حلقة 58
عندما وصل إنفانتان ورفقته الى القاهرة إستضافهم سليمان باشا ومن خلاله ووساطة قنصل فرنسا عقد السان سيمونيون صلات مباشرة مع الوالى محمد على ، كان محمد علي يريد تعاون الفرنسيين معه في إنشاء سد لتخزين مياه النيل شمال القاهرة " قناطر الدلتا"وقام بتكليف المهندس لينان دو بلفون بذلك العمل ، ولينان موجود في مصر منذ سنوات طويلة ويحظى بثقة محمد علي
وسد الدلتا مشروع هيدروليكي"مائي" ضخم بأي مقياس في عصره فلا يوجد نهر أوروبي واحد له أبعاد أو خصاص نهر النيل
كلف محمد على لامبير بإعداد مدرسة المناجم كما قبل عمل إنفانتان وغيره من السان سيمونيين في السد وغيره تحت اسم ( المدعويين أو المسافرين) وهو يشبه عملا تطوعيا بأجور رمزية أي أنهم غير موظفين عند محمد علي
نظم إنفانتان حفل عشاء فاخر بالخمور الفرنسية يوم 15أغسطس 1834م ( أي في عيد ميلاد نابليون ) في الموقع المحدد" منطقة كفر منصور" لإقامة السد ولكن إنفانتان قال أن الإحتفال بمناسبة موافقة محمد على على إشتراك الفرنسيين في العمل
حضر الحفل كبار رجال الدولة مثل لواء مختار بك ولواء أدهم بك وسليمان باشا وفرديناند ديليسبس وكان ديبلوماسيا شابا ومحمود بك مدير القناطر ومصطفي أفندي مدير مدرسة المهندسين وعدد من المهندسين
في ختام الحفل حفر سليمان باشا الحروف الأولى لاسمي نابليون ومحمد علي على النصب كما وضع حجر الأساس لمدرسة المهندسين
أدرك الأرمني يوسف حكيكيان ضرورة وجود ديوان نظامي لربط العمل الصناعي بعلم تطبيقي في مدرسة للمهندسين في الموقع وربما كان إنفانتان وراء ذلك
كان على رأس الديوان هذا مصطفى مختار باشا وعضوية كلوت بك ، وحكيكيان أفندي و رفاعة رافع الطهطاوي ولامبير ومحمد بيومي أفندي
وكان قد تم قبل ذلك إعداد الخرائط وإختيار مواد الإنشاء وحساب التكاليف
صاغ لامبير لائحة المدرسة
وضع إنفانتان الخطط
تولى لينان إدارة المدرسة
لم يبدأ البناء الفعلي للسد إلا في عام 1847م وكان المهندس موجيل بك هو المشرف
وإقترن إسم دليسبس بالقناة بعد ذلك
---------------
كان لينان يدير العمل ويساعده السيمونيون وعكف لينان وإنفانتان وولامبير على وضع الخرائط والرسومات وإختيار مواد البناء وحساب التكاليف وغيرها
طلب إنفانتان مساعدة عدد آخر من المهندسين السيمونيين ولكن حضر فريق صغير من المهندسين والعمال ( 3 مهندسين و 2 أطباء و 3 عمال فنيين)
لا يكفي هذا العدد للتعامل مع جيش الفلاحين المجموع بالسخرة ورغم ذلك حاول السيمونيون خلق علاقات عمل جديدة فقد أقاموا بيوتا حجرية ومستشفى للعمال وإهتموا بالتغذية وطلبوا الجنود للعمل وإعادة الفلاحين للعمل في الحقول
وجاء الطاعون فقضي على جيش السيمونيين كامله مع أعداد غفيرة من الفلاحين واستنفذت حروب محمد علي الموارد
في عام 1837م قدم لامبير تقريرا عن العمل الى لجنة السد برئاسة مختار بك وقرر إبراهيم بك إعادة إطلاق المشروع ولكن نقص الموارد أوقف المشروع عشر سنوات كاملة
كانت الدراسات التمهيدية كلها من وضع السيمونيين ولكن من نفذ المشروع في النهاية كان موجيل بك
وبالنسبة لقناة السويس وهي حلم السيمونيين وأعدوا لها كافة الدراسات ولكن من نفذها كان فرنسي آخر وليس منهم هو ديليسبس ، أو ليست جمعية دراسات قناة السويس هي سيمونية ؟؟ وكونوا " الشركة العالمية لقناة السويس"
كان إنفانتان هو من تمكن من ضم الغرف التجارية في ليون ومارسيليا وتريستا وفينيسيا وبراغ ولويد النمساوية والجمعية الصناعية في فيينا ، وقدم إنفانتان الملف كاملا بكل الدراسات الى صديقه ديليسبس فقد كان ديليسبس على علاقة طيبة بالخديو سعيد وحصل ديليسبس لنفسه على الإذن منه بحفر القناة وحدث الطلاق النهائي بينه وبين السيمونيين لدرجة أن ديليسبس لم يضع سيمونيا واحدا في مجلس إدارة الشركة العالمية لقناة السويس البحرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق