الصدفة chance

الصدفة chance  

ما هى الصدفة ؟؟؟
تعنى الكلمة فى القواميس معانى ومترادفات منها :
 إتّفَاقِيّ ؛ إتّفاق ؛ بَخْت ؛ تَصَادُفِيّ ؛ جُزَافِيّ ؛ حَظّ ؛ خُلْسَة ؛ صُدْفَة ؛ طارِئ ؛ عَرَضِيّ ؛ عابِر ؛ فُرْصَة ؛ مَجَال ؛ مُصَادَفَة ؛ نَصِيب ؛ نُهْزَة وايضا فهى : إحتِمال؛ صدفة؛ نصيب

هل الحياة صدفة؟

ان الحديث عن فضل او تميز مجموعة بشرية او حتى اقليم او مكان معين اومحدد فى تطور الثقافات الانسانية ثم ظهور الحضارات الانسانية هو مجرد لغو او تفكير عنصرى عتيق بغيض فقد كانت الجماعات الانسانية البشرية تتقدم معرفيا فى مكان ما ثم تخرج المعرفة نفسها او ينقلها البشر معهم فى الحركة البشرية المستمرة بلا توقف الى اماكن اخرى ، وكان كل جيل يستفيد من خبرات الجيل السابق له ، ولم يستطع اى  شعب او جماعة او امة ان تحتكر هذه المعرفة التى كانت تتراكم عبر الاجيال 

لقد رأينا كيف اتقن الانسان صناعة ادواته الحجرية ، ثم سيطر على النار وطور حربته الاولى واخترع لها قاذف حربة او قاذف رمح ثم ظهر القوس والسهم فى المنطقة العروضية منذ نحو 30 الف عام 

صنع الانسان من الحجر والعظام والاشجار  سكينا وفأسا يدوية وحربة وانصال مختلفة صنع المخراز والابرة  ابرة الخياطة الاولى عمرها بين 17 الى21  الف سنة  اكتشف قوة الالياف النباتية فصنع منها الحبال  منذ اكثر من26 الف سنة ، و صنع المقلاع وصنع شباك الصيد للاسماك والطيور والحيوان قبل نحو 20 الف سنة ، واستخدم اشواك الاسماك وعظام الطيور فهى متينة خفيفة واخذ كساءه من جلود الحيوان اولا ثم من صوف وشعر ووبر الحيوان  وصنع اوانى حفظ الماء الاولى من الجلود  

قبل ان يخرج اسلافنا الاوائل من افريقيا قبل 50  او 70 الف سنة كانوا قد اخترعوا حربة صيد الاسماك ومع الوقت اخترعوا الشص او الخطاف لصيد السمك ولم يكتفى بأكله فقط فقد صنع امشاط شعره الاولى من اشواك السمك واستخدم تلك الاشواك فى صنع خطوط لتزيين الفخار قبل حرقه واستخدم عظام الاسماك الكبيرة فى صنع غراء قوى ألصق به رؤوس الحراب وهى حجرية بفروع الاشجار ، وعندما تغذى على ما فى داخل القواقع والاصداف فانه استخدم الصدف الفارغ والقواقع فى عمل عقودا للزينة، لقد ادرك الانسان منذ زمان بعيد قيمة الجمال ومعنى الزينة  وعقود الانسان العاطرى الاولى فى الكهوف المغربية عمرها اكثر من 60 الف عام تشهد بذلك ، كما استخدم المغرة الحمراء والمغرة الصفراء "اكاسيد حديدية "، والزاج الاخضر والازرق" مركبات نحاس"، واستخدم السناج او الهباب او فحم الخشب الاسود ومع هذه الالوان رسم كل مايراه بتفصيلات دقيقة جميلة ولعل رسوم الكهوف ورسوم الصخور فى كل الدنيا تشير الى قدرات الانسان  
 وفى تاريخ ومكان مجهولين صنع الاجداد اطوافا من خشب الاشجار وتنقلوا بها على سطح الماء ولايعنى وجود قارب محفورفى شجرة صنوبر فى هولاندا وعمره 10 الاف سنة لا يعنى ابدا ان سيطرة الانسان على مياه الانهار والبحيرات الطيرة وسواحل البحار كانت قبل 10 الاف سنة فقط فمن المؤكد ان وصول الانسان العاقل الى استراليا قبل نحو 40 الف سنة كان عبر الماء  وان وصول الانسان الى امريكا الجنوبية من امريكا الشمالية كان عن طريق الماء وليس بريا  لقد سيطر الانسان على سطح الماء قبل ذلك بوقت طويل " انظر مجلة ناشونال جيوجرافيك المجلد 14 العدد 52  يناير 2015  "

ظهرت الشرشرة او" المنجل " كاداة حصاد اعشاب برية  وادوات جرش وطحن الحبوب التى تحملها هذه الاعشاب فى وادى النيل قبل نحو 13 الف سنة اى قبل اختراع الزراعة نفسها ومن الغريب اختفاء هذه الادوات قبل 10  الاف سنة وعودة انسان وادى النيل الى الصيد والجمع 

كانت الامطار تسقط وتصنع بركا او بحيرات مطرية ، ومشى الانسان فوق الارض اثناء سقوط المطر وغاصت قدمه فى الطين وعندما توقف المطر وجد الانسان مواضع اقدامه قد احتفظت بالماء ، فتناول الانسان قطعة من الطين وصاغها انية من الطين سهل التشكيل 

متى حدث ذلك ؟ او اين؟ اوكيف؟ لا احد يدرى ولكن المؤكد ان سيطرة المخلوق الجديد على الارض باتت واضحة فقد سيطر على الحجر وعلى النار وعلى الماء وعلى الطين ثم سيطر على المخلوقات الاخرى التى تدب على الارض  واصبحت تخشاه وتهرب منه  هل جاء احتراق الطين وتحوله الى فخار صدفة؟ هل من المعقول ان تصادف استمرار النار فترة طويلة فى موقد صخرى اوحفرة فى ارض او انها نار كبيرة اشتعلت وظلت مدة كافية لتحويل طين الارض الى فخار ؟ 

هل رأى الانسان جزوع الاشجار تطفو فوق سطح الماء وفوقها الطيور رائحة غادية فركب هو الاخر احد هذه الجزوع ثم اخذ فى ضم بعضها بعضا وصنع منها "الطوف الاول"؟؟

الصدفة حدث متكرر منذ ملايين السنين وليس الالوف فقط  ولم يستطيع اى مخلوق الاستفادة منها ، رغم انها كانت وراء ثورات التكنولولجيا الانسانية منذ استطاع الانسان ادراك معنى الصدفة 

انظروا معى الى تعليلات الصدفة تصادف طفو جزع شجرة على سطح الماء امام انسان يقف على الشاطئ  ،وتصادف امتلاء حفرة من الطين بالماء واحتفاظ الحفرة بالماء ولاحظ الانسان ذلك ، تصادف ان احتك حجر بحجر اخر فخرجت النار بل وتصادف ان الانسان فى ذلك الوقت قد ادرك ضرورة ان يكون احد الحجرين "حديدي" رغم تشابه مختلف الاحجار ، ونمضى مع الصدف السعيدة حينما احرقت النار جسد حيوان احتراقا جزئيا فاثارت الرائحة شهية الانسان فاكل من اللحم المشوى واستطيب طعمه ،وتصادف ان لاحظ انسان ارتداد فرع الشجرة بقوة بعد ثنيه ثم اطلاقه فاكتشف بذلك الفعل ورد الفعل وانتج القوس والسهم ، تصادف احتراق الطين الى فخار  صدفة  

كل ابتكار اواختراع انسانى نسميه صدفة ، رغم ان الصدف تتكرر كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم وكل سنة طوال ملايين السنين قبل خلق الانسان وبغد خلقه ، ولكن الانسان هو المخلوق الوحيد الذى استطاع استخدام هذه الصدفة وهو المخلوق الوحيد الذى تراكمت معارفه حول الصدفة وانتقلت معه من جيل الى جيل 

الديناصورات تسيدت الماء والبر والهواء لمدة اكثر من 160  مليون سنة ، ولكن ماذا احدثت فى بيئة الارض؟ هل لاحظت الديناصورات مثلا ان النار تفتت الحجر وتجعل تشكيله اسهل ؟ هل ادركت ان النار حولت الطين الى فخار ؟ هل استخدمت النار لتجعل فرائسها الذ طعما واشهى مزاقا ؟

يزعم العلماء ان اسلاف القرود ظهرت منذ 70  او60  مليون سنة ولكننا لم نرى قردا استخدم جزع الشجرة كطوف مائى ينتقل به من مكان لاخر ،و لم نرى قردا دجن حيوانا اخر ليمتطيه لانتقاله ونزهته 

الصدفة تتكرر دوما ولكن ادراك العلاقة بين السبب والنتيجة بين السبب والمسبب اى الادراك العقلى للعلاقة بين مكونات البيئة هو الفارق الذى جعل من الانسان مخلوقا مميزا لذلك فأنا اؤمن بالانسان المخلوق الفريد وليس بالانسان المتطور من سلف غير انسانى  وايمانى بخلق هذا الانسان العاقل قبل نحو 100 او  50 الف سنة فقط وليس كما يزعمون منذ ملايين السنين 

لقد خلق الله الانسان فى احسن تقويم  حقيقة لا مراء فيها اما الصدفة او عشوائية الطفرات الجينية او البقاء للاصلح او الاقوى او الاجمل الخ...فهى لا تستطيع منفردة او مجتمعة تفسير وجود هذا المخلوق الفريد المعقد التركيب متعدد الوظائف الذى امتلك نعمة العقل 

لايوجد ابدا شيئ اسمه الصدفة او الحظ بل هناك الادراك والوعى والفهم والبصيرة اواستشراف المستقبل والذاكرة المنطقية والارادة وقد انفرد الانسان بكل ذلك او اكثر ،  وهذا بجانب الغرائز الطبيعية التى تميز جميع المخلوقات

وهنا اعيد التذكير والتأكيد على ان الانسان مخلوق وليس بكائن ، فالكينونة تعنى ايجاده ذاته  وهذا مستحيل ، فالكينونة ايجاد الذات اما مخلوق فتشير الى خالق واحد هو الله رغم انف من يرى غيرذلك

هذا الانسان صنع نايا موسيقيا من عظام الطيور ، ويأكل الطير والحيوان ويستغل كل جزء لا يصلح له طعاما ، واصبحت العظام والجلود والانياب العاجية والقرون والحوافر والريش حتى روث الحيوانات تلك البقايا خامات طبيعية بعد الطــين والحجر والنار والفخار

هذا الانسان اعتنى بمرضاه واعتنى بالمسنين ودفن موتاه و آمن بحياة ثانية وعودة من الموت  وامتلأت مقابره بما يفيد ذلك وعرف شعائر جنائزية و طقوس للدفن 

صنع تماثيل من الطين لم تبقى ولكن بقيت تماثيل الطين المحروق كدليل حى على ادراك الانسان للجمال والمعانى 

كما ذكرنا من قبل فقد كان الانسان يتحرك باستمرار مع حركة الغطاء الحيوى للارض اى انه كان جوالا ، تابعا للمناخ والظروف المناخية، وعندما ساءت الاحوال المناخية ونقصت معها الموارد الغذائية، صنع الانسان غذاءه بنفسه وابتكر الزراعة ، بعد ان اتقن اولا السيطرة على الحيوان
 وكانت الكلاب اول حيوانات خضعت للانسان ، وكان ذلك قبل اكثر من ثلاثين الف عام ، والكلب فى حقيقة امره ذئب حقيقى ، وكان نتاج عمليات تهجين مستمرة بين انواعا مختلفة من الذئاب  اسفرت عن ظهور الذئاب المستأنسة او "الكلاب"
نعلم انه فى مصر تظهر كل عدة سنوات حيوانات شرسة نطلق عليها "السلعوة" وهى فى الحقيقة ليست الا نتاج تهجين طبيعى بين ذئاب وكلاب او حتى بين انواع مختلفة من الكلاب
وعددالعظام المختلفة واحد فى كل الفصيلة الكلبية وتختلف فقط فى عدد فقرات الذيل فعدد عظام الهيكل العظمي 321  عظمة. وتختلف السلالات في أعداد عظام الذيل. لكن قفصها الصدري يتكون من 13 زوجا من الأضلاع ويتكون العمود الفقري من 7 فقارات في الرقبة و13 فقرة في الصدر و7 فقارات قطنية و3 فقارات في العجز. والرجلين الخلفيتين في كل منهما  4مخالب وأربعة أصابع. وتوجد مخالب في أربعة أو خمسة أصابع بها. وللجرو 28 سنا مؤقتة لكن بعد عمر 6 شهور تستبدل ويصبح عددها 42 دائمة
" سلالة" Canis lupus familiaris   اى الكلاب المنزلية او المستأنسة وهى نفسها الكلاب البرية او الذئاب ، والذئاب الرمادية والكلاب لهما اب واحد - ذئب منقرض اى انها نوع spcies من الذئاب Canis lupus  ، والذئاب نفسها من فصيلة الكلبيات التى تضم ايضا الثعالب وابن آوى ، وابن آوى  الذهبى هو الذئب المصرى او "الديب"