حلقة 34( من المنهج الوافي في رحلة الطهطاوي)
الفصل الخامس من المقالة الرابعة
ما قرأه الطهطاوي
والإمتحانات
(١) تعليم أصول نحو اللغة الفرنساوية
بدأت دراسة أجرومية la
Grammaire françsia تومند Charies-François thomond في صفر 1242هـ /
سبتمبر 1826م وأجروميات أخرى وقواعد النحو وقواعد المنطق — وبالإملاء والإنشاء
والقراءة و قواعد النحو وقواعد المنطق
كان من معلميه ضابط مهندس«مسيو شواليه» و« مسيو لمونري Lomonry» وظل نحو 3 سنوات
SYLVESTER DE SASY و PERCEVAL A .COUSSIN DE
(٢) علم التاريخ
وفي التاريخ بدأ بكتاب " سير فلاسفة اليونان" ثم تاريخ قدماء المصريين
والعراق القديم، والشام (السريان)، وقدماء العجم، والرومان، والهنود، ثم جاهلية
اليونان وخرافاتهم "علم الميثولوجي"
Mythologie
وكتاب "لطائف التاريخ" Les Agrements de L’histoire عند المسيو شواليه
وكتاب " سير أخلاق الأمم وعوائدهم وآدابهم " Les Moeurs des Peuples Leurs habitudes et leur
Savoir Vivre par Dipping
وكتاب " تاريخ أسباب عظمة وانحدار إمبراطورية القياصرة ،
الرومان ، لمونتسكيو " L’Histoir de la Cause de La grandeur et de La Décadence de L’Empire
des Césars ، .Romains, Par
montetesquieu،
وكتاب روح القوانين L’esprit
des Lois. لمونتيسكو أيضاً وقرأه مع المسيو شواليه وهو
أشبه بميزان بين المذاهب الشرعية والسياسية ومبني على التحسين والتقبيح العقليين ،
ويُلقب عندهم بابن خلدون الإفرنجي كما أن إبن خلدون يُقال له عندهم مونتيسكو الشرق
أي مونتيسكو الإسلام
وكتاب "رحلة أناكارسيس الأصغر إلى بلاد
اليونان" Voyage du trés Jeune
Anacharsis en Grèce
وكتاب " سيغر " Ségur في التاريخ العام
ثم سيرة نابليون، ثم كتابًا في علم
التواريخ والأنساب،
وكتاب "بانوراما العالم أو مرآة
الدنيا " Panorama du Monde
ثم رحلة صنفها بعض المسافرين في بلاد
الدولة العثمانية، ثم رحلة في بلاد الجزائر
(3) علم الحساب والهندسة
في الحساب، كتاب "بزوت" Etienne Bezout: Traité d’arithmétique
وفي الهندسة المقالات الأربع الأولى من
كتاب لوجندره Legendre: Eléments
de Géometrie
(4) علوم الجغرافيا
وفي الجغرافيا درس من عدة مصادر منها كتاب
الجغرافي ملتبرن Conrad Malte-Brun مع «مسيو شواليه»،
و مع «مسيو شواليه» كتاب جغرافية يشتمل على الجغرافية التاريخية والطبيعية
والرياضية والسياسية، ثم قرأت رسالة أخرى في الجغرافية، يعني معجم البلدان ، كما
أعاد القرآة مع معلم آخر غيره كما قرأ وحده من كتب أخرى
(٥) فن الترجمة
ترجم الطهطاوي مدة إقامته في فرنسا اثني عشر كتابًا وشذرة يأتي ذكرها في آخر هذا
الكتاب
(٦) كتب في فنون مختلفة
قرأ كتابًا في علم المنطق الفرنساوي مع
«مسيو شواليه» و«مسيو المونري»
وفي المنطق درس من كتاب "لابورترويال" La Porte-Royale
وفي الفلسفة والمنطق قرأ لكوندياك Étienne Bonnot de Condillac وهو من فلاسفة عصر التنوير
الأوربي
ومن الكتب التي قرأها أيضاً: "مجموعة نويل" Noel
، وقرأ مواضع عديدة في "معجم الفلسفة"لـ Voltaire وهو فرانسوا ماري آروويه François-Marie Arouet والمشهوربـ
فولتير وديوان "راسين" Racin،
وقرأت مع «مسيو شواليه» كتابًا صغيرًا في المعادن وترجمته
وقرأ "لجان جاك روسو Jean-Jacques
Rousseau " المراسلات الفارسية Rousseau: Les Lettres Persanes، التي يعرف بها
الفرق بين آداب الإفرنج والعجم، وهي أشبه بميزان بين الآداب المغربية والمشرقية
وكتابه العقد الاجتماعي أو مبادئ الحق السياسيDu contrat social ou Principes du droit
politique ووصفه بأنه عظيم في معناه
وقرأ أيضًا مراسلات إنكليزية صنفها "الكومت شوستر فيدل" Le Comte Chesterfield، وكثيرًا من المقامات
الفرنساوية. وبالجملة فقد اطلع في آداب الفرنساوية على كثير من مؤلفاتها الشهيرة
وفي الحقوق، درس كتاب عناصر القانون الطبيعي Les Eléments du droit naturel لبرلماكي
Jean-Jacques Burlamaqui" وترجمه وهذا
الفن عبارة عن التحسين والتقبيح العقليين، يجعله الإفرنج أساسًا لأحكامهم السياسية
المسماة عندهم شرعية أي أن القوانين عندهم لا تؤسس على أسس دينية وإنما على أسس
عقلانية خالصة
وقرأفي تاريخ الفلسفة عن مذاهبهم وعقائدهم وحكمهم ومواعظهم الفلسفية وقرأ مواضع
عديدة في "معجم الفلسفة"لـ Voltaire وهو فرانسوا ماري آروويه François-Marie Arouet والمشهوربـ
فولتير
وقرأت في فن الطبيعة رسالة صغيرة مع «مسيو
شواليه» من غير تعرض للعمليات
وقرأ في فن العسكرية من كتاب يسمى «علميات ضابطان عظام» مع «مسيو شواليه» مائة صحيفة،
وترجمتها
كان الطهطاوي يقرأ كثيرا من صحف العلوم اليومية والشهرية والصحف التي تنشر يوميا
الأخبار السياسية الداخلية والخارجية
وكان مولعا بها للغاية و فهم اللغة
الفرنساوية منها وربما كان يترجم منها مسائل علمية، وسياسية، خصوصًا وقت حرابة
الدولة العثمانية مع الدولة الموسقوبية.
ولنذكر لك هنا ترجمة الطهطاوي لرسالة فرضية
من فرنساوي متطوع بالخدمة في معسكر «الموسقو»، حررها من مدينة «شملا» القريبة من
جبل «بلقان» إلى بعض أمراء الألوية بمدينة «باريس» تاريخها اثنان وعشرون من يوليه
الإفرنجي سنة ١٨٢٨ من الميلاد
أي أن الرأي العام في فرنسا كان يتطوع
بالقتال ضد العثمانيين في الحرب الروسية العثمانية وكا رأينا من قبل تطوع
الأوربيين من إنجليز وفرنسيين وغيرهم للقتال ضد العثمانيين في حرب المورة
"اليونان " وتنشر الصحف الفرنسية رسائل هؤلاء المتطوعين تشجيعا للمزيد
من التطوع
وربما كانت مساعدة حكومة الفرنسيين لمحمد على باشا جاءت بإعتباره مشروع تمرد ضد
العثمانيين وكانت أوروبا كلها تشجع على قيام التمرد في مختلف الولايات العثمانية
للقضاء التدريجي على دولة الخلافة الإسلامية
ومن ناحية أخرى فهي مساعدات مدفوعة الأجر
فلو كنت مثل جنابكم من العسكر المتمرن على الحروب سافرت في غزوة مصر، ورأيت واقعة أبي قير، وحصار مدينة عكا لما حار لبي حين رأيت شيئًا جديدًا لم أكن عاينته قبل ذلك، مما يكل عنه الوصف
ولكن تأمل يا أخي في أمري حيث إني قد كنت في خفر مليكنا، وخرجت من مكتب «سنسير» ولم أحضر من الوقائع إلا وقعة الأندلس، فلم أشعر إلا أن وجدت نفسي قدام جبل «بلقان» بعد أن جبت البراري والقفار، وعاينت المشاق بتهديد أهلها لنا وتخلصهم منا، وإدهاشهم لجيوشنا
وانظر في استعجابي وذهاب صوابي حين خرجت الفوارس التركية متصافة صفوفًا عجيبة للحروب الإسلامية بأعلى «شملا» وقد وصل إلى شريف علمكم من دفتر علم «الموسقو» تفصيل هذه الواقعة، وشر أحوال الجمع الغفير من عساكرنا، والخبر بأنها صارت ضائعة
وقد شاهدت بعيني رأسي سوء ميتة «الميرالاي باردي الموسقوبي» بحالة رديئة؛ حيث انقسم نصفين بضربة مدفع تركية، ومن الآن فقط ظهرت صعوبة هذه الحرابة، وطول مدتها لا يعد من الغرابة، وإن كان بعساكرنا شجاعة وصلابة في الحروب، فعساكر الإسلام لها مصادمة قوية بمعزل عن الهروب
وهذه المصادمة هي التي تستهل الخطر، وتخترق المانع لبلوغ الوطر، ينتج منها ثمرتان:
الأولى: أنها تلقي الحيرة في عقول الرجال، والثانية: أن عاقبتها دائمًا تفرغ الفزع في قلوب الأعداء، ولو كانوا من الأبطال
ولو شاهدت عيناك ما شاهدته من أن الفرسان العثمانية تروع الإنسان بمجرد منظرها المرعب، وبسرعة اقتحامها المدهش المعجب، ومشيها على صوت الألحان الوحشية، وصهيل الخيول الكردية، ونزولها كالصواعق على المشاة الموسقوبية لحكمت مثلي بأن هذه الحرابة تطول، وأن اضطرام نارها قل أن يزول
أو ليس أن للدولة العثمانية فرسانًا عظيمة مرتبة بترتيب عجيب، وهمة عليه بنظام غريب؟ أو هل ينكر أحد أن رجالهم متمرنون على ركوب الخيل، وأن خيولهم على أصل خلقتهم الوحشية طائعة لسيدها في الإقدام والإحجام، يبلغ عليها في الحرابة المقصود والمرام؟ فيا ويح العساكر القرابة التي يلتحم صفها بصف هذه الخيول المركوبة لهؤلاء الفحول الذين لهم زيادة عن قوتهم الجهادية، دعامة غيرتهم الإسلامية والوطنية
وهذه مزية لا توجد يقينًا في عساكر «الموسقو»، ثم ازدحام الخلائق في أوقات الحروب له تدبير صحيح، ولكن في هذه الواقعة لا يجهل إنسان ولو كان من «القزاق» أن الفخر لعساكر الإسلام، وهذا الخبر ربما ظهر لك أنه عجيب من مثلي، خصوصًا وأنا قد جئت متطوعًا في عسكر «الموسقو»، لأشاركهم في اقتحام الأخطار، وأقتسم معهم الفخار، ولكن لما وصلت إلى هنا ظهر لي أن الظن قد خاب، وأني قد حدت عن الصواب، ورأيت أعداءنا الذين كنا نتهمهم بحقارة الرتبة والرداءة هم الليوث الضراغم، ليس لهم شيء من الدناءة، بل هم أقرب إلى قبول التأدب والظرافة من الإفرنج
واعلم يا أخي أن غيرتي على خلاص الأروام من يد العثمانية لم تنقص شيئًا، ولكن أقول ليت شعري، هل تلزم الغارة على إسلامبول في خلاصهم؟
أو ليس مما يتحسر عليه أن ما خسرناه في أخذ مدينة «إبرائل» من العساكر كان يكفي وحده في فك أسر الأروام وتحرير رقابهم، وتقليل سفك دمائنا بعساكر الإسلام
وقد أسرنا عن قريب أحد ضباط العساكر العثمانية، وكان شابًا بديع الصورة كثير الجروح، فعفا عساكرنا عن قتله ولم يكن ذلك لغيره، ورقوا لملاحته وجراحته، فخاطبته باللغة الإيطاليانية، ففهم مقالي وأجاب سؤالي، وأخبرني بأن أباه له من العمر الآن ثمانون سنة، وله إخوان في خدمة حسين باشا لا يشك في نصرة الدولة العثمانية، بل يقول: إن الترك يصلون إلى موسقو، واعلم يا أخي أن في «شملا» نحو مائتي ألف محارب، ويتجدد عليها كل يوم، وسلطانهم بكل عظيم عن يقين، وها أنا الآن أطوي لك كتابي لأضع قدمي في ركابي، فالآن عساكر الأعداء تحارب في طليعة جيشنا، وأنا بين دوي ألحان الترك، وعجيج أصوات الروس غريق، وهذه حرابة مهولة إن نظرت بعين التحقيق )))
إنظر أيها القارئ الكريم للعبارة " فعفا عساكرنا عن قتله ولم يكن ذلك لغيره" أي أن العسكر الروسي كانوا يقتلون الأسرى الجرحى عادة ، وكانت الحرب في البلقان والتي كانت مصدراً لحركات التمرد والإستقلال عن العثمانيين قبل بضعة سنين قبل ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق