السبت، 12 أغسطس 2017

الانسانية نشأت فى كل مكان عاش فيه الانسان


من الامانة الا ننسب الانسانية الى مكان او شعب معين 

يمكن القول بان فترة ما قبل التاريخ لم تدرك ولم تعرف معنى الحدود او الدول او القوميات ، وثقافات النوبة المصرية والسودانية ووادى النيل عموما هى ثقافات  اصولها واحدة ثم تمايزت فيما بينها  بمرور السنين ويتضح ذلك فى تشابه الجبانات والمظاهر الشعائرية  فى كلا من مصر والسودان 

لذلك اعتقد انه من الاوفق ان نتحدث عن ثقافات وادى النيل وليس عن مصر او السودان ، خاصة ان الحدود المصرية لم تتحدد الا فى الاسرة  "صفر"  او التى قبلها الاسرة  "صفرين"   عندما تم توحيد الدلتا والصعيد حتى الشلال الاول عند اسوان ، وامتداد تلك الحدود الى حلفا او الشلال الثانى فى اوائل التاريخ المكتوب فى الدولة القديمة 
من نافلة القول التذكير بان انسان وادى النيل ادرك نهاية عصر الجليد قبل 11700 سنة وكان فى ذلك الوقت جزءا من مجموعات بشرية رحالة تعيش على الصيد والجمع فى كل الارض  وانها قد بدأت الاستقرار او شبه الاستقرار كما رأينا فى كوم امبو وحلفا وغيرها قبيل انتهاء عصر الجليد بينما بدأ الانسان والجماعات الانسانية فى غرب اسيا حياة شبه الاستقرار بعد انتهاء عصر الجليد ، واذا كانت فترة  "النيل المتوحش " قد وأدت تجربة الاستزراع الاولى فى كوم امبو ، فقد وفرت الظروف المناخية فى غرب اسيا الاسباب المناسبة لتطور الزراعة بها ، ومما لاشك فيه ان التغيرات المناخية و تحديدا  "الامطار " و الجليد كانت المحدد الاساسى لحركة الجماعات البشرية ، وخاصة الجماعات البشرية فى شمال اوروبا التى اجبرها الجليد واحزمته على النزوح الى جنوب شرق اسيا وشمال افريقيا وبذلك شهدت المنطقة العروضية كلها تواجدا بشريا مستمرا بلا انقطاع خاصة فى وادى النيل والشام وجنوب الاناضول ، ففى تلك المناطق ، حينما تأتى دورات مناخية جافة فان الانهار ووديانها تتكفل بضمان معيشة البشر 
واذا كانت احزمة الجليد تدفع الجوالين فى شمال اوروبا الى حوض المتوسط الدافئ المطير ، فان بعض هؤلاء الجوالين قد فضلوا الاتجاه من اقصى شمال شرق اسيا عبر الممر الارضى فى بيرينجا الى آلآسكا ومنها الى الامريكتين قبل 13الف سنة او15 الف سنة
كانت الانسانية او البشر فى تحرك دائم ، حيث شهدت الارض فى العصر البليستوسينى الاخير اربعة دورات مناخية كبرى وكل دورة تحتوى العديد من الدورات الصغرى ، وكل دورة تشهد زحفا للجليد ومعه الجفاف وتقل الامطار اوتنعدم  فتختفى الغابات والنباتات ومعها الحيوانات ويتبعهاالبشر الى الدفء والمطر ، ومع انعكاس الدورة المناخية ويتراجع الجليد تعاود الجماعات الانسانية التحرك من جديد وتنتشر فى كل الارض 
ومع الحركات البشرية كان الخلط الجينى العشوائى يتم ، وعندما تتطرف الاحوال المناخية يحدث انعزال جينى ومع استقرار الجماعات البشرية فى  الاماكن البعيدة عن المناطق العروضية تظهر التغيرات الوراثية والتى استقر الرأى الاخير للعلماء فيها انها أدت الى نشوء الاعراق البشرية وليست الاجناس البشرية 
اى انه منذ ظهور الانسان العاقل الحديث وانقراض غيره من الاجناس " المنتصب والنياندرتال " تسيد هذا العاقل الحديث الارض كلها  
 وأدت التغيرات المناخية والحركة العشوائية للجماعات البشرية والانعزال الجينى الى ظهور "اعراق " وليست اجناس او انواع جديدة من الانسان 
هناك يقين عند العلماء ان العيون الزرقاء والبشرة البيضاء لم تظهر الا قبل ستة الاف سنة ماضية فقط فى شمال اوروبا تحديدا كتكيف طبيعى للثلوج والشمس الضعيفة ، بينما ظل سكان المناطق العروضية محتفظين بلون اسود فاتح وظل الانسان فى المناطق المدارية اسودا شديد السواد، وكما ادى الانعزال الجينى الجينى فى شمال اوروبا الى ظهور العرق الابيض فانه فى شمال شرق اسيا أدى الى ظهور العرق الاصفر .
يقال ان اوروبا سيختفى منها بياض البشرة والعيون الزرقاء فى خلال نحو اقل من 200 سنة فقط بسبب عمليات الخلط الجينى بين الاوربيين الاقحاح وبين المهاجرين القادمين من كل ارجاء الدنيا اليها وان الولايات المتحدة ستكون قبل ذلك قد اكتسبت البشرة السمراء بسبب الهجرة 
منذ نحو 40 الف سنة او 45 الف سنة فقط وصلت جماعات من الانسان العاقل الحديث الى اوروبا مرتحلة من المنطقة العروضية  " كان النياندرتال فى ذلك الوقت موجودا فى اوروبا " ، واسس العاقل الحديث ثقافات مختلفة طبقا لانعزال كل مجموعة بشرية ، فظهرت الثقافة الاوريجانية و تلتها الثقافة السلوتيرية وجاءت الثقافة المجدولانية منذ نحو 10الاف سنة او 12 الف سنة فقط .     " ثقافة " اى مجتمع او جماعة بشرية لها طريقة حياة مميزة لها
ويحتمل ان الثقافة المجدولانية هى امتداد لثقافات المغرب فى ذلك الوقت 
ورغم ان الثقافة العاطرية كانت هى الثقافة الام التى انبثقت منها كل ثقافات الانسان العاقل الحديث فى العصور قبل التاريخية الا ان ازمنة ظهور الانماط الحجرية المتماثلة فى اوروبا  مختلفة عن ازمنة ظهورها فى افريقيا او المنطقة العروضية وعلى سبيل المثال فان الادوات الدقيقة المعثور عليها فى كوم امبو تسبق زمنيا بعدة آلاف من السنين مثيلتها الاوروبية ، وعلى فقد استقلت كل منطقة بنظام مستقل لتأريخ وتسمية العصور الحجرية قبل التاريخ ، واصبحت معانى او مفهوم  تعبير – على سبيل المثال- العصر الحجرى القديم فى وادى النيل يختلف عن مفهوم نفس الفترة الزمنية فى اوروبا وكذلك فان افريقيا نفسها وهى مهد الانسانية اصبح لها تقسيمين : افريقيا جنوب الصحراء الكبرى ولها عصر حجرى قديم او مبكر ثم قديم اوسط ثم قديم متأخر ثم جاء عصر الحديد مباشرة بدون ان تمر بالعصر الحجرى الحديث او العصر البرونزى، اما افريقيا شمال الصحراء الكبرى فقد قسم العلماء العصر الحجرى القديم فيها الى حجرى قديم سفلى و اوسط و علوى، وقالوا بتناظر الحجرى القديم العلوى مع الحجرى المتأخر وناظروا الحجرى القديم الاوسط مع الحجرى الاوسط ثم الحجرى القديم السفلى مع الحجرى المبكر 
ثم عادوا وقالوا بوجود عصر حجرى وسيط تميز بالادوات الدقيقة فى وادى النيل والشام 
واخيرا عادوا الى تقسيم العصر الحجرى الحديــــــــث "النيوليتى" فى المنطقة العروضية واوروبا الى:
عصر حجرى حديث                 ثقيل          heavy Neolithic      
عصر حجرى حديث             رعوى     shepherd                

عصر حجرى حديث              ثلاثى       trihedral                      
عصرحجرى حديث         قبل الفخارى prepottery neolithic
  عصرحجرى حديث    فخارى  pottery neolithic 
ثم العصر الحجرى النحاسى Chalcolithic  ثم عصر البرونز  Bronze Age واخيرا عصر الحديد Iron Age
ورغم ان اقدم تعدين للنحاس كان فى البلقان قبل 5500 سنة ق م الا ان ذلك لا يعد ابدا نهاية للعصور الحجرية الاوربية
يتبع مع تحياتى
م نعمان 














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق