الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

نهر النيل 5


استكمال 

يرى الراحل الكبير جمال حمدان ان العلماء لهم اراء بان حركة المياه فى الانهار تتأثر باتجاه دوران الارض حول نفسها من الغرب الى الشرق او ان الرياح لم تقم بحفر منخفضات الصحراء الغربية فقط او تصنع منها الكثبان الرملية بل اسهمت فى تعرية الضفة الشرقية وتشكيلها على هذا النحو وان التركيب الجيولوجى للارض فى تلك المناطق ساعد على ظهور هذه الصورة للوادى ، ويرى د.حمدان ان قوة المياه القادمة من الجبال قادرة على نحت الصخور وان وديان الصحراء الشرقية ومعظمها اودية انكسارية صنعتها حركات ارضية وان امطار العصر المطير فتت الجبال ونقلتها لتصنع منها قاعا يبطن خليج بحرثيس وتحول هذا الخليج بفتات منقول مع الحصى من الجبال و رسوبيات البحر الى وادى فسيح غطاه طمى الحبشة بعد ذلك واصبح واديا خصيبا 
يبنى النهر من خلال عمليات الترسيب ضفتين يجرى بينهما وبالتالى فان هاتين الضفتين تكونا اعلى من الارض ويقل ارتفاعها كلما ابتعدت عن النيل ويسمى ذلك بالنمط الدلتاوى فى الترسيب ويسمح بالرى والصرف الطبيعى التلقائى اى نظام رى الحياض 
هذه الضفاف العالية هى التى تحمى القرى والمدن من الفيضان ولذلك تسمى تلك الجسور "طراد النيل" فهى تطرد النيل عن القرى وبين هذه الجسور  ومجرى الماء اراضى خصبة على هيئة شريط وتسمى هذه الارض بارض الساحل متل ساحل سليم باسيوط وساحل دجوى فى بنها وتتحول ضفة النيل الى جسر برى اى ان جسر طراد النيل يتحول الى شريان مواصلات مصر يحمل الطرق البرية وعليه الموانى النهرية  ويحمل حتى السكك الحديدية 
يحتضن جسر طراد النيل الحياة الطبيعية من مساكن وحقول ومدافن  سواء فى القرية او المدينة وخلف القرية البرك والمستنقعات التى تربطها بالصحراء 
كل فروع النيل وترعه ورياحاته وحتى المصارف تحولت ضفافها الى جسور و طرق 
التربة الزراعية المصرية :
اذا احتوت التربة على اقل من ربعها رملا فهى تربة سوداء ثقيلة ، واذا تفاوت الرمل والطين فهى سوداء خفيفة واذا احتوت على الرمل والطفل فهى تربة طفلية واذا كان الطين اقل من ربعها والباقى رمل فهى تربة حواف الوادى الصفراء 
التربة المصرية متجانسة التركيب الكيمائى وتغلب فيها الاملاح الجيرية والحديد والمنجنيز و محتواها من الفوسفات متوسط ولكنها فقيرة فى النتروجين وفقيرة فى المادة العضوية "الدبال"
خصوبة التربة تعنى من ضمن ما تعنى حجم الحبيبات والمحتوى النتروجينى ودرجة الملوحة وكيف يتم التخلص من املاح كلوريد الصوديوم ، ويرى كثيرون ان خصوبة التربة تعتمد بشكل او باخر على درجة الملوحة وان ملوحة الارض الجيدة لا تزيد عن  0.3%  ، وان  0.5%تعنى ارضا متوسطة الجودة ، بينما الارض الرديئة تكون درجة ملوحتها اكثر من 0.8%
عند درجة ملوحة قدرها 2% فان التربة لاتنتج سوى"الدينيبة "اما فوق 3 % درجة من الملوحة فلن تنتج الارض سوى الاعشاب البرية 
اى ان الارض المصرية ليست عالية الخصوبة كما يشاع ، وليس الغرين والطمى فقط هما المسؤلين عن خصوبة التربة فيبدو ان طريقة استخدام التربة هى العامل الاساسى المحدد للخصوبة ، اى ان الفلاح المصرى بعمله وكده واجتهاده هو الذى صنع خصوبة التربة وصنع شهرتها 
مظلوم انت ايها الفلاح المصرى حتى عملك وكدك نسبوه الى الطمى والصخور والجماد 
وادى النيل تتسرب منه المياه وتختزن تحته وتجرى على اعماق بسيطة ، واستخدمها المصريون طوال العصور كمياه للشرب وللرى ايضا ، ويكفى ان يحفر الناس بئرا ليحصلوا على ماء وفير للشرب والرى خاصة على اطراف الوادى وقرب المناطق الصحراوية او فى الوادى نفسه ايام التحاريق ويتم رفع المياه بالشادوف اوالسواقى وهذه هى المياه الجوفية 
اشتهرت عواصم مصر التاريخية بوفرة المياه الجوفية العذبة وخاصة فى ابيدوس وطيبة ومنف ، وتمتعت ابيدوس – قرب جرجا الحالية  –بأفضل واعذب مياه شرب على الاطلاق فى مصر  وليس ذلك صدفة ابدا
 فى العصور الحديثة، اعتمد الريف المصرى على رفع المياه الجوفية باستخدام المضخات الحبشية من اعماق لا تتجاوز 10 امتار اعتمادا كليا تقريبا ، ولكن فقدت هذه المياه صلاحيتها للاستخدام الادمى بعد اختلاطها بمياه الصرف الصحى ،واصبحت شبكات مياه الشرب تعتمد تماما على آبار عميقة تتجاوز التسعين مترا للحصول على مياه الشرب فى مدن وقرى مصر كلها 
  هناك طبقة اخرى من المياه تسمى المياه السطحية ، ويكفى ان تحفر الارض الى عمق مترين او ثلاثة امتار واحيانا اقل من ذلك لتتفجر المياه المتسربة من الصرف الصحى ومن صرف الاراضى الزراعية ،وقد عجزت المصارف عن حملها فتخزنت تحت سطح  الارض مباشرة ، هذه المياه تسبب اختناق الارض و تمنعها من التنفس وتسبب تدهورا فى التربة الزراعية ويقول الفلاح " الارض طبلت"،وهى مشكلة وليدة لنظام الرى المستديم وتتفاقم باهمال عمليات الصرف 
   تتطبيل الارض يعنى تشبعها بالماء والاملاح التى تسبب تدهور التربة ،وهذه المياه السطحية تهدد ايضا المنشأت المقامة على تلك الارض ، كما انها تسبب تساقط النقوش الاثرية الموجودة على جدران واعمدة المعابد القديمة وفى داخل المقابر الاثرية
  فى عام 1997 م كنت فى زيارة لمعبد رمسيس الثانى فى "اخميم" وهى موطن آبائى ، والمشهور بمعبد ابنته "ميريت آمون"،وهالنى ان النقوش ذات الالوان البديعة اصبحت هشة تتساقط من مجرد اللمس ،وكررت الزيارة بعد ذلك عدة مرات فلاحظت اختفاء النقوش تماما والتى ظلت سليمة الآف السنين تحت التراب ، وقد لاحظت مثل ذلك فى معابد الاقصر و الكرنك وغيرها 
  هل آن الاوان لنتوقف عن اكتشاف المزيد من المقابر والمعابد المصرية القديمة حتى نجد حلا لمشكلة المياه الجوفية ؟
 تعود الفلاح المصرى على تعويض النقص الازوتى "النتروجينى " فى الارض باستخدام "المارل" وهونوع من الاحجار الطينية الغنية بنترات الصوديوم وكربونات الجير من رسوبيات عصر الميوسين، وهى مملؤة بالاصداف البحرية، وتتواجد هذه الاحجار بكثرة على حواف وادى النيل من اسوان واسنا حتى شمال الدلتا ، اعطت هذه الاصداف اسمها لقرية "كوم الشلول"اى كوم الاصداف وهى قرية غرب النيل بين ابى صير والجيزة
يتبع  مع تحياتى
م نعمان 



هناك تعليقان (2):

  1. تنظيف خزانات بمكة
    اننا سوف نساعدك الان فى ان تحصل على تنظيف حزانات بمكة حيث ان هذه الخدمة اساسية لكى تحصل على مياه نظيفة خاليه من جميع الاتربة و الاتساخات كما اننا بجانب توفيرنا ل تنظيف خزانات بمكة نوفر العديد من الخدمات مثل غسيل خزانات بمكة و عزل خزانات بمكة فلا تتردد بالاتصال بما لكى تحصل على مياه نظيفة لا يتواجد به اى شىء يسبب لك الضرار
    عزل خزانات بمكة
    https://elbshayr.com/6/Cleaning-tanks

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

    ردحذف