فى نهاية عصر البليستوسين الجليدى لم يكن الانسان او الانسانية بمعنى آخر
قد عرفت الاستقرار وبالتالى فقد كان البشر جماعات منفصلة جوالة دائما فى بحثها عن
الطعام سواء بصيد الحيوان او التقاط نباتات
عاشت الجماعات الانسانية منذ نحو 30 او 40 الف سنة فى جنوب اوروبا وفى أسيا حتى اليابان وفى المنطقة العروضية بشمال افريقيا والشرق الاوسط وباقى افريقيا حيث كان الموطن الاساسى للانسان العاقل الحديث والذى خرجت من افريقيا بعض قبائله وتوجهت الى اصقاع الارض المختلفة
لم تكن هناك حدود تفصل بين البشر
لم تكن الجماعات البشرية هى التى تتحرك مع حركة الغطاء الحيوى، ولكن كانت المعرفة ايضا تنتقل ، هل كان البشر يقلدون بعضهم بعضا ؟رغم محدودية فرص التقاء تلك الجماعات المتناثرة فى انحاء الارض ، لست ادرى حقيقة ولكنى ادرك تماما عن يقين ان مهارة ومعرفة اى جيل من الاجيال هى اكثر تقدما ممن سبقه ، وأقل من مستوى الجيل الذى يأتى بعده ، ولا ادرى كيفية حدوث ذلك ، يقينى ان الوعى والادراك والفهم تنتقل عبر الاجيال وليس عبر الافراد ، تنتقل عبر المجتمعات ، وهنا يلح علىً السؤال هل هناك "عقل جموعى مدرك" للجماعات البشرية ؟ فان المجتمعات اثناء المحن او الشدائد تتصرف احيانا كتصرفات القطيع وتتبع قيادة ما بدون وعى او تفكير
انظر معى مثلا ان اقدم ثقافة للانسان العاقل الحديث فى المنطقة العروضية هى الثقافة العاطرية ، ومن المحتمل انها "الثقافة الام" لثقافات الهلال الخصيب و وادى النيل و حتى المغرب العربى ، ومن الشام والمغرب انتقلت الى جنوب اوروبا ، ومن المحتمل انها من صنع العاقل الحديث الذى خرج من افريقيا الى شمالها
ومنذ نحو 40 الف سنة فى الشام او غربى اسيا تطورت الادوات الموستيرية وسميت بالادوات الايميرية Emirian tools وهى مشابهة بشدة لادوات مجتمع او ثقافة شاتوبريان chatelperronnian الفرنسى والمجتمع الجرافيتى gravettian فى فرنسا ايضا والمجتمع السيلزى szeletian فى المجر والبلقان وكلها مماثلة لادوات المجتمع الاوريجانىaurignancian الفرنسى ومتعاصرة تقريبا مع بعضها فى اوروبا وتم اعتبارها امتدادا لادوات موستيرية سابقة لها ، ومن المهم هنا ان تلك الادوات ظهرت فى غرب اسيا قبل نحو 40 الف سنة تقريبا بينما لم تظهر فى اوروبا الا قبل نحو 30 الف سنة فقط
فى وسط افريقيا وجنوبها ، وفى وقت ربما كان اقدم من المجتمع العاطرى كانت هناك ادوات حجرية fauresmithian tools وهى ادوات اكثر تقدما وتطورا من الادوات الشرقاوسطية او الاوروبية رغم انها اقدم من الادوات الشرق اوسطية او الاوروبية ، وقدر عمرها بنحو 70 الف سنة ، وتميزت بالمعالجة الحرارية للاحجار الرملية silcrete stone اى تسخين الحجارة اولا ثم انتاج الرقائق الحجرية منها بسهولة بعد ذلك ، بينما لم تعرف المجتمعات الاوروبية فن معالجة الصخور بالحرارة الا قبل نحو 25 اف سنة فقط، وبعد توقف عادت المعالجة الحرارية للصخور فى جنوب افريقيا وظهرت ادوات stillbay منذ نحو 30 الف سنة وهى ايضا اكثر تقدما من الادوات الموستيرية فهى اكثر حدة واقل سمكا وذات نصال اطول
ومنذ نحو 30 الف سنة كان مجتمع بالانجودا balangoda فى سهول هورتون بالمرتفعات الوسطى فى سيريلانكا جنوب الهند قد انتج الادوات الحجرية الدقيقة " القزمية" وكانت اقل من 4 سم فى الطول وذات اشكال هندسية ، ولم تظهر مثيلتها الاوروبية الا منذ12 الف سنة ، وربما انتقلت تلك الادوات الى اوروبا من الثقافة الايبيرومورية فى المغرب ، وقد تم اعتبار الثقافة المجدولانية الاوروبية امتدادا لثقافة المغرب
لايعنى ذلك الحديث تميز شعب عن شعب اخر فكل تلك المجموعات البشرية هى مجتمعات رحالة جوالة صيادة تسعى خلف غذائها ، لم تعرف الاستفرار او الراحة بل صارعت تغيرات مناخية واستطاعت النجاة من الانقراضات الكثيرة التى تعرضت لها جميع اجناس وانواع الحياة النباتية والحيوانية
تركت تلك الجماعات البشرية آثارها على الضخور فى هيئة نقوش ورسوم صخرية فى شتى انحاء العالم واينما اقامت تلك الجماعات ، وقد حفظت الكهوف الصخرية التى كانت تأوى اليها الجماعات البشرية عشرات الآلاف من تلك النقوش فى كل انحاء الارض بلا استثناء ، طبعا كانت هناك اماكن خالية من الكهوف ولكن تركت الجماعات البشرية فيها ادواتها الحجرية
وكانت الاكواخ التى اقامها الانسان فيها من مواد عضوية كلها " اشجار وجلود حيوانية "اى انها تحللت تماما مع مر السنين ، ولكن عندما استخدم الانسان فى شمالى اسيا عظام الماموث الصوفى فى اقامة المأوى فقد بقيت تلك العظام شاهدة على تلك الاكواخ وتمكن العلماء من اعادة تركيب مثل هذه الاكواخ
لم يبنى البشر بيوتا من الحجر لانفسهم فقد كانوا يتحركون دائما وكانت اكواخهم من مواد متوفرة فى بيئتهم يسهل حملها وفكها واقامتها من جديد
يتبع مع تحياتى
م نعمان
عاشت الجماعات الانسانية منذ نحو 30 او 40 الف سنة فى جنوب اوروبا وفى أسيا حتى اليابان وفى المنطقة العروضية بشمال افريقيا والشرق الاوسط وباقى افريقيا حيث كان الموطن الاساسى للانسان العاقل الحديث والذى خرجت من افريقيا بعض قبائله وتوجهت الى اصقاع الارض المختلفة
لم تكن هناك حدود تفصل بين البشر
لم تكن الجماعات البشرية هى التى تتحرك مع حركة الغطاء الحيوى، ولكن كانت المعرفة ايضا تنتقل ، هل كان البشر يقلدون بعضهم بعضا ؟رغم محدودية فرص التقاء تلك الجماعات المتناثرة فى انحاء الارض ، لست ادرى حقيقة ولكنى ادرك تماما عن يقين ان مهارة ومعرفة اى جيل من الاجيال هى اكثر تقدما ممن سبقه ، وأقل من مستوى الجيل الذى يأتى بعده ، ولا ادرى كيفية حدوث ذلك ، يقينى ان الوعى والادراك والفهم تنتقل عبر الاجيال وليس عبر الافراد ، تنتقل عبر المجتمعات ، وهنا يلح علىً السؤال هل هناك "عقل جموعى مدرك" للجماعات البشرية ؟ فان المجتمعات اثناء المحن او الشدائد تتصرف احيانا كتصرفات القطيع وتتبع قيادة ما بدون وعى او تفكير
انظر معى مثلا ان اقدم ثقافة للانسان العاقل الحديث فى المنطقة العروضية هى الثقافة العاطرية ، ومن المحتمل انها "الثقافة الام" لثقافات الهلال الخصيب و وادى النيل و حتى المغرب العربى ، ومن الشام والمغرب انتقلت الى جنوب اوروبا ، ومن المحتمل انها من صنع العاقل الحديث الذى خرج من افريقيا الى شمالها
ومنذ نحو 40 الف سنة فى الشام او غربى اسيا تطورت الادوات الموستيرية وسميت بالادوات الايميرية Emirian tools وهى مشابهة بشدة لادوات مجتمع او ثقافة شاتوبريان chatelperronnian الفرنسى والمجتمع الجرافيتى gravettian فى فرنسا ايضا والمجتمع السيلزى szeletian فى المجر والبلقان وكلها مماثلة لادوات المجتمع الاوريجانىaurignancian الفرنسى ومتعاصرة تقريبا مع بعضها فى اوروبا وتم اعتبارها امتدادا لادوات موستيرية سابقة لها ، ومن المهم هنا ان تلك الادوات ظهرت فى غرب اسيا قبل نحو 40 الف سنة تقريبا بينما لم تظهر فى اوروبا الا قبل نحو 30 الف سنة فقط
فى وسط افريقيا وجنوبها ، وفى وقت ربما كان اقدم من المجتمع العاطرى كانت هناك ادوات حجرية fauresmithian tools وهى ادوات اكثر تقدما وتطورا من الادوات الشرقاوسطية او الاوروبية رغم انها اقدم من الادوات الشرق اوسطية او الاوروبية ، وقدر عمرها بنحو 70 الف سنة ، وتميزت بالمعالجة الحرارية للاحجار الرملية silcrete stone اى تسخين الحجارة اولا ثم انتاج الرقائق الحجرية منها بسهولة بعد ذلك ، بينما لم تعرف المجتمعات الاوروبية فن معالجة الصخور بالحرارة الا قبل نحو 25 اف سنة فقط، وبعد توقف عادت المعالجة الحرارية للصخور فى جنوب افريقيا وظهرت ادوات stillbay منذ نحو 30 الف سنة وهى ايضا اكثر تقدما من الادوات الموستيرية فهى اكثر حدة واقل سمكا وذات نصال اطول
ومنذ نحو 30 الف سنة كان مجتمع بالانجودا balangoda فى سهول هورتون بالمرتفعات الوسطى فى سيريلانكا جنوب الهند قد انتج الادوات الحجرية الدقيقة " القزمية" وكانت اقل من 4 سم فى الطول وذات اشكال هندسية ، ولم تظهر مثيلتها الاوروبية الا منذ12 الف سنة ، وربما انتقلت تلك الادوات الى اوروبا من الثقافة الايبيرومورية فى المغرب ، وقد تم اعتبار الثقافة المجدولانية الاوروبية امتدادا لثقافة المغرب
لايعنى ذلك الحديث تميز شعب عن شعب اخر فكل تلك المجموعات البشرية هى مجتمعات رحالة جوالة صيادة تسعى خلف غذائها ، لم تعرف الاستفرار او الراحة بل صارعت تغيرات مناخية واستطاعت النجاة من الانقراضات الكثيرة التى تعرضت لها جميع اجناس وانواع الحياة النباتية والحيوانية
تركت تلك الجماعات البشرية آثارها على الضخور فى هيئة نقوش ورسوم صخرية فى شتى انحاء العالم واينما اقامت تلك الجماعات ، وقد حفظت الكهوف الصخرية التى كانت تأوى اليها الجماعات البشرية عشرات الآلاف من تلك النقوش فى كل انحاء الارض بلا استثناء ، طبعا كانت هناك اماكن خالية من الكهوف ولكن تركت الجماعات البشرية فيها ادواتها الحجرية
وكانت الاكواخ التى اقامها الانسان فيها من مواد عضوية كلها " اشجار وجلود حيوانية "اى انها تحللت تماما مع مر السنين ، ولكن عندما استخدم الانسان فى شمالى اسيا عظام الماموث الصوفى فى اقامة المأوى فقد بقيت تلك العظام شاهدة على تلك الاكواخ وتمكن العلماء من اعادة تركيب مثل هذه الاكواخ
لم يبنى البشر بيوتا من الحجر لانفسهم فقد كانوا يتحركون دائما وكانت اكواخهم من مواد متوفرة فى بيئتهم يسهل حملها وفكها واقامتها من جديد
يتبع مع تحياتى
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق