حلقة 54
كان إنفانتان يرى (( الأخلاق المحمدية القائمة حسبما يرى على تعدد الزوجات كتعبير عن الإستعباد المنزلي للمرأة و فظاظة الشهوات البدنية في الشرق المحارب ))ومرة أخرى جانب التوفيق كلا من المترجم والمراجعين حين لم ينقدوا رأي أنفانتان في الإسلام
ميشيل شيفاليه وهو من قادة السيمونين و نائب إنفانتان في إدارة صحيفة جلوب La Globe تلقى وكأنه وحي بالمعنى الصوفي للكلمة فكرة أن السان سيمونيين ولمدة طويلة جعلوا الشرق يلعب دوراً سلبياً وكان يجدر التفكير في وظيفة نشطة له في الحركة الإنسانية و يرى أنه حسبما قيل بسبب الأحكام المسبقة الليبرالية والأحكام المسبقة الأوربية لم تكن الأمم الشرقية بالنسبة له سوى "تراب بلا قيمة " أجلافاً بؤساء جديرين بتلقي ضربات الكرباج وإجمالاُ غير جديرين بالنزعة الإنسانية لعصر التنوير
غادر إنفانتان ومجموعته إلى مصر، حيث خطط لاختراق "الشرق الأنثوي مع الغرب المذكر" وإستكمال التقدم بشق قناة تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر ، ورغم أنشطته في مصر لم يتمكن من لقاء محمد علي باشا شخصيا طوال وجوده في مصر
وفي مصر في ذلك الوقت، كان محمد علي والي مصر على خلاف مع السلطان العثماني في القسطنطينية، ومارس محمد علي أيضًا عقودًا بين القطاعين العام والخاص تُعرف باسم الامتيازات مع شركات معظمها أوروبية لبناء بنية تحتية رخيصة الثمن
ولم يوافق محمد علي على مشروع ربط البحرين لأنه لم يرد قطع الرسوم التي يجمعها من التجارة البرية في مصر، لكنه سمح لمجموعة إنفانتان بالعمل في سد الدلتا " قناطر الدلتا أو القناطر الخيرية" شمال القاهرة وعملت المجموعة تطوعاً بغير أجر وتهدف القناطر إلى الحد من فيضان النيل و زراعة محاصيل مرتين في السنة
أنشأ إنفانتاين وهو في مصر أيضًا مدارس فنية على طراز مدرسة الفنون التطبيقية بمباركة محمد علي و التقى وتأثر بفرديناند ديليسبس
عاد إنفانتين إلى فرنسا عام 1836م فقد كان مشروع قناطر النيل يواجه التأخير
وبعد عودته إلى فرنسا إرتقى تدريجيا من خلال تأثير بعض أصدقائه الذين ارتقوا إلى مناصب السلطة، عضوًا في اللجنة العلمية المعنية بالجزائرعام 1841م وانخراط في أبحاث شمال إفريقيا والاستعمار بشكل عام
تم تعيينه مديرًا لسكة حديد باريس وليون عام 1845
جمعية دراسات قناة السويس Société d'Études du Canal de Suez
كان إنفانتان مثابرا على حلمه بالشرق وبمصر وفكرة وصل البحرين ونجح في تأسيس الجمعية لمواصلة دراسة قناة السويس
كان من أعضائها
السان سيموني وتاجر الحرير الثري دوفورFrançois Barthélemy Arlès-Dufour
ومهندس السكك الحديدية وشق القنوات باولين تالبوت Paulin Talabot
ومصمم سكك حديدية ومهندس مدني الإنجليزي روبرت Robert Stephenson وهو ابن جورج ستيفنسون أول من سير القطارات بالبخار ، ومعه في الجمعية إنجليزي آخر هو ستارباك Edward Starbuck
والمهندس المدني النمساوي نيغريللي Alois Negrelli وكان من رواد السكك الحديدية الشمالية للإمبراطور فرديناند النمساوي
وفيرونس Feronce وسيلييه Sellier من لايبزيغ كممثلين عن المصالح الألمانية
أرسلت الشركة فرق مسح إلى مصر، ووضعت خططًا هندسية، وحددت أن فرق الارتفاع بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط لا يكاد يذكر، لكن محمد علي كان لا يزال متحفظًا تجاه فكرة القناة
عند موت محمد علي باشا في عام 1848م تم تقليص أنشطة الشركة إلى الحد الأدنى وبعدما اغتيل خليفته عباس الأول عام 1854م تولى فرديناند ديليسبس زمام المبادرة لشق القناة وكان على علاقة قوية بجمعية شركة قناة السويس وهو الذي أدرج إنفانتان كمؤسس لشركة قناة السويس
مات إنفانتان فجأة في باريس في سبتمبر عام 1864م
كان السان سيمونيون يرون في قناة السويس مشعلاً يضيء طريق الإنسانية وطموحهم الى جعل لبحر الأبيض " سرير زفاف بين الشرق والغرب
وأثبتوا أنفسهم كاستمرار لمهمة تجديد مصر التي أرادها بونابرت. وتسلموا المهمة من رجال «لحظة ما بعد نابليون» وهم سليمان باشا وكلوت بك ولينان دي بلفوند لكن أعمالهم ظلت منسية لفترة طويلة.
وصل منهم الى مصر نحو 80 شخص على فترات متقطعة ومنهم من كان مروره بمصر عابراً ومنهم من مات ودفن فيها
ربما كان عدد السيمونيين في مصرحتى عام 1836م نحو 56 فردا مات منهم بالطاعون نحو 15 فرد رحل عنها نحو22 فردا والباقي غير معلوم عنهم شيئاً ( القائمة في آخر الكتاب بها 79 اسم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق