الأحد، 28 يوليو 2024

 حلقة 51 من المنهج الوافي في رحلة الطهطاوي

الدرر الغوال في معالجة أمراض الأطفال    ترجمة الدكتور محمد الشافعي
يقول «كلوت بك» في مقدمته للكتاب: «لما كان وليُّ النعم مهتمًّا بعلاج الرعايا، راغبًا في كثرة سوادهم وسلامتهم من الأمراض والبلايا، وتحقَّق لدى سعادته أن الأطفال في الديار المصرية معرَّضون لجملة أمراض، ويهلك بها أكثرهم حينما تشتدُّ به الأعراض، وذلك من أقوى عدم كثرة السواد " إنخفاض عدد السكان" وخلاف ما هو واقع في غيرها من البلاد، نعم وإن كان نفس الإقليم لا يناسب سِنَّ الطفولية، لكن عدم اعتقاد الأهالي في الطب هو أكبر بلية، ولا سيما والأمهات والمراضع لا يراعين نظافة الأطفال، ولا يلتفتْنَ لما يليق من العلاج وإن ساء الحال، أمرني أيَّده الله أن أجمع كتابًا مختصرًا فيما ينفع الأطفال المذكورة، فجمعتُ هذا الكتاب امتثالًا لأوامره النافذة المنصورة»
وكان يشتمل على مبادئ الوقاية ثم الأمراض وعلاجها والأدوية وتراكيبها
وقد طُبع هذا الكتاب في بولاق في ربيع الثاني عام 1260هـ /  1844م في 132 صفحة من القطع الصغير، وإتمامًا للفائدة تُرجم هذان الكتابان إلى اللغة التركية، فترجمهما عن اللغة العربية مصطفى أفندي الشركسي، وطُبعا بعنوان «ترجمة كنوز الصحة»، و عنوان «ترجمة تربية الأطفال»
قدم الخديوى سعيد باشا فى أكتوبر 1862م مطبعة بولاق هدية إلى عبد الرحمن بك رشدي، ثم اشتراها الخديوى إسماعيل باشا وضمها إلى أملاك الدائرة السنية، ثم عادت ملكا للدولة فى 20 / 6 / 1880م وذلك فى عهد الخديوى توفيق
------------
 الدكتور «برون»
Dr. Perron وهو نيكولا بيرون  Nicolas Perron
تخيَّر الدكتور كلوت نخبةً من أطباء أوروبا ليكونوا أساتذة المدرسة الطبية الجديدة و منهم «الأستاذ برون الكيماوي المعروف من مدرسة باريس» لتدريس مادتَي الكيمياء والطبيعة ، وهو من المستشرقين والوحيد بين أساتذة مدرسة أبي زعبل الذي كان يعرف اللغة العربية ويُعنى بالبحث في كتُبها، والترجمة عنها وإليها وكان من جماعة السان سيمونيين
استعان د برون أول الأمر بالمترجم السوري "يوحنا عنحوري" ليُترجم له محاضراتِه في علم الطبيعة  ولكن برون تتلمذ على بعض المصححين من شيوخ الأزهر وتمكن من ترجمة نفس محاضراتِه في الكيمياء
 وشارك برون في حركة الترجمة والنشر النشيطة وقتها من خلال الترجمة عن العربية إلى الفرنسية، وعن الفرنسية إلى العربية وهو فرنسيُّ الأصل عُنيَ وهو في باريس "بجانب دراساته الطبية العلمية" بدراسة اللغة العربية، وتتلمذ إذ ذاك على كبير مستشرقي فرنسا «سلفستر دي ساسي
A. Silvestre de Sacy» و«أرمان كوزين دي برسيفال»
يذكره «كلوت بك» ضمن الأساتذة الأُوَل لمدرسة الطب المصرية بأبي زعبل وظلَّ «برون» يُدرِّس مادتَي الطبيعة والكيمياء في مدرسة الطب حتى بعد نقلها إلى قصر العيني ، وقد حضَر إلى مصرعام 1242هـ / 1827م تقريباً
عُيِّن الدكتور «برون» مديرًا لمدرسة الطب عام 1254هـ / 1839م و أنعم عليه محمد علي باشا برتبة قائمقام ولكنه
استقال من منصبه عام 1262هـ / 1846م  وعاد إلى فرنسا ورجع ثانية الى مصر أواخر 1853م وعمل كطبيب حرٍّ في مدينة الإسكندرية و غادر مصر ثانية إلى وطنه، ليموت في باريس في 1292هـ / يناير عام 1876م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق