الأحد، 28 يوليو 2024

 حلقة 6

هل كان الطهطاوي ماسونياً ؟؟؟
كان مهتمًا بشدة بالماسونية، وكان ينتمي في ستينيات القرن التاسع عشر إلى محفل الشرق الكبير في مصر
Il s'est fortement intéressé à la franc-maçonnerie  et a appartenu dans les années 1860 au Grand Orient d'Égypte
ونقلتها الويكبيديا من
Georges Corm, Pensée et politique dans le monde arabe, éditions la découverte, 2015. جورج قرم، الفكر والسياسة في العالم العربي، طبعات لا ديكوفرت، 2015.

Jean Marc Aractingi, Dictionnaire des Francs maçons arabes et musulmans, Amazon editions, 2018 (ISBN 978 1985235090), p. 428 جان مارك عرقتنجي، معجم الماسونيين العرب والمسلمين، طبعات أمازون، 2018 (ISBN 978 1985235090)، ص. 428
هل أدخل الطهطاوي الماسونية الى مصر ؟؟ لقد وجدت عند د. بهاء الأمير في مدونته بعضا مما كتبته في تلك المقدمة
يجب أولا إلقاء نظرة عامة على الكتاب ونعرض فيما نعرض للخصوم والمؤيدين للطهطاوي

--------------------------------------------------
أستعرض هنا بعض نصوص( تخليص الإبريز في وضف باريز )
من الكلام السابق عرفنا أن "إبتعاث الشباب المصريين الى فرنسا" هدف من أهداف الحملة وقد أخذت الحملة معها في إنسحابها مصر عددا كبيرا من المصريين (الأقباط صحبة الجنرال يعقوب ) ومعهم من تعاون مع الفرنسيين من المسلمين ( الفصل الأول من المقالة الثانية من تخليص الإبريز)
فيه بالنص ((
ثم إنه يوجد في مدينة مرسيليا كثير من نصارى مصر والشام الذين خرجوا مع الفرنساوية حين خروجهم من مصر، وهم جميعًا يلبسون لبس الفرنسيس، وندر وجود أحد من الإسلام الذين خرجوا مع الفرنسيس؛ فإن منهم من مات، ومنهم من تنصر، والعياذ بالله، خصوصًا المماليك، الجورجية والجركسية، والنساء اللواتي أخذهن الفرنسيس صغار السن، وقد وجدت امرأة عجوزًا باقية على دينها.
وممن تنصر إنسان يقال له عبد العال، ويقال إنه كان ولاه الفرنسيس بمصر (أغاة انكشارية) في أيامهم، فلما سافروا تبعهم، وبقي على إسلامه نحو خمس عشرة سنة، ثم بعد ذلك تنصر، والعياذ بالله، بسبب الزواج بنصرانية، ثم مات بعد قليل ويقال إنه سمع عند موته يقول: أجرني يا رسول الله! ولعله ختم له بخير، وعاد إلى الإسلام، فقال بلسان الحال:

الحمد لله، الحنيفةُ ملتي والله ربي، وابن آمنة نبيِّي
ولقد رأيت له ولدين وبنتًا، أتوا في مصر وهم على دين النصرانية؛ أحدهما معلم الآن في مدرسة أبي زعبل)) أنتهى
وفي نفس الصفحة يذكر ردة الجنرال مينو ودور دوساسي في تنصير زوجته وولده  وهذا بالنص في نفس الصفحة السابقة
((ومثله ما حكاه لي بعضهم أن سر عسكر المسمى «منو» المتولي في مصر بعد قتل الجنرال «كليبر» (بفتح الكاف، وكسر اللم وكسر الباء) كان أسلم في مصر نفاقًا، كما هو الظاهر، وتسمى: عبد الله وتزوج ببنت شريف من أشراف رشيد، فلما خرج الفرنسيس من مصر، وأراد الرجوع، أخذها معه، فلما وصل رجع إلى النصرانية، وأبدل العمامة (البرنيطة) ومكث مع زوجته، هي على دينها مدة أيام فلما ولدت، وأراد زوجها أن يعمد ولده على عادة النصارى لينصره أبت الزوجة ذلك وقالت: لا أنصر ولدي أصلاً، ولا أعرضه للدين الباطل! فقال لها الزوج إن كل الأديان حق، وإن مآلها واحد وهو عمل الطيب، فلم ترض بذلك أبدًا فقال لها إن القرآن ناطق بذلك، وأنت مسلمة فعليك أن تصدقي بكتاب نبيل: ثم أرسل بإحضار أعلم الإفرنج باللغة العربية «البارون دساسي» فإنه هو الذي يعرف يقرأ القرآن وقال لها سليه عن ذلك فسألته، فأجابها بقوله: إنه يوجد في القرآن قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. فحجها بذلك! فأذنت بمعمودية ولدها، ثم بعد ذلك انتهى الأمر على ما قيل أنها تنصرت، وماتت كافرة.))إنتهى
فهل بعد ذلك نثق فيمن يُنّصر ويدخل المسلمبن في الإسلام ؟؟؟
وفي الفصل الثاني من المقالة الثالثة يكاد الطهطاوي أن يعتبر المسيو دوساسي عربيا وفقيها في العربية (( وبالجملة فمعرفته خصوصًا في اللغة العربية مشهورة، مع أنه لا يمكنه أن يتكلم بالعربي إلا بغاية الصعوبة ))
----------------
هل هذا ما يريده الطهطاوي عندنا ؟؟؟
في الفصل الرابع من المقالة الثالثة
((حتى النساء فإنهن يسافرن وحدهن، أو مع رجل يتفق معهن على السفر، وينفقن عليه مدة سفره معهن؛ لأن النساء أيضًا متولعات بحب المعارف والوقوف على أسرار الكائنات والبحث عنها، أو ليس أنه قد يأتي منهن من بلاد الإفرنج إلى مصر؛ ليرى غرائبها من الأهرام والبرابي
وغيرها، فهن كالرجال في جميع الأمور
 نعم قد يوجد منهن بعض نساء غنيات مستورات الحال يمكن من أنفسهن الأجنبي، وهن غير متزوجات فيشعرن بالحمل، ويخشين الفضيحة بين الناس، فيظهرن السفر لمجرد السياحة أو لمقصد آخر ليلدن، ويضعن المولود عند مرضِع بأجرة خاصة ليتربى في البلاد الغريبة ))
(( ففي نساء الفرنساوية ذوات العرض، ومنهن من هي بضد ذلك، وهو الأغلب لاستيلاء فن العشق في فرنسا على قلوب غالب الناس ذكورًا وإناثًا وعشقهم معلل ))
ووفي الفصل الخامس من المقالة الثالثة عن بارات باريس ((وأما خماراتها فإنها لا تحصى؛ فما من حارة إلا وهي مشحونة بهذه الخمارات، ولا يجتمع فيها إلا أراذل الناس وحرافيشهم مع نسائهم، ويكثرون الصياح وهم خارجون منها بقولهم ما معناه: الشراب، الشراب! ومع ذلك فلا يقع منهم في سكرهم أضرار أصلاً
.))
أتذكر الأن كيف كنت أشاهد الأفلام العربية وكان من مشاهدها المعتادة الخمارات في الشوارع والبارات في المنازل والعهر
في الفصل السابع من المقالة الثالثة يصف "البلوار" (( ومن المتنزهات المحال المسماة «البلوار»، وهي الأشجار المتصافة المتوازية، وقد أسلفنا بيانها، وهي محل يتماشى فيها سائر الناس، في سائر الأيام، وفيه أعظم قهاوي باريس، وتدور فيه الآلاتية المتنقلون بآلاتهم، وفيه كثير من محال (التياترات)، وبه أيضًا تدور النساء اللواتي يتعرفن بالرجال، سيِّما بالليل، فهو في جميع الليالي، وفي ليلة الاثنين، يحوي كثيرًا من الناس، فترى فيه كل عاشق مع معشوقته، ذراعه في ذراعها إلى نصف الليل،))
في الفصل الثالث عشر من المقالة الثالثة يكتب الطهطاوي معرّضاً بالعربية
 ((ومن جملة ما يعين الفرنساوية على التقدم في العلوم والفنون سهولة لغتهم وسائر ما يكملها، فإن لغتهم لا تحتاج إلى معالجة كثيرة في تعلمها، فأي إنسان له قابلية وملكة صحيحة يمكنه بعد تعلمها أن يطالع أي كتاب كان؛ حيث إنه لا التباس فيها أصلاً، فهي غير متشابهة، وإذا أراد المعلم أن يدرس كتابًا لا يجب عليه أن يحل ألفاظه أبدًا، فإن الألفاظ مبينة بنفسها، وبالجملة فلا يحتاج قارئ كتاب أن يطبق ألفاظه على قواعد أخرى برانية من علم آخر، بخلاف اللغة العربية مثلاً، فإن الإنسان الذي يطالع كتابًا من كتبها في علم من العلوم يحتاج أن يطبقه على سائر آلات اللغة، ويدقق في الألفاظ ما أمكن، ويحمل العبارة معاني بعيدة عن ظاهرها ))
ولكن يُذكر للطهطاوي(( ويوجد بهذا الرواق بعض شيء من جثة المرحوم الشيخ سليمان الحلبي الذي استشهد بقتله للجنرال الفرنساوي «كليبر» وقتل الفرنساوية له في أيام تغلبهم على مصر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم))
-----
وأن جومار الماسوني كان الساعي الحقيقي وراء بعثات محمد على من شباب مراهقين يسهل تكوينهم على النمط  الفرنسي
كان رفاعة الطهطاوي هو أكثر من تشبع بالثقافة الفرنسية فمدرسوه هم من المستشرقين الماسون جومار ودوساسي

يقول المسيو جومار في تقريره عن البعثة التي كان فيها رفاعة الطهطاوي:

(وممن امتازوا من بين هؤلاء الشبان الشيخ رفاعة، الذي أرسل ليحرز فن الترجمة، وأعد لهذه الوظيفة في بلاده، حتى إذا رجع إليها أطلع بترجماته الجمهور المصري على تأليفنا العلمية، وأدنى منه ثمرات آدابنا وعلومنا، والشيخ رفاعة هذا رجل متعلم، فلابد أن ينجح في ترجمة الكتب التاريخية وسائر التأليف الأخرى)

ورفاعة الطهطاوي مكث في فرنسا خمس سنوات (رمضان 1241هـ / مارس 1826م ) إلى) رمضان1246هـ / فبراير 1831م ) وتقرير جومار الذي كتب فيه هذا الكلام عنه، كان عام 1828م أي أنهم استكشفوا ما فيه من طاقات ومواهب مبكرا فعملوا على تفجيرها، وحددوا له دوره الذي سيوظفونه فيه ، واستكشاف الطاقات والمواهب في النابه وتفجيرها ثم توظيفها فيما يريدونه، وهو يتوهم أنه الذي يريده، إحدى إبداعات الماسون وملكاتهم في كل البلدان والأزمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق