الحلقة 52
وبرون هذا من جماعة السان سيمونيين ، والسان سيمونيون هؤلاء كانوا جماعة من الشباب ، ومعظمهم كانوا مهندسون من مدرسة الهندسة العليا في باريس وأطباء تجمعوا حول سان سيمون وأفكاره لأنهم قد أصابهم ما كان يسميه الكتاب الرومانسيون " وجع القرن " أو السخط Spleen ولم يعودوا يحتملون أن يبقى الشعب في البؤس بينما هم يعرفون لأنهم درسوا الآلات أن هناك وسائل حديثة للإنتاج بكميات كبيرة وكانوا يختنقون في ظل أخلاق العصر الصارمةوإنفانتان Barthélemy-Prosper Enfantin الذي أصبح رئيسهم المعروف بعد موت سان سيمون عام 1825م قال أنهم "رومانسيو السياسة " و تجمعوا إذن وشكلوا حزباً صغيراً ، أول حزب " إشتراكي " في القرن التاسع عشر
كان شعارهم (صنع كل شيئ لتحسين الحالة البدنية والعقلية والأخلاقية للطبقة الأكثر عدداً و فقراً و يجب على المجتمع أن ينظم نفسه على أفضل وجه لتحقيق هذه الغاية)
أن يكون المرء سان سيموني عام 1830م يعني أنه يريد التصنيع والتسليف" القروض البنكية" والسكك الحديدية والرفاهية في آن وأخيرا وليس آخرا المساواة للنساء ويمتد هذا في المجال الإقتصادي حتى إلغاء الملكية الخاصة لإدوات الإنتاج وفي المجال الأخلاقي الى الإستقلال التام للمرأة "أي الإباحية المطلقة" وإلغاء توريث التركات
وكل هذا انتهى كما يمكن أن نتوقع بالسجن في باريس منذ عام 1830م
--------------------
ونستكمل الكلام عن سان سيمون ومذهبه من كتاب: السان سيمونيون في مصر بين عام 1833- 1851م
( مطبوعات المركز القومي للترجمة ، تأليف فيليب رينيه Philippe Régnier وترجمة أمل الصبان وتقديم أمين فخري عبد النور )
وفيليب رينيه كان من المشرفين على معرض من المسيحية الجديدة إلى قناة السويس l’exposition Du Nouveau Christianisme au canal de Suez من 28 نوفمبر 2006-25فبراير 2007م
كما إستعنت بموسوعة مقاتل عبر الصحراء أيضا http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Gography11/akaleem/kanat/sec03.doc_cvt.htm
ورسالة الدكتور مصطفى الحفناوي «قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة» عام 1951م
السان سيمونية"Saint-simonisme" مذهب أيديولوجي اشتراكي مثالي، دعت إلى إقامة العدل واحترام الإنسان ومنع استغلاله من طرف الإنسان كما دعت إلى الإبتعاد عن المادية البحتة من خلال دعوتها إلى تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص من خلال استفادة جميع أفراد المجتمع من الثروة والأرباح وحماية الدّولة وكذا من خلال تفضيل المصلحة العامة، ونبذ الأنانية،و وإحلال مشاعر التضامن والكرامة محلها و أن التنمية المادية هي وسيلة لتحقيق تلك الأهداف ، وليست غاية في حد ذاتها
وكان همهم دمج عالم الشمال الغربي مع عالم الشرق المسلم في وحدة عالمية بينهما عبر البحر المتوسط ويقودها الغرب المستنير
كان السان سيمونيون مهووسين بالنشاط الإقتصادي الذي هو أساس الثروة المادية، وأن المال عندهم هو الأساس الأول لقيادة العالم وكانوا مهوس بمحاولات ربط البحار والمحيطات بالقنوات ومن أفكارهم:
شق قناة نهرية بالمكسيك تربط المحيط الهادي بالأطلنطي " خليج المكسيك "
شق قناة بين نهر الدانوب ونهر الراين
شق قناة بين بحر البلطيق ونهر الراين
شق قناة بنما
شق قناة السويس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق