الصحراء
الكبرى
هى
مهد
الانسان
عندما
خرج
من
افريقيا
وتحديدا
من
شرقها
لذلك توجد
فيها
كل
طرازات
الادوات
الحجرية
وتنقل
فيها
الانسان
العاطرى
فى
حركة
دائمة
متتبعا
دوريات
المطر
والجفاف
فى
الفترات
المطيرة
ينتشر
الانسان
فى
كل
مكان
وحين
الجفاف
يهرع
الى
وديان
الانهار
والواحات
وحول
البحيرات
المطرية
نتحدث
هنا
عن
وادى
النيل
كمثال
على
ما
كان
يحدث
فى
الصحراء
الكبرى
كلها
اى
المنطقة
العروضية،
بكاملها
،
وباعتبار
وادى
النيل
جزءا
منها
ولكنه
حظى
بنصيب
كبير
من
الدراسات
والابحاث..
تواجد الانسان العاقل الحديث
فى وادى النيل فى مواقع
تنتمى الى العصر الحجرى الوسيط مثلما اوضحت الهياكل العظمية
فى الترامسة ونزلة خاطروهناك فى الصحراء الغربية فى موقع بير صحراوى و بيرطرفاوى وهى تنتمى الى الثقافة العاطرية غربى ابى سنبل ، وفى هضبة الجلف الكبير ، وفى الواحات الداخلة ، والخارجة ، وعلى ضفاف احد البحيرات المطيرة – الجافة الان – عُثر فى تلك المناطق وغيرها على ادوات آشيولية فى اسفل الطبقات ومعها قشور بيض النعام واسنان خنزير برى ،تليها طبقة بها آثار تعرية الرياح بها ثم طبقات من الطمى بها نباتات جافة وادوات موستيرية فى طبقة رملية تليها رواسب شاطئية ، و دلائل استيطان بشرى ورخويات وقواقع ، كانت القواقع هى الغذاء الرئيسى للانسان العاطرى ، واحيانا تُدعى الثقافة العاطرية بثقافة الحلزون اى القوقع
يحتمل ان اقدم طبقات الطبقات هى طبقة الادوات الاشيولية ، وقدر عمره بنحو90 الف سنة، وتعود الى فترة العباسية المطيرة ،وتعود الادوات الموستيرية الى الطور الموستيرى الاول والذى حدث قبل 50 ال سنة الى 35 الف سنة
يحتمل ان المنطقة بين الواحات الداخلة وحتى بير طرفاوى بها اقدم تجمعات بشرية فى شمال افريقيا ، والادوات المعثور عليها تدل على قيام البشر بصيد الحيوانات البرية وجمع الجزور والثمار النباتية
موقع اركين او ارقين 8 ( arkin 8 ) فى النوبة" الحدود مع السودان "
يوجد بهذا الموقع ما يعتقد بانه اقدم ملجأ انسانى او "بيت" او مأوى فى وادى النيل بعد ملجأ " اولدوان" الافريقى -اقدم ملجأ فى العالم
هذا الملجأ عبارة عن منخفضات بيضاوية الشكل بعمق حوالى 60 سم وعرضها حوالى 120 سم وطولها حوالى 180 سم ، مبطنة بالواح حجرية وتشبه الخيمة الحلقية tent ring ولها قبة من الجلود او الاعشاب وفروع الشجر تُثبت باحجار ، ويمكن فك هذه الخيمة ونقلها من مكان الى اخر
وجد فى ذلك الوقع ما يشبه ورشة لتصنيع الادوات الحجرية ، ويقدم اركين8 بذلك صورة حية لمجتمع انسانى فى بدايته فالخيمة والورشة قد تعنيان نوعا من تقسيم العمل اى وجود تنظيم اجتماعى
من المؤسف الافتقار الى الدقة فى تحديد الازمنة بين العصر الحجرى القديم السفلى وبين العصر الحجرى القديم الوسط اى قبل 250 الف سنة الى قبل 70 الف سنة ، حيث تعجز النظائر المشعة للكربون و الارجون عن تغطية اكثر من 45الف او 50 الف عام
ومثل موقع اركين 8 واحة دنقل dungulغربى اسوان و موقع ام شجير ummshgir وواحة الخارجة ، وكلها بها اثار استيطان بشرى يعود الى قبل حوالى 50الف سنة الى 40 الف سنة (فترة الخارجة المطيرة khargan period )
ربما كانت فترة العباسية المطيرة التى حدثت قبل 130 الى 120 الف عام واستمرت حتى قبل 90 او95 الف عام ، وجاءت بعد نحو 400 الف سنة من الجفاف ، ربما كانت فترة انتقالية بين الانسان المنتصب والانسان النياندرتال
هناك مواقع فى الخارجة وفى الفيوم تعود بادواتها الموستيرية الى النصف الاخير من العصر الحجرى القديم الاوسط اى الى فترة العباسية " شبه المطيرة " قبل 50 الى 30 الف سنة، عثر على تلك الادوات حول العيون وحول حواف المنخفضات الطبيعية التى كانت بحيرات مطرية قديمة
الموقع Bt-14 غرب بير طرفاوى ،به أدوات عاطرية عمرها 45 الف سنة ، وبه عظام حيوانية تدل على قيام السكان بصيد الحيوانات الكبيرة فى الواحات والسافنا مثل الجمل المنقرض والغزلان والحمير والثعالب والذئاب والخنازير البرية والوعول والظباء و وحيد القرن الابيض والنعام وغيرها وقد يكون ذلك بسبب نجاح الات الصيد الجديدة " قاذف الرمح والحربةالقصيرة "
الموقع السابق يبعد ايضا 14كم غرب بير صحارى وهى موقع موستيرى ، اى ان الثقافة الموستيرية قد تعايشت جنبا مع جنب مع الثقافة العاطرية فى الفترة شبه المطيرة subpluvial
تعاصر الثقافات المختلفة و تعايشها نراه بعد ذلك فى كوم امبو حيث توالى ظهور ادوات ثقافات العصر الحجرى المتأخروالتى امتدت خلال فترة ما قبل الاسرات الى مراحل الاسرات المبكرة فى مصر
موقع خور موسى khor musan :يقع جنوبى اسوان وعمره 44الف سنة اى انه يعاصر الثقافة العاطرية ولكن ادواته اكثر تقدما ، استخدم هذا المجتمع العظام والاحجار الحديدية و رؤوس سهام حجرية صغيرة تاكد استخدامها فيما بعد فى اقواس وسهام العصر الحجرى القديم العلوى
يعتقد ان مجتمع خور موسى كان مسالما ويصطاد من النهرومن حواف الوادى ايضا واستمر فى المنطقة حتى قبل 16 الف سنة ، اما العاطريون فقد كانوا صيادين فى المناطق العشبية "حيوانات السافانا "
العصر الحجرى القديم الاوسط فى مصر يمثل ثقافات متعددة ومتعاصرة فى نفس الوقت فقد وجدت ادوات موستيرية و ادوات عاطرية وادوات تنتمى الى ثقافة او مجتمعات خور موشى
وعندما دخلت الصحراء الكبرى قبل 30 الف سنة الى 40 الف سنة فى فترة شبه مطيرة او قليلة الامطار هلك المجتمع العاطرى الا من لجأ الى وادى النيل و الواحات الخضراء بعيونها المائية فى صحراء مصر الغربية وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ، وظهرت فى المغرب العربى ثقافة ايبرومورية Iberomaurusian وتحدثنا عنها من قبل
ازدهرت الثقافة الايبرومورية فى المغرب العربى قبل 20 الف سنةواستمرت حتى قبل 9 الاف سنة ،وقد ورثت الادوات العاطرية ويعتقد انها امتداد لثقافة "حلفا" فى وادى النيل
فى تلك الفترة ايضا لجأت الجماعات البشريةفى الشام وبادية شمال الجزيرة العربيةالى وادى النيل ومنه الى المغرب وتثبت الادلة الجينية هذا " النمط الجينى U 6 المميز للقاطنيين فى تلك المناطق منتشر ايضا فى المغرب العربى حتى جزر الكنارى"
الثقافة الايبرومورية عاصرت قبل 15 الف سنةالثقافة المجدلانيةMagdalienian culture فى اسبانيا فهل انتقلت ادوات شمال افريقيا اليها عبر جبل طارق ؟
أدى الجفاف الى التقاء الثقافات النهرية" حلفا ،خور موسى " مع الثقافات العاطرية المختلفة فى وادى النيل ، وبدأت فى اواخر العصر الحجري الوسيط ملامح شبه الاستقرار ، وبداية ظهور المجتمعات ليس فى وادى النيل فقط بل فى اماكن كثيرة اخرى فى اسيا وافريقيا واوروبا
البشر صيادون ، جامعو ثمار ونبات ، يتحركون فى الدنيا الواسعة طبقا لتوزيع الغطاء الحيوي على الارض، وكانت تقلبات المناخ وتغيراته هى المحرك الاساسى للبشر، كما ان التكيف الحيوى للانسان فى مناطق مناخية متباعدة و المتناثرة على وجه الارض كان وراء ظهور "السلالات البشرية" والتى كانت تتبلور فى الاماكن المختلفة من الارض ، ولكن الحركة المستمرة للجماعات البشرية وراء الصيد والماء والطعام جعلت من انصهار البشر فى مجموعة انسانية واحدة امرا حتميا
فى هذا العصر الحجرى الوسيط ، تعددت انماط مختلفة من الادوات الموستيرية وشهدت الفترات الاخيرة منه بداية ظهور الطراز ال 4 وظهرت ابرة الخياطة المصنوعة من العظام او العاج وكذلك "سنارة" صيد الاسماك كما ظهرت الحربة ذات الشوكة الواحدة و كذلك حراب عديدة الاشكال والمخراز الحجرى
فى العصر الحجرى القديم الاعلى الذى جاء عقب الحجرى الوسيط بدأ ظهور الادوات الدقيقة فى وادى النيل او الطراز الخامس "5" من الادوات الحجرية المعروفة باسم الميكروليت او الادوات القزمية microlith ، وقد كانت على شكل صفائح رقيقة :انصال من الصوان لا تزيد فى طولها عن 1 سم وعرضها حوالى 0.5 سم وكانت مهذبة من ناحية واحدة او من ناحيتين حادة مدببة واستخدمت كرؤوس سهام ، كما تم تركيب مجموعات منها على حربة اى بدأت الادوات المركبة فى الظهور حيث تم تثبيت رأس حجرى مدبب على فرع شجرة كما تم استخدام عدة انصال على فرع اخر ، كان التثبيت يتم من خلال استخدام صموغ او الياف نباتية الاصل او كان يتم تثبيتها داخل شقوق فى الخشب
ظهرت بعد ذلك ادوات دقيقة ايضا ولكن على هيئة اشكال هندسية مثل شبه المنحرف او هلالية او مثلثة الخ..و كانت كذلك انصالا حادة ،واستمر استخدام هذه الادوات فى العصر الحجرى الحديث
يتبع مع تحياتى
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق