استكمال ماسبق
واحد مراجعنا فى هذا الموضوع هو
Epi-paleolithic cultures, overview (Archaeology of Ancient Egypt) وكذلك منشورات ا. د فكرى حسن و ا. د كاترين بارد Kathryn A. Bard وغيرذلك كثير
فى وادى الكوبانية شمالى اسوان غرب النيل عُثر على دفنة الانسان عاقل حديث عمرها نحو 20 الف سنة ، وايضا على ثلاث هياكل عظمية فى دير الفاخورية وتنتمى الى نفس الفترة الزمنية المعاصرة للكوبانية الا انها احدث منها عمرا ، ايضا فترة الكوبانية تعاصر فترة جبل الصحابة " جبانة 117 " الممثلة لثقافة مجتمع قادان والتى قدرت بنحو 12 الف الى 13 الف سنة
وجود الجبانة دليل على استيطان مستمر ومع وجود 40 %من الضحايا "ضحايا عنف" كما ان هيكل الكوبانية كان ايضا ضحية عنف فلا نستغرب ابدا وجود صراع على المواد الغذائية
فى مقبرة توشكى وجدت جمجمة ثور مستخدمة كشاهد قبر ، وربما كان ذلك بداية تقديس الثيران
احد مواقع تلك الفترة كان مأهولا بصفة مستمرة طوال نحو الفى سنة ، اثناء التحاريق يقيمون بجوار النيل ، وعند الفيضان يقيمون بعيدا عنه ثم العودة الى نفس الموقع بعد انتهاء الفيضان اى اقامة موسمية منتظمة
مع تنوع الغذاء فى مجتمع الكوبانية توجد ادلة على ممارسة عملية تدخين الاسماك كطريقة لحفظها واستخدامها فيما بعد ، كما عثر على بذور و درنات نباتات الاراضى الرطبة مع احجار طحن كثيرة فى مواقع مختلفة مما يشير الى تصاعد اهمية البذور اى الحبوب فى النظام الغذائى
قبل نحو 12 الف سنة الى 14 الف سنة ذابت ثلوج الجبال فى شرق و وسط افريقيا وأدت الى فيضانات كارثية فى نهاية العصر الجليدى الاخير ، وحدثت تغيرات سريعة لمجتمعات وادى النيل وربما كان ذلك مرتبطا بتغير سلوكيات النهر نفسه ، فقد زادت ايضا معدلات سقوط الامطار فى منابع النيل وترتب على ذلك عودة النيل الابيض الى الجريان بعد انقطاع طويل ومع قوة الفيضانات الكارثية فقد اتحدت القنوات العديدة للنيل فى مجرى واحد قبل نحو 12500 سنة
عاصرت مجتمعات قادان واسنا فى الصعيد هذه التغيرات وتغير نظامها الغذائى "الاقتصادى " بشدة ،وتدمرت المواقع السابقة بفعل الفيضانات الكارثية او بفعل الزراعة المكثفة التى حدثت بعد ذلك فى الفترات التاريخية ، وربما كان هذا التدمير من اسباب غموض الفترة قبل نحو 11500 سنة الى8500 سنة او "قبل 9000 سنة ق م الى 6000 سنة ق م " (الفترة المظلمة )
ولكن عند نحو 6500 سنة ق م كانت هناك مجموعات بشرية صغيرة تعيش معتمدة على صيد الاسماك و صيد البر وجمع الحبوب طبقا للادوات المعثور عليها والتى تمثل العصر الحجرى القديم المتأخر
يستخدم تعبير epipalaeothic اوصف الادوات القزمية بين نهاية العصر الحجرى القديم وبين بداية الحجرى الحديث فى شمال افريقيا ، اما تعبير الحجرى الحديث فيشير الى مجتمعات " بها فخار وادوات طحن حبوب وتطور فى طرق انتاج الغذاء " ، وهناك مجتمعات فى افريقيا بها ادوات طحن حبوب و فخار ولكن لاتنتج الطعام وهناك مناطق يصعب فيها تمييز الادلة من عظام الحيوانات اوبقايا النباتات ، وانتاج الطعام هو تدجين النبات والحيوان
الفصل بين الحجرى الحديث وبين "فوق القديم" او بين الحجرى القديم النهائى وبين فوق القديم ايضا غير مؤكد لتداخل الادوات بين العصور ويمكن اعتبار فوق القديم انه تعبير غامض لا يحمل دلالة زمنية ومتداخل مع سابقه ولاحقه ، ولهذا فان تعبيرات "فوق القديم"والقديم النهائى " و "بعد القديم " كلها مترادفات
عموما يستخدم تعبير فوق القديم للاشارة الى مجموعات من الادوات الحجرية من مواقع مختلفة وتحمل نوعا من المشابهة فى النوع والتكرار والتقنية وذلك للفترة بين نحو 10000 سنة م الى نحو 6000 سنة ق م ، حيث لا توجد حتى الان مواقع للعصر الحجرى الحديث فى وادى النيل قبل الالفية السادسة ق م
تشكل ادوات الكاب والادوات القارونية "الفيومB " والادوات ال shamarkian tools فى النوبة قرب وادى حلفا مجموعات متقاربة متعاصرة قبل 10000 سنة ق م الى قبل 6000 سنة ق م وتوجد ادلة على تدجين البقر فى الالفية 8 ق م ومن المؤكد وجودقطعان مدجنةمن البقر و الاغنام والماعزفى الالفية 6 ق م فى الصحراء الغربية ووالشرقية ايضا
كانت مجتمعات الكاب فى النوبة المصرية "مجتمعات صيادين رُحل استخدموا ايضا القوارب فى الصيد"
تعكس كثرة المواقع وانتشارها التغيرات الثقافية التى جرت قبل نحو 20 الف سنة فى مواجهة الظروف المناخية المتقلبة بين الجفاف والثلوج وبين الامطار والدفء حيث يحتمل تعرض شمال افريقيا قبل نحو 20 الف سنة الى امطار ثلجية شتوية وازداد معها معدل تكوين الكثبان الرملية باتجاه الجنوب بحوالى 500 كم عن مواقعها الحالية ، وقبل 12 الف سنة ق م او 13 الف سنة ق م تحرك حزام الامطارالموسمية الصيفية الى الشمال متزامنا مع تراجع اى ذوبان الجليد فى قمم جبال شرق افريقيا وبالتالى صنعت الامطار واحات عديدة وبحيرات مطيرة صغيرة فى الصحارى المصرية وقبل نحو 10500 سنة ق م كانت هناك امطار وفيضانات كارثية
يحتمل ان تغيرات المناخ كانت وراء ظهور الادوات القزمية وادوات الصيد العظمية والفخار وادوات الطحن ، وبالتالى تنوعت مصادر الغذاء والاعاشة" صيد برى ومن النهر وطيور ونباتات وقواقع "،وتخصصت بعض الجماعات فى صيد البر مثل السبيليين وفى صيد الاسماك مثل الفيوميين
كانت تغيرات المناخ السريعة فى اواخر البليستوسين و اوائل الهولوسين وراء التوالى السريع نسبيا لثقافات عديدة متجاورة وبالتالى فقد كان التفاعل بين تلك المجتمعات فى وادى النيل امرا حتميا ، كما دفعت تلك التغيرات المناخية الى تعدد اماكن الاستيطان فى الصحارى فسهل بذلك انتقال وتبادل الادوات والافكار عبر الحزام الافريقى كله
يتبع مع تحياتى
م نعمان
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق