حلقة 56
شاربان كان تلميذا في مدرسة مستشفى جرينوبل وعمل في مصر كطبيب واستضافه ابن عمه ولم يظل طويلا في مصرو كونيا Cogniat: طبيب أيضا أرسله بارو من الأسكندرية الى لبنان لتحية الليدي ستانهوب ثم عاد ليعمل طبيبا في موقع قناطر الدلتا "السد" ثم جراح بجيش محمد على بالحجاز وغادر مصر عام 1836م
وكان لقاء كونيا و أوربان في يوليو 1833م مع سليمان باشا نقطة إنظلاق السيمونيين للوظائف العامة في مصر حيث حظيت الجماعة بدعم الكولونيل سيف "سليمان باشا الفرنساوي" وبدون دعمه لن يكون هناك وجود للسان سيمونية في مصر
أقام كونيا وأوربان عند سليمان باشا وأتاح لهم لقاء أدهم بك وبعدها مع بعض العائدين من بعثة فرنسا مثل مختار بك
وفي نفس الوقت أفرجت حكومة فرنسا عن إنفانتان وكلفته سرا بالذهاب الى مصر ومتابعة مشروعه هناك
عملت الحكومة الفرنسية على تسهيل انتقال السان سيمونيين إلى مصر، وتكفلت بدفع نفقات السفن وأمرت قنصلها بمصر ميمو"Mimaut" وكان مستشارا لدى السان سيمونيين من قبل بالتدخل لدى محمد علي للسماح للسانسيمونيين بالإستقرار بمصر
وغادر إنفانتان مرسيليا في 23 سبتمبر 1833م وبصحبته مهندس التعدين هنري فورنيل Henri Jérôme Marie Fournel ومهندس التعدين شارل لامبير Charles Joseph Lambert لامبير بك فيما بعد، ومع إنفاتان أيضا هولشتين و بتي وكانوا جميعا بزي مهندسين المناجم ، ومن الأسكندرية قصد مباشرة الى منطقة السويس لإسكتشافها
كان خروجه من السجن ورحلته الى مصر بتدبير سري من الحكومة الفرنسية
وإستدعى إنفانتان في يوليو 1834م برونو ، وهوارت كماوصل لاشيز" Chèze La "وهو طبيب، ودميولار Dumolard الحداد، والميكانيكي ألكسندرAlexandre
واستدعى في نوفمبر كلا من المهندس دروّو Drouot المختص بالمناجم ، وجوندريه Gondriet المختص بالكيمياء والكسندر ماسول المهندس والموسيقي روجيه ، لمشروع السد"القناطر" وسوزان فوالكان Suzanne de voilquin
وسوزان فوالكان هي Jeanne Suzanne Monnier من مواليد باريس عام 1801م وتلقت بعض التعليم في الدير وعملت في التطريز
تزوجت سوزان بالمهندس المعماري يوجين فوالكان عام 1825م وأصبح الزوجان من مؤيدي السان سيمونية وانجذبت سوزان فوالكان بشكل خاص إلى دعوة الحركة للنساء والعمال، "الطبقة الأكثر فقرا والأكثر عددا". وطلقت زوجها الذي غادر إلى لويزيانا.
عملت كاتبة صحفية 1832 / 1834م وحررت صحيفة Tribune des femmes، وهي أول مجلة نسوية معروفة للطبقة العاملة وشددت مع الكتاب الآخرون على ضرورة حقوق المرأة في الطلاق والتعليم والعمل و ضرورة حماية الأمهات
قبلت سوزان دعوة السيمونيين لنشر كلمة الحركة في جميع أنحاء العالم وإنضمت إلى نساء سان سيمون وسافرت للعمل مع الأطباء والعلماء والمهندسين الفرنسيين و تعهدت سوزان بـ "حياة الدعاية النشطة"، لإقناع النساء الأخريات أنهن يمكن أن يصبحن مستقلات أيضًا
بدأت سوزان بمساعدة طبيب فرنسي كان يعلمها الطب مقابل تعليمها لأطفاله المصريين. درست اللغة العربية وتعلمت الطب في عيادته وفي الحريم، وغالباً ما كانت ترتدي ملابس الرجال العربية. ونجت من الطاعون ولكن مات العديد من أصدقائها، بما في ذلك الطبيب وعائلته و فشل خطط إنشاء مستشفى للنساء، فعادت سوزان إلى فرنسا.
طبقت في حياتها أفكار إنفانتان بأن للمرأة حق تسمية أبنائها غير الشرعيين ونسبتهم اليها
إستدعى إنفانتان بوسكو في أكتوبر 1835م وهو أخر شخص مهم غادر مرسيليا الى مصر قي الموجة الثانية التي قادها إنفانتان والموجة الأولى قادها إميل بارو وكانت تجئ جماعات السيمونيين على مراكب متعددة
قام ماسول بإستكشاف المعادن في صعيد مصر في صيف 1835م وعمل مدرساً للرياضيات واللغة الفرنسية في مدرسة المناجم التي كان يديرها شارل لامبير ثم عاد الى فرنسا
رتب القنصل الفرنسي ميمو لقاءً ضمه مع المهندس فورنل مع محمد علي وكان حول السكك الحديدية والمناجم السورية
أي أن الباشا حسم موقفه منذ البداية برفض مشروع قناة السويس ، واستبدلها بخط سكة حديد من السويس الى القاهرة ومنها الى الأسكندرية وطلب فورنل الإذن بتنفيذ السكة الحديد ولكن الباشا قد منح الوعد من قبل للإنجليز بتنفيذ الخطة بعد الضوط التي مارسها الإنجليز ممثلين في المهندسين غالواي Galloway وكوكين Kekin، و والاّس Wallace وأشرف جالواي على تنفيذ الخط
، ولكنه أيد خطة ليمان الفرنسي لبناء السد على فرعي النيل
كان عقداَ غير مكتوب بين دولة محمد علي وبين السان سيمونيين ، وكان لينان "باشا فيما بعد " هو مهندس محمد علي وحرص لينان على أنيكون هو المسؤل عن المشروع وأن السان سيمونيين هم مساعدين متطوعين وكتب الباشا لمهندسه إتفاق يرفع به راتب لينان من أربعة أكياس الى 10 أكياس ويجعله كبيراً للمهندسين في مصر( 4 أكياس تعادل وقتها ستة آلاف فرنك فرنسي) ودفع اليه أيضا 3 أكياس شهريا لتغطية نفقات المتطوعين
رفض فورنل عرض القنصل ميمو بجعله مهندسا للمناجم في سوريا براتب 8 أكياس فقد طلب فورنل طلب 16 كيس
رفض فورنل العمل في السد وقال إنه جاء ليعمل في القناة ، وهو كسان سيموني يرى أن السد أو القناطر فائدته لمصر فقط ولكن قناة السويس فائدتها للعالم كله
لحقت سيسيل لاريوCecile Larrieu وهي من قيادات النساء السان سيمونيات بزوجها فورنل في اكتوبر 1833م
وعاد شارل دوجيه الى فرنسا بعده
ربما كان المهندس هنري فورنيل القادم مع إنفانتان يريد أن يصمم وينشئ السد فعاد الى فرنسا خائبا مع زوجته في مايو 1834م
كان محمد علي ومجلسه يخشون أن يكون السان سيمونيين " حصان طروادة " للغرب الأوربي في مصر
ظل أتباع سان سيمون يلقون الترحيب من ديليسيبس "نائب القنصل الفرنسي"، أثناء إقامتهم بالبلاد و استطاع ديليسيبس إقناع محمد علي مصر، في ذلك الوقت، بتركهم يقيمون في مصر. ونظراً إلى أن محمد علي كان يتخوف من مبادئهم التي حاولوا نشرها في أوروبا وأبعدتهم الدولة العثمانية، فقد وعد ديليسيبس محمد علي باستخدام سلطاته القنصلية في ترحيلهم عن مصر، إذا ما تسببوا في إحداث أي قلاقل أمنية داخل مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق