر كوسين دي بيرسيفال (1828) كتابًا حول القواعد العربية الشائعة و طُبع مراراً
قام بتحرير وتوسيع قاموس إلياس بقطر Ellious Bocthor الفرنسي العربي وإلياس هذا قبطي مصري من أسيوط عينه الفرنسيون في المجمع العلمي المصري وخدم جيشهم بالترجمة. وسافر مع الفيلق القبطي والجنرال يعقوب صحبة الفرنسيين عند رحيلهم، فعين بباريس مدرسا للعربية العامية في مدرسة اللغات للشباب Ecole des jeunes de langues في باريس ومهمتها تعليم اللهجات العامية الموجودة في البلاد العربية للشباب الفرنسيين الذين سيعملون في القنصليات الفرنسية في البلاد العربية ، وخلفه دي بيرسيفال بعد موته
هناك قاموس آخر( إنجليزي عربي ) باسم قاموس إلياس أنطون إلياس اللبناني
الف بيرسيفال كتبا في العربية مثل " نحو اللغة العربية العامية " «تعليقة على الشعراء العرب الثلاثة: الأخطل، الفرزدق، جرير» وغيرها
ولكن أشهرها << بحث في تاريخ العرب قبل الإسلام the Essai sur l'histoire des Arabes avant l'Islamisme >>.
لكن المصدر الأساسي لكتابه هذا هو مخطوطات كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ومن البديهيات أن الأغاني ليس بمصدر للتاريخ بقدر ما هو كتاب أدبي.
سافر مع فيلق يعقوب بضع مئات من الأقباط الذين لعبوا دورا كبيرا في عمليات الترجمة وكمدرسين لغة عربية ونهضة الإستشراق ونشأة الرومانسية الفرنسية فمنهم الشاعر يوسف إليا عجايبي Joseph Élie Agoub الذي ترجم المواويل المصرية الى الفرنسية وأعجبت الشاعر الفرنسي الشهير لامارتين وكتب يوسف ديواناً شعريا صغيرا باسم القيثارة الحزينة وترجمه رافع الطهطاوي باسم "نظم العقود في كسر العود " هناك وطبع في باريس
ومن المؤسف في أعتقادي أن يكتب أنور لوقا في كتابه كتاب و رحالة مصريون الى أوربا في ص 30 يصف المعلم يعقوب ( برائد القوميين" والمعلم يعقوب كان قد شكل فيلق يساعد الفرنسيين في قمع ثورات القاهرة وقد غادر مع الحملة خوفا من إنتقام الشعب المصري منه ورأى "أنور لوقا"أن موته أثناء الرحلة البحرية على سفن الحملة (( كان ضربة قاضية للمفاوضات التي كان سيبدأها مع كل من الجكومة الفرنسية والحكومة الإنجليزية وبرحيل رائد القوميين هذا تحول المفاوضون المصريون الى لاجئين ))
ولم نجد ممن ترجم أو راجع الكتاب توضيحا لذلك الرأئ الذي يطلب الإحتلال " الفرنسي الأنجليزي" بحجة إستقلال مصر
---------
كان المسيو شواليه ( الضابط المهندس ) هو الشخصية الرابعة في تشكيل وجدان شيخنا الطهطاوي
---------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق