استكمال
يتبع مع تحياتى
م نعمان
وطوال التاريخ المكتوب والمسجل هناك تحركات جانبية للنيل بسبب حدوث النحر فى جانب والارساب او الترسيب فى جانب اخر ،و بالتالى تتكون جزر نيلية تلتحم بعد ذلك باحدى الضفتين بينما تزول جزرا اخرى ويتكون غيرها
كان الملك مينا أول من قام بتحويل مجرى النيل، حيث اغلق فرعه الغربى و حوله الى شرق مدينة منف ، وبعد خمسة الآف سنة قام المصريون بزعامة جمال عبد الناصر بتحويل مجرى النيل عند اسوان عام 1964 م ، اما التغييرات الطبيعية نتيجة الهجرة الجانبية فنراها فى المدن التاريخية مثل منف ، دلاص ، القيس ، اهناسيا ، و قاو الكبير
منف كانت على ساحل النيل الغربى ثم رحل النيل بعيدا عنها الى الشرق ، قاو الكبير تدمرت تماما عام 1821 م بعد ان هجرها النيل الى الشرق ، اما مدن مثل طهنا الجبل acoris ، والكوم الاحمرhebenu or
alabastropolis ، او الشيخ عبادة antinopolis فقد تركها النيل الى جهة الغرب
كانت هناك فى شرق النيل قديما عواصم و مدن هامة مثل أخميم و تل العمارنة والكوم الاخضر والشيخ فضل cynopolis وقرارة hiponon
كلها على الساحل الشرقى تركها النيل الى الغرب
قديما كان هناك طريق برى يربط بين بابليون "حى مصر القديمة " وبين اسوان وحتى وقت قريب جدا لم يكن هذا الطريق موجودا فى المسافة بين منفلوط اسيوط وبين الواسطى فى بنى سويف ، ومنذ القرن 14 م تحولت مدن الضفة الشرقية للنيل بين منفلوط والواسطى الى نجوع صغيرة او قرى مهجورة
نتذكر جميعا كيف أقام سيدنا عمرو بن العاص مسجده الكبير على ساحل النيل الشرقى ولكن فى خلال قرابة 1400 سنه هجريةاو تحديدا بين 641 م و2016 م أضاف الترسيب اكثر من كيلومترالى الغرب وبعد ان كان المسجد على الساحل اذا هو يبعد عنه الان اكثر من 1000 متر
جزيرة بولاق ظهرت فى القرن 11 م وبعدها جزيرة الفيل " شبرا الان"، وكانت جزيرة الروضة موجودة ايام الفتح الاسلامى لمصر ولكن ظهرت جزيرة حليمة فى القرن 14 م وهى الآن ارض الزمالك وارض الجزيرة حيث البرج والنادى الاهلى ، اما جزيرة اروى المجاورة لها فهى حى الدقى
فرض التدخل البشرى بالحفاظ على "سيالة الروضة "حماية جزيرة الروضة ومنع اندغامها بالضفة الشرقية للنيل، كما ان الابقاء على" البحر الاعمى" منع اندغام ارض الجزيرة بضفة النيل الغربية
واذا كانت هذه التغيرات فى المجرى قبل تفرعه فكيف الحال فى الفروع؟
كانت فروع النيل فى الدلتا فى تغير دائم ومستمر بدون انقطاع خلال العصورقبل وبعد التاريخ المكتوب وروايات هيرودوت والمؤرخين بعده من يونان و رومان وعرب لا يشكك احد فى مصداقيتها ، هذه الروايات تظهر الاختلافات فى عدد واسماء فروع النيل وكذلك المصبات وحتى رأس الدلتا
اتفق الجميع على وجود الفرع البيلوزى وينتهى فى بيلوزيوم او الفرما او بالوظه شرقى بور سعيد ،والفرع الكانوبى او الهرقلى المنتهى فى ابى قير
انفردهيرودوت و سترابو وبطليموس بقناة نخاو التى تخرج من الفرع البيلوزى وتمر عبر وادى طميلات الى البحيرات المرة ومنها الى البحر الاحمر
انفرد بطليموس بذكر فرع عرضى للنيل يوازى ساحل المتوسط على بعد 50 او 60 كم من الساحل ويبدأقرب دمنهور الحالية وينتهى فى الفرع البوباستى عند تل دفنة حاليا او دفناى daphanae
ولكن المؤكد الآن ان ترع و رياحات شبكة الرى فى الدلتا هى امتداد لتلك الفروع العديدة التى تعرضت للاطماء وتغيير المسار، وكان الفرع البيلوزى جهة الشرق هو اول من تعرض للاطماء ومنذ قرابة الف عام تقلصت الفروع الى فرعى دمياط و رشيد ثم فرع صغير هو فرع تنيس وكان يخرج من فرع دمياط الى تنيس وهى الان تل تنيس داخل بحيرة المنزلة
شملت التغييرات فى خريطة مصر هبوط ساحل شمال الدلتا ومن المؤكد الان ان المقابر الرومانية بكوم الشقافة السكندرى تحت مستوى المياه الجوفية بينما المقابر البطلمية – كانت قبلها بثلاثة قرون على الاقل – موجودة تحت مستوى سطح البحر ، وليس خافيا على احد ان ارصفة ميناء الاسكندرية البطلمى غارقة تحت الماء بعمق بين 7 و 10 امتار ، وان مدينة كانوب ترقد تحت مياه خليج ابى قير وكذلك مدينة منوتيس ومدينة هيراكليوم
الاسكندرية البطلمية تحت مستوى سطح البحر الحالى ، اما اسكندرية الرومان فهى تحت سطح المدينة الان بحوالى 6 او 7 امتار ثلاث مدن تقبع احداها فوق الاخرى على ساحل سهل رخو تضربه تيارات قوية
لذلك فليس غريبا انهيار عمارات وابراج خراسانية ازدهر بنائها فى عهد الفساد الذى اصاب مصر منذ سبعينيات القرن الماضى
لقد تحالف
الفساد مع الجشع مع طبيعة الارض
فى ازهاق ارواح الاف البشريتبع مع تحياتى
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق