الاثنين، 24 يوليو 2017

الارض المصرية والنيل 1

الدلتا المصرية
كان النيل يتفرع فى منطقة القاهرة حيث رأس الدلتا الى فروع عديدة ذكرت الاوراق القديمة احدى عشرة فرعا منها وليس سبع فروع ، كانت فروع النيل تجرى بين هضبة المقطم شرقا و هضبة ابى رواش شرقا ، وكانت ضفاف هذه الفروع مهدا لعمليات الارساب المستمر من الجنوب الى الشمال محولة المنطقة الى جزر نيلية طويلة امتلأت بالطمى على مدار الآف السنين
كان البحر الابيض المتوسط بتياراته البحرية من الغرب الى الشرق مسؤلا عن توزيع الطمى على خط الشاطئ البحرى الشمالى وبالتالى تكونت الدلتا فى شرق مصر قبل تكوينها فى الغرب ،كما ان جنوب الدلتا سبق شمالها فى التكوين
لقد صدقت رواية هيرودوت عن ان الكهنة المصريين ابلغوه بتكون جنوب الدلتا اولا ، كما ابلغوه وصدقوا ايضا ان البحر كان يغطى شمال الدلتا يوما من الايام وان تكوين شرق الدلتا سبق غربها زمنا
فى العصر الجليدى الاخير "العصر الحجرى الاعلى "انخفضت مناسيب البحر المتوسط فاِندفعت مياه نهر النيل واكتسحت الرواسب الرملية فى اسفل الدلتا وحدث ايضا ارتفاع ارضى وأدت مياه النيل المندفعة الى تآكل الرواسب الرملية ، ولكن بقيت من هذه الرواسب الرملية أنوية جزرية ترسبت عليها ثانية و تراكمت الرمال ، وتعرف هذه الانوية عند العلماء باسم "ظهر السلحفاة" وهى تبدأ فى رمال " قويسنا" بالمنوفية ،ثم  "بتمدة وطوخ " فى القليوبية ثم رمال الخانكة وفاقوس و السنبلاوين وكفر صقر
اما رأس الدلتا فكأنها كائن حى يتحرك باستمرار شمالا وجنوبا مع تقدم الايام :                                          
 
فى العصر الحجرى القديم الاوسط كانت فى منطقة القاهرة الحالية
 
وفى العصر الحجرى القديم الاعلى كانت قرب منف اى البدرشين
 
وعندما بدأت الدولة فى مصر القديمة كانت منف هى رأس الدلتا جنوب القاهرة بحوالى 25 كم
 
وفى القرن الخامس ق م كانت جزيرة الوراق هى رأس الدلتا ثم تقدمت شمالا حتى القرن السابع الميلادى
 
ولكنها تراجعت فى القرن ال 13 الميلادى
وفى
القرن 15 الميلادى تقدمت الى شطانوف فى الشمال ثم تراجعت الى موقعها الحالى فى شبه جزيرة " بطن البقرة "قرب القناطر الخيرية الحالية ،اى انها شمال القاهرة بنحو25كم ، ويعنى ذلك انها تتحرك بين منف وشطانوف اى حوالى 50 كم او اكثر
واذا كان ذلك حال رأس الدلتا فمن المؤكد ان مصر وادى النيل قد تغيرت ايضا،ولكن يعتقد انها اخذت شكلها الحالى او قريب منه قبل بداية التاريخ المكتوب بنحو الف او عدة الآف بسيطة من السنين ويمكن ذكر بعض التغيرات البسيطة مثل : ارتفاع مستوى الوادى ،تغيرات فى المجرى الرئيسى ، تغيرات الفروع ، البحيرات والبرارى، هبوط شمال الدلتا
تؤدى عمليات الترسيب المستمرة الى ارتفاع سطح وادى النيل تدريجيا بمعدل 12 سم  كل 100 سنة، ويتفاوت هذا الارتفاع فى الدلتا عن الصعيد، وكذلك يرتفع قاع المجرى بتفاوت ايضا ، يؤدى الترسيب الى النمو المستمر لدلتا النيل باتجاه البحر وعلى حسابه ، كما يتسع الوادى والدلتا شرقا وغربا ، وقدرت الزيادة فى اتساع  الصعيد بحوالى واحد كم خلال ال 5 الاف سنة الاخيرة
فى عهد الملك بسماتيك الاول "قرن 7 ق م "كانت مدينة  "فوة " ميناء بحريا على المتوسط و مصبا للفرع البولبيتى للنيل ، وهى الآن تبعد حولى 20 كم جنوب المتوسط
توقفت تقريبا عمليات الترسيب بعد اتمام السد العالى ولكن النيل الذى يلقى حمولته فى بحيرة ناصر سيحولها الى ارض خصبة بعد نحو 500 سنة ، كما ان السد العالى كفلت مياهه اضافة اكثر من مليونى فدان الى الارض الزراعية فى خلال 20 سنة من بنائه
اما التغييرات فى المجرى الرئيسى فهى محدودة الى حد ما بسبب هضبة المقطم شرقا و هضبة ابى رواش غربا، ولكن عوامل النحت و التعرية والرياح وسرعة تيار النيل وغيرها اجبرت النهر على الهجرة والتحرك غربا من قبل التاريخ المكتوب
يتبع مع نحياتى
م نعمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق