الأحد، 28 يوليو 2024

 تدريسه في الأزهر

وبعد أن أمضى رفاعة في الأزهر ست سنوات، جلس للتدريس فيه عام 1237 هـ / 1821م وهو في الحادية والعشرين من عمره،
والتف حوله الطلبة يتلقون عنه علوم المنطق والحديث والبلاغة والبيان والعروض وغيرها وكانت له طريقة آسرة في الشرح جعلت الطلبة يتعلقون به ويقبلون على درسه فكان الجمع الغفير من الطلبة يحضرها
كان يتردد بين الحين والآخر على طهطا ويلقي بعض الدروس بجامع جده أبي القاسم وامتازت دروسه بجاذبية كانت تحببه الى المستمعين وترغبهم في الإستزادة من بحر علمه وظهرت موهبته في التعليم والتثقيف وشهد له علماء طهطا بالسبق في هذا المضمار
كان سهل التعبير مدققاً محققاً يوضح المعنى بطرق مختلفة حتى يفهمها الصغير والكبير من مستمعيه
كان فقيرا وتولت امه الإنفاق عليه وهو في الأزهر كما أعطى بعض الدروس لحسين بك بن طبوز أوغلي كما قام بإلقاء بعض الدروس في مدرسة أنشأها محمد لاظ أوغلي

 ثم ترك التدريس والتحق بالجيش المصري النظامي عام 1240هـ / 1824م الذي أنشأه محمد علي إماما وواعظا لإحدى فرقه، كان في آلآي حسن بك المناسترلي ثم في آلآي أحمد بك المنكلي حتى شعبان 1241هـ / مارس 1826م
وغرست الجندية فيه الدقة والنظام والروح الوطنية والشجاعة
----------
كان إعتماد محمد علي على الإيطاليين أول الأمر فلهم جالياتٌ كثيرة في ثغور مصر والشام وكانت اللغة الإيطالية هي اللغة الأجنبية الأكثر شيوعًا
وتداولًا، بل لقد كانت لغة المخاطبات الرسمية حتى بين القنصليات غير الإيطالية، وكان هؤلاء الإيطاليون يعرفون العربية، كما كان عامةُ الأهالي في الثغور المصرية، وخاصة الإسكندرية، يتكلمون ببعض الإيطالية
 وتنافست فرنسا وإنجلترا على الفوز بالبعثات وإستقر محمد علي على فرنسا

وعلاقات مصر بفرنسا قديمة فقد كانت إيزيس معبودة مصرية نقلها الرومان الى أوروبا وأقاموا لها المعابد في بلاد الغال وانجلترا
 وربما كان فيلق طيبة
Theban Legion من الجنود المصريين الذي تم تدميره في مدينة آجون Agaune  في بلاد الغال عام 286م على يد ماكسيميان هرقل Herculius Maximian أول تلك العلاقات و ربما حمل الرهبان الأقباط المسيحية ونظام الرهبنة الى أوروبا
و هناك رهبان أقباط ماتوا في أيرلندا
، إثناسيوس بطريرك الأسكندرية كان منفيا في بلاد الغال عام 335-338م ومارس الرهبنة هناك
شكلت التجارة في العصور الوسطى جسرا بين مصر وبلاد الغال بإعتبار مصر هي الوسيط بين الهند واوربا
طلب بلاط لويس الرابع عشر أحد نبلاء الشرقيين يكون عارفا باللغات( العربية والتركية والفارسية والأرمينية) ليلتحق بخدمة الملك .
أما الرحالة فان سليب
Johann Michael Vansleb وهو راهب دومينيكي فقد قال عن المصريين عام 1671م ( هم غاية في الجهل بجميع أنواع العلوم والآداب )
حاول القنصل الفرنسي دي بونو ماييه
Benoit de Maillet عام 1699م توظيف ثلاثة شبان من الأقباط في البلاط الفرنسي لتنشئتهم نشأة فرنسية مثلما تقوم مدارس روما بإعداد المبشرين من أنحاء العالم ولكن الأقباط رفضوا 
وإعترف القنصل بكراهية المصريين عموما بما فيهم الأقباط  للأجانب وأن المصريون عندما يقولون عن شخص ما أنه "إفرنجي"فهذه تُعتبر إهانة
أعد لويس الثاني عشر عام 1510م مع جاك الرابع ملك اسكتلندا خطة غزو مصر ولكن تم حل المشاكل بينه وبين السلطان الغوري سلميا
إستبعد لويس الرابع عشر عام 1672م خطة الفيلسوف الألماني ليبنز
Leibniz لغزو مصر
اقترح لايبنتز حماية أوروبا الناطقة بالألمانية عن طريق تشتيت انتباه لويس على النحو التالي: ستتم دعوة فرنسا لاتخاذ مصر كنقطة انطلاق نحو غزو جزر الهند الشرقية الهولندية في نهاية المطاف
. وفي المقابل، توافق فرنسا على ترك ألمانيا وهولندا دون إزعاج
و
يمكن إعتبار غزو نابليون الفاشل لمصر عام 1798م على أنه تنفيذ متأخر غير مقصود لخطة لايبنتز
وطوال قرن تقريبا إعتبارا من 1659م كانت الموجة الأولى من المهتمين بمصر من الأوربيين تتدفق عليها وطلبوا عام 1737م نقل عمود السواري من الأسكندرية وإقامته في باريس مع وضع تمثال لويس الخامس عشر عليه
 وعادت فكرة غزو مصر للظهور مجددا عام 1768م مع وثائق الخارجية الفرنسية التى قدمها كل من وزير الخارجية ﺷﻮازول
Choiseul و ﻟﻮزان Lauzun و دوق إﺠــﻴـلـﻴـﻮن
Duke of Aiguillon وﺳــﺎن دﻳــﺪﻳـﻴﻪ Saint - Didier واﻟــﺒــﺎرون توت Tott وغيرهم حتى تاليرون  Talleyrandداهية السياسة الفرنسية  وهذا هو أصل حملة نابليون ( د أنور لوقا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق