عُثر فى منطقة "جبة"jubba فى محافظة حائل بالمملكةالعربية السعودية على آثار بحيرة قديمة تعود الى الفترات المطيرة فى العصر الحجرى القديم ، وانها كانت نقطة التقاء و اتصال للجماعات الانسانية البشرية الجوالة جيئة و ذهابا من سيناء و شمال افريقيا و الشام وسهول الرافدين بل حتى من خليج فارس
شهدت جبة اربعة فترات من الاستيطان البشرى قبل نحو 80 الف عام الى قبل نحو 25 الف عام ، وبها دلائل على حدوث تبادل تجارى مع الجيران ويعتقد انها قد تحولت الى مدينة قبل نحو 5 الاف سنة
اما منطقة الشويحطات فى منطقة الجوف السعودية على بعد نحو 1300 كم شمال مدينة الرياض ، فقد شهدت استيطانا شبه بشرى قبل نحو مليون سنة والمرجع فى ذلك هو proceeding of the seminar for arbian studies part 42 المنعقد فى لندن
( جبه حائل) https://ar.wikipedia.org/wiki أحد أهم وأكبر المواقع الأثرية في المملكة، حيث يضم نقوشا ورسومات منتشرة في جبل أم سنمان وفي الجبال القريبة منه, وتعود النقوش لثلاث فترات زمنية مختلفة والمنطقة عبارة عن أرض لبحيرة قديمة تحيط بها كثبان النفود الكبير، وتعلوها من الغرب والجنوب جبال رسوبية تتمثل بأم سنمان Om Sinman mountain وغوطا وشويحط وعنيزة ، وتلك المواقع الآثرية تم ادراجها ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو.
تعد جبة حائل من أهم المواقع الأثرية القديمة وأكبرها في المملكة، حيث تشير الدراسات العلمية إلى أن أقدم مواطن الاستيطان المعروفة في المنطقة تقع في جبة، فقد كشف عن موقعين يعودان إلى العصر الحجري الأوسط، يقع الأول في جبل أم سنمان، والثاني في الجهة الجنوبية الشرقية
الرسوم الصخرية فى جبة تغطى فترة نحو عشرة الآف سنة وقامت منظمة اليونسكو بتسجيلها ضمن التراث العالمى واعلنتها محمية عام 2015 م ، بها اكثر من 5431 نقشا لمناظر آدمية وحيوانية ونباتية متنوعة وبها نقوش ثمودية قديمة ايضا
ونقش العربة والحصانين مؤرخ بالألف الخامسة ق م اى انه اقدم من رسوم حضارة سومر او الحضارة المصرية
هذه النقوش تشير إلى مرحلة حضارية متقدمة عاصرها أسلاف عرب شمال الجزيرة العربية.
كان العاطريون " اى سكان المنطقة العروضية كلها " رماة حراب مهرة ، واستخدموا انصالا طويلة تصل الى 22سم طولا ومُركبة على فروع الاشجار او العظام الطويلة، وقد اكتشفوا قوة الحبال "الالياف النباتية " فى قذف الكرات الحجرية" المقلاع"،وبعده جرى اختراع قاذف الرمح ثم الاقواس والسهام منذ نحو 35 الف سنة وبالتالى تطورت عمليات وكفاءة صيد الحيوانات وتحسنت التغذية وتحسنت قدرة القتل والمقدرة عليه
اثبتت الادلة الجينية وجود تبادل جينى بين الجماعات الانسانية فى شمال افريقيا وجنوب غرب اسيا ويعتقد بوصول جماعات بشرية جديدة من الشرق الادنى" الهلال الخصيب " الى المغرب العربى قبل نحو 30 الف سنة وانتشارهم حتى جزر الكنارى غربى المغرب
كانت موجات الحفاف والامطار الدورية تسبب بدورها تغيرات مناخية تؤدى الى اجبار تلك الجماعات على مغادرة الصحراء اثناء الجفاف والبحث عن مصادر جديدة للمياه حول الانهار والعيون والبحيرات المطيرة ،و بالتالى فقد ظهرت ثقافات متعددة وتوارث بعضها بعضا فى كل المنطقة ، مثلا ثقافة حلفا فى وادى النيل وتبادل التأثير مع الثقافة الايبرومورية فى المغرب ، كما ان كهف السلطان فى المغرب به ادوات عاطرية ثم ادوات ايبرومورية ثم يليها ادوات تنتمى الى الثقافة القفصية Caspian culture
لقد ظلت الادوات الايبرومورية مستخدمة فى المغرب قبل 20 الف سنة الى قبل 9 الاف سنة ثم اختفت فجأة و يسود الغموض ما بعد ذلك ، مثلما يسود الغموض ما حدث فى وادى النيل بين 9000 ق م وبين 6000 سنة ق م
هناك تشابه واضح وقوى بين الادوات المعثور عليها فى المغرب (تافورات taforalt وافالو afalou ومشته) وبين ادوات وادى النيل ( نزلة خاطر ، الكوبانية ، اسنا ، كوم امبو ، جبل الصحابة ، وادى حلفا )
نزلة خاطر "هى قرية مصرية على مشارف الصحراء الغربية بمركز طهطا فى سوهاج ،فى احد محاجر الزلط بها تم اكتشاف مقبرتين ، احداهما بها هيكل عظمى شبه كامل "لانسان عاقل حديث" عاش بتلك المطقة ، وقدر عمره بين 35الف عام الى40 الف عام ، اى انه ينتى الى عصر حجرى قديم اعلى ، ومعه ادوات حجرية نصلية ، وهو اقدم هيكل لعاقل حديث فى شمال افريقيا فى ذلك العصر بعد هيكل "طفل الترامسة" جنوب شرقى دندرة غرب النيل قرب مدينة قنا بصعيد مصر ايضا والذى قدر عمره بنحو55 الف سنة
يتبع مع تحياتى
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق