حلقة 41
وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: حضر رجل من أهالي مصر إلى عمر بن الخطاب،
وجعل يشكو من عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين إن هذا مقام العائذ
فقال عمر: لقد عذت فما شأنك؟
قال تسابقت بفرسي أنا وابن عمرو بن العاص
فسبقته، فحمل عليَّ بسوط في يده، وجعل يقنعني بالسوط، ويقول لي: أنا ابن الأكرمين،
وبلغ ذلك لعمرو بن العاص فخشي أن آتيك لأشتكي ولده وحبسني فتفلت من الحبس، وها أنا
قد أتيتُك
قال: فكتب كتابًا:
من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص، إنه
إذا أتاك كتابي هذا فاحضر الموسم " أي
الحج " أنت وابنك، ثم التفت إلى المصري وقال له: قم حتى يأتي غريمك
فلما حضر عمرو بن العاص وابنه الحجَّ وجلس
عمر بن الخطاب وجلسوا بين يديه، وشكى المصري كما شكى أول مرة، فأومأ عمر بن
الخطاب، وقال له: خذ الدرة وانزل بها عليه: قال: فدنا المصري من ابن عمرو بن
العاص، ونزل عليه بها.
وعن أنس: قال: والله لقد ضربه، ونحن نشتهي أن يضربه، فلم يزل يضربه حتى استحببنا
أن لا يضربه؛ وذلك من كثرة ما يضربه، وعمر (رضى الله عنه) يقول: اضرب ابن
الأكرمين.
قال عمرو بن العاص: قد شفيت يا أمير المؤمنين
قال عمر بن الخطاب للمصري: انزع عمامته،
وضع الدرة على صلعة عمرو، فخاف المصري من ذلك، وقال يا أمير المؤمنين قد ضربت من
ضربني فما لي أضرب من لم يضربني
فقال عمر (رضى الله عنه): والله لو فعلت لما منعك أحد.
ثم التفت (رضى الله عنه): وقال لعمرو بن
العاص: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا
فمنه يفهم أن الحرية أيضًا من طباع العرب من قديم الزمان
ويقدم الطهطاوي الشكر الى «الخواجة جومار» محب البلاد المصرية وأهلها وكأنه من
أبناء مصر البارين بها فهو جدير بأن ينظم في سلك المحبين. ، ويستدل الطهطاوي على
ذلك بوضع جومار روزنامة" تقويم " لمصر والشام عام 1242هـ ، وإستعداد جومار لوضع تلك الروزنامة كل عام
ليعين على حسن تمدن الأقاليم المصرية إذا كلفه الوالي محمد على بذلك وذكر في هذه الروزنامة عدة أمور:
((
الأمر الأول: الدلالة على تقدم الحرف والصنائع اللازمة لمصر من أولها
لآخرها.
الثاني: تجارة أهالي
أوروبا وآسيا وأفريقية كقوافل بلاد البربر ودارفو وسنار وبلاد الحجاز، ومقابلة
الأقيسة والمكاييل والموازين المختلفة باختلاف البلاد المستعملة هي فيها.
والثالث: ذكر أمور
الزراعة فإنها كانت سببًا في سالف الأعصر في غنى أهل مصر؛ فلهذا ينبغي أن تكون أول
ما تهتم به الدولة في مملكة مصر الطيبة التربية والزراعة كثير الفروع المهمة، فمن
ذلك علم توفير المصاريف الخلانية، ويتشعب عنه إصلاح المزارع، والمروج المستحدثة المدبرة
وتتميم زراعة القطن والنيلة والعنب والزيتون والتوت واستخراج دقيق النيلة،
واستخراج أنواع كثيرة من الزيوت، ومعرفة تربية النحل ودود القز، ودود الصباغة،
وتعهد الحيوانات الأهلية، وتحسين الحيوانات البلدية بعزلها عن غيرها كالخيل
والمعز، وحيوانات الأصواف، وجلب البهائم البرانية ومعرفة طِب البهائم، ومعالجة
أمراضها كمرض «السواف» وحفظ الحبوب من السوسة، وغرس الأشجار، وترتيبها بحافات
الطرق، وخدمة البساتين وسائر الأبنية الخلائية المناسبة لمصالح الزراعة. وفي مادة
الزراعة نذكر الترع والخلجان المعدة لسقي الأراضي وللأسفار، وكذلك نذكر الطرق
والجسور والقناطر في السهول والجبال المعدة لتوصيل الميال، فهذه كلها تذكر في
الفلاحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق