استكمال
سهل كوم امبو الفيضى شرقى النيل كان بيئة جغرافية محددة بحوالى 500 كم مربع شرقى النيل
(Edmond Vignard مهندس فرنسى فى مصانع سكر كوم امبو وباحث فى قبل التاريخ ) عثر به على كميات كبيرة من الادوات الحجرية القصيرة السميكة ذات القمة المدببة والحواف الحادة وتدعى burins- ازاميل او راس سهم – وكانت مصنوعة من رقائق او انصال واستخدمت كادوات حفر على الحجر وكذلك استخدمت كقذيفة تطلق من المقلاع الحجرى ،وتمت تسمية هذه الادوات بالادوات السبيلية Sebilian ( قرية السبيل فى كوم امبو) ثم قام فيجنارد بعد ذلك بتقسيم الادوات الى 3 مجوعات وفى عام 1924 تم اعتبار الادوات ممثلة لثلاثة اطوارهى الثقافة السبيلية 1 والثقافة السبيلية 2 و الثقافة السبيلية 3 ، واعيدت الحفائر عام 1962 م واعتبرت ثقافة مماثلة او ممثلة للعصر الحجرى القديم الاعلى ومحصورة بين الاقصر والنوبة وقدرت اعمارها بين 13 الف الى 16 الف ق م واعتبرها البعض ادوات دقيقة متطورة من الادوات الموستيرية ، وعثر بها ايضا على مقذوفات دقيقه واستخدم فى صنعها حجر الديوريت النارى الصلب
العالم المصرى فكرى حسن مع الكندى P.E.L. Smith اثبتت ابحاثهما وجود اختلافات تكنولوجية فى ثقافات كوم امبو ربما تكون عائدة الى اختلافات عرقية حيث وجدوا ادوات مبالغ فى تجويدها وادوات اخرى دقيقة سميت بثقافة جبل السلسلة Silsilian - يمتد جبل السلسلة بين اسوان جنوبا و كوم امبو شمالا بطول حوالى 30 كم و اليه تنتهى اودية "خريت" و "شريت " -وتم صنع هذه الادوات من صوان الوادى و العقيق الابيض المحلى وشملت انصالا مقتطعة بطول محدد او شكل معين وانصال ذات اشواك او مسننة وانصالا منحنية وكانت الانصال معدة للتركيب كرأس حربة او رأس رمح او رأس سهم كذلك كانت توجد ادوات للحفر على الاحجار والاخشاب ويمكن استخدامها كازاميل او كقذائف صغيرة–جيدة الصنع
قدر عمر ادوات السلسلة بنحو 13000 سنة ق م اى انها معاصرة تقريبا للثقافة السبيلية، لوحظ ان ادوات السلسلة تضارع و تتفوق على ادوات العصر الحجرى الحديث فى اوروبا والشام وانها سبقتهما بعدة الاف من السنين،ان ادوات السلسلة لها الريادة فى صنع ادوات دقيقة مركبة مصنوعة من انصال صغيرة وتميزت بالاستغلال الجيد لموارد البيئة فقد تبين انها مصنوعة من كتل صغيرة من الاحجار المتاحة مثل حصى الوديان وقد اتاح انتظام اشكال هذه الادوات وجوانبها الحادة استخداما نموزجيا لها كأداة مركبة، حيث كان تثبيتها يتم باستخدام غراء حيوانى وخاصة غراء السمك و "القار" وكذلك امكن تركيب مقابض من الخشب او العظام وتوافرت بذلك السهام والحراب والمناجل وغيرها
كانت تلك الرؤوس الحادة القاطعة الصغيرة خفيفة الوزن والمركبة على السهم والحربة اكثر كفاءة فى عملية الصيد مقارنة بمثيلتها الخشنة الصنع عند العاطريين كما كانت اقل تكلفة فى الانتاج حيث استخدمت حصى الوديان الصغير وكان يتم اضافة سموم نباتية الى تلك الرؤوس مما اتاح تحسن فى عملية الصيد واتاح انتاج المنجل الحجرى المشرشر امكانية استخدامه فى حصاد اعشاب البذور والاعشاب الاخرى ودعم هذا المصدر الغذائى الجديد المكون الاجتماعى لاقتصاد هذه المجموعات البشرية وربما جعلهم هذا اصحاب اول تجربة انسانية للممارسات " قبيل الزراعية " مباشرة حيث وجدت بجانب المناجل ادوات طحن الحبوب وجرشها ، وُجدت بكثرة
فى سهل كوم امبو حدث تداخل ثقافى بين ادوات السلسلة والادوات السبيلية وظهر نوع ثالث من الادوات انتج انصالا جميلة رقيقة ولكنها افتقرت الى الادوات ذات الشكل الهندسى او المقذوفات الدقيقة والصفائح المدببة
رغم تداخل هذه الثقافات مع بعضها فان الادوات السبيلية انتشرت على نطاق واسع فى كل وادى النيل ودخلت مناطق مثل ( النوبة- نقاده -دشنا- حلفا- اسنا ) الى المرحلة قبل الزراعيه بعد اختراع المنجل والادوات الدقيقة كما ارتفعت كفاءة عمليات الصيد
يقرر العالم المصرى فكرى حسن ان منطقة اسنا بالذات قد شهدت نمو سكانى كبير بسبب اختراع استراتيجية جديدة " حصاد الحشائش" للحصول على الطعام لا تعتمد على صيد البر ولا صيد النهر وقد وجدت حبوب لقاح للحشائش المنتجة للحبوب بجانب تلك الادوات الحجرية
ويضيف ان المناجل وادوات الطحن التى ازدهرت قبل حوالى 13000 ق م قد اختفت تماما من الحفريات وعادت الجماعات البشرية الى الصيد والجمع فى وادى النيل قبل نحو 10500 ق م
كانت الفترة الزمنية بين 13000 ق م الى 10000 ق م فترة حدوث فياضانات عالية سميت النيل المتوحش كما تسمى ايضا " اطماء جبل الصحابة و دراو " حيث غطى الطمى هذه المناطق و يقُدر د فكرى حسن ان تلك الفياضانات كانت كارثية واجبرت البشر فى وادى النيل على عدم الاعتماد على اغذية الحبوب والعودة الى سابق العهد من صيد وجمع
يرى علماء اخرون ان موجات الجفاف نحو 10500 سنة ق م وما بعدها قد اصابت المنطقة و وأدت تجربة الاستزراع الاولى
كان الفيضان الكارثى او الجفاف القاتل احدهما او كلاهما قد تسبب فى تدمير اول تجربة انسانية لتدجين الزراعة ، واذا كانت كوم امبو بالنوبة المصرية قد شهدت نموا سكانيا فمن الطبيعى ان يظهر صراع على الموارد الغذائية بعد تدمير تجربة الاستزراع ، وكان صراعا دمويا
الجبانة Cemetery 117 اوالموقع الاثرى رقم 117
موقع اثرى فريد تم اكتشافه عام 1964 م ، وهو عبارة عن ثلاث مقابر جموعية ، اثنتين منهما تتقابلان عبر النيل فى منطقة جبل الصحابة "السحابة " Jebel Sahaba
، الجبل على الضفة الشرقية للنيل ، شمال وادى حلفا ب 10 كم تقريبا ، ويقابله غربى النيل جبل شيخ سليمان
احد هاتين المقبرتين احتوت بقايا 59 هيكلا عظميا ،والاخرى احتوت بقايا 39 هيكلا ،والمقبرة الثالثة فى وادى توشكى شمالى ابى سنبل وبها بقايا 19 هيكلا والمجموع 117
سهل كوم امبو الفيضى شرقى النيل كان بيئة جغرافية محددة بحوالى 500 كم مربع شرقى النيل
(Edmond Vignard مهندس فرنسى فى مصانع سكر كوم امبو وباحث فى قبل التاريخ ) عثر به على كميات كبيرة من الادوات الحجرية القصيرة السميكة ذات القمة المدببة والحواف الحادة وتدعى burins- ازاميل او راس سهم – وكانت مصنوعة من رقائق او انصال واستخدمت كادوات حفر على الحجر وكذلك استخدمت كقذيفة تطلق من المقلاع الحجرى ،وتمت تسمية هذه الادوات بالادوات السبيلية Sebilian ( قرية السبيل فى كوم امبو) ثم قام فيجنارد بعد ذلك بتقسيم الادوات الى 3 مجوعات وفى عام 1924 تم اعتبار الادوات ممثلة لثلاثة اطوارهى الثقافة السبيلية 1 والثقافة السبيلية 2 و الثقافة السبيلية 3 ، واعيدت الحفائر عام 1962 م واعتبرت ثقافة مماثلة او ممثلة للعصر الحجرى القديم الاعلى ومحصورة بين الاقصر والنوبة وقدرت اعمارها بين 13 الف الى 16 الف ق م واعتبرها البعض ادوات دقيقة متطورة من الادوات الموستيرية ، وعثر بها ايضا على مقذوفات دقيقه واستخدم فى صنعها حجر الديوريت النارى الصلب
العالم المصرى فكرى حسن مع الكندى P.E.L. Smith اثبتت ابحاثهما وجود اختلافات تكنولوجية فى ثقافات كوم امبو ربما تكون عائدة الى اختلافات عرقية حيث وجدوا ادوات مبالغ فى تجويدها وادوات اخرى دقيقة سميت بثقافة جبل السلسلة Silsilian - يمتد جبل السلسلة بين اسوان جنوبا و كوم امبو شمالا بطول حوالى 30 كم و اليه تنتهى اودية "خريت" و "شريت " -وتم صنع هذه الادوات من صوان الوادى و العقيق الابيض المحلى وشملت انصالا مقتطعة بطول محدد او شكل معين وانصال ذات اشواك او مسننة وانصالا منحنية وكانت الانصال معدة للتركيب كرأس حربة او رأس رمح او رأس سهم كذلك كانت توجد ادوات للحفر على الاحجار والاخشاب ويمكن استخدامها كازاميل او كقذائف صغيرة–جيدة الصنع
قدر عمر ادوات السلسلة بنحو 13000 سنة ق م اى انها معاصرة تقريبا للثقافة السبيلية، لوحظ ان ادوات السلسلة تضارع و تتفوق على ادوات العصر الحجرى الحديث فى اوروبا والشام وانها سبقتهما بعدة الاف من السنين،ان ادوات السلسلة لها الريادة فى صنع ادوات دقيقة مركبة مصنوعة من انصال صغيرة وتميزت بالاستغلال الجيد لموارد البيئة فقد تبين انها مصنوعة من كتل صغيرة من الاحجار المتاحة مثل حصى الوديان وقد اتاح انتظام اشكال هذه الادوات وجوانبها الحادة استخداما نموزجيا لها كأداة مركبة، حيث كان تثبيتها يتم باستخدام غراء حيوانى وخاصة غراء السمك و "القار" وكذلك امكن تركيب مقابض من الخشب او العظام وتوافرت بذلك السهام والحراب والمناجل وغيرها
كانت تلك الرؤوس الحادة القاطعة الصغيرة خفيفة الوزن والمركبة على السهم والحربة اكثر كفاءة فى عملية الصيد مقارنة بمثيلتها الخشنة الصنع عند العاطريين كما كانت اقل تكلفة فى الانتاج حيث استخدمت حصى الوديان الصغير وكان يتم اضافة سموم نباتية الى تلك الرؤوس مما اتاح تحسن فى عملية الصيد واتاح انتاج المنجل الحجرى المشرشر امكانية استخدامه فى حصاد اعشاب البذور والاعشاب الاخرى ودعم هذا المصدر الغذائى الجديد المكون الاجتماعى لاقتصاد هذه المجموعات البشرية وربما جعلهم هذا اصحاب اول تجربة انسانية للممارسات " قبيل الزراعية " مباشرة حيث وجدت بجانب المناجل ادوات طحن الحبوب وجرشها ، وُجدت بكثرة
فى سهل كوم امبو حدث تداخل ثقافى بين ادوات السلسلة والادوات السبيلية وظهر نوع ثالث من الادوات انتج انصالا جميلة رقيقة ولكنها افتقرت الى الادوات ذات الشكل الهندسى او المقذوفات الدقيقة والصفائح المدببة
رغم تداخل هذه الثقافات مع بعضها فان الادوات السبيلية انتشرت على نطاق واسع فى كل وادى النيل ودخلت مناطق مثل ( النوبة- نقاده -دشنا- حلفا- اسنا ) الى المرحلة قبل الزراعيه بعد اختراع المنجل والادوات الدقيقة كما ارتفعت كفاءة عمليات الصيد
يقرر العالم المصرى فكرى حسن ان منطقة اسنا بالذات قد شهدت نمو سكانى كبير بسبب اختراع استراتيجية جديدة " حصاد الحشائش" للحصول على الطعام لا تعتمد على صيد البر ولا صيد النهر وقد وجدت حبوب لقاح للحشائش المنتجة للحبوب بجانب تلك الادوات الحجرية
ويضيف ان المناجل وادوات الطحن التى ازدهرت قبل حوالى 13000 ق م قد اختفت تماما من الحفريات وعادت الجماعات البشرية الى الصيد والجمع فى وادى النيل قبل نحو 10500 ق م
كانت الفترة الزمنية بين 13000 ق م الى 10000 ق م فترة حدوث فياضانات عالية سميت النيل المتوحش كما تسمى ايضا " اطماء جبل الصحابة و دراو " حيث غطى الطمى هذه المناطق و يقُدر د فكرى حسن ان تلك الفياضانات كانت كارثية واجبرت البشر فى وادى النيل على عدم الاعتماد على اغذية الحبوب والعودة الى سابق العهد من صيد وجمع
يرى علماء اخرون ان موجات الجفاف نحو 10500 سنة ق م وما بعدها قد اصابت المنطقة و وأدت تجربة الاستزراع الاولى
كان الفيضان الكارثى او الجفاف القاتل احدهما او كلاهما قد تسبب فى تدمير اول تجربة انسانية لتدجين الزراعة ، واذا كانت كوم امبو بالنوبة المصرية قد شهدت نموا سكانيا فمن الطبيعى ان يظهر صراع على الموارد الغذائية بعد تدمير تجربة الاستزراع ، وكان صراعا دمويا
الجبانة Cemetery 117 اوالموقع الاثرى رقم 117
موقع اثرى فريد تم اكتشافه عام 1964 م ، وهو عبارة عن ثلاث مقابر جموعية ، اثنتين منهما تتقابلان عبر النيل فى منطقة جبل الصحابة "السحابة " Jebel Sahaba
اكتشاف وفحص الضحايا فى الجبانة 117 |
احد هاتين المقبرتين احتوت بقايا 59 هيكلا عظميا ،والاخرى احتوت بقايا 39 هيكلا ،والمقبرة الثالثة فى وادى توشكى شمالى ابى سنبل وبها بقايا 19 هيكلا والمجموع 117
(المنطقة التى امتدت بين توشكى والشلال الثانى تبلغ نحو 250 كم طولا وهى تمثل ثقافة "قادان"qadan ,ومجتمع قادان كان مجتمعا شبه مستقر )
تبين ان قرابة 40% من الهياكل هى لضحايا جروح قاتلة من سهام اوحراب ، كما عثر بتلك المقابر على اكثر من 110 سن حربة او رأس سهم ، وجدت 4 منها مخترقة للعظام نفسها
تبين ان قرابة 40% من الهياكل هى لضحايا جروح قاتلة من سهام اوحراب ، كما عثر بتلك المقابر على اكثر من 110 سن حربة او رأس سهم ، وجدت 4 منها مخترقة للعظام نفسها
دراسات الكربون المشع تعود بعمر الجبانة الى 11740 ± 600 سنة ق م ، بينما الدراسات على الاسنان تعود بها الى 9600 ق م
توجد ايضا مظاهر دفن شعائرى" وضع القرفصاء و الرأس الى الشرق "
فى جميع الاحوال فهى تمثل اول معركة فى التاريخ اُمكن التحقق منها ، وانها كانت نتيجة صراع على الموارد الغذائية
هل كان ذلك صراعا بين القادمين من الصحراء الشرقية او الغربية هربا من الجفاف؟ ام كان بينهم وبين مجتمع قادان شبه المستقر؟ اى كان فى مرحلة بين الزراعة وبين الصيد
ان التغيرات فى النظام المطرى والزحف التدريجى للجفاف والتصحر أدى الى زحف بشرى من الصحارى الى الوديان وبالتالى حدث الصدام
يتبع مع تحياتى
م نعمان
يتبع مع تحياتى
م نعمان
ضحيتى عنف بامتحف البريطانى تشير اقلام الرصاص الى بقايا رؤوس السهام القاتلة المختلطة بالعظام ارشيف وندورف |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق