الاستيطان فى وادى النيل
بدات الفترة المطيرة فى الهولوسين المصرى نحو 9000 سنة ق م واستمرت حتى نحو 2500 سنة ق م
كانت الفترة بين ( 9000 الى 6000 سنة ق م ) فترة امطار غزيرة
وبدأ تكوين السهل الفيضى لنهر النيل نحو 7500 سنة ق م
وقد انخفضت حدة الامطار كثيرا بين ( 6000 الى 5200 سنة ق م ) وانخفض منسوب النيل وهاجر السكان من الصحارى والاماكن المرتفعة الى ضفتى النهر
ونحو 5200 سنة ق م عادت كميات متوسطة من المطر ومن النيل ، وسمحت تلك الكميات للمهاجرين بتطبيق معلوماتهم المتوارثة عبر الاجيال عن الزراعة وكانت "مرمدة بنى سلامة " غربى الدلتا هى اقدم مجتمع زراعى مصرى
عموما هناك من يرى ان الزراعة منقولة من الشام باعتبار ان القمح والشعير آسيوية المنشأ ، ولم يتم التعرف عليهما فى الصحراء الغربية ولكن تم التعرف على الذرة الرفيعة الافريقية الاصل
كان سكان مصر فى ذلك الوقت خليط من الرعاة والصيادين والزراع ، ومع الزراعةبدأ الاستقرار وظهرت السلطة المركزية لتنظيم اعمال الرى والزراعة وزادت الثروة والانتاج وتوسعت المجتمعات وكونت الدولة
صولجان الملك العقرب ويعود الى فترة قبل الاسرات يوضح مشروعا لرى الحياض
كان السهل الفيضى يتم تقسيمه باسوار ترابية الى احواض ثم يتم حفر قناة مأخذها من النيل على منسوب متوسط بين منسوب الحوض ومنسوب التحاريق ، وتغذى القناة الواحدة نحو 8 احواض
ويأتى الفيضان فى الصيف ويغطى الحياض وبعد 40 الى 60 يوما يتم صرف الماء الى النيل او الى احواض اخرى، وبعد صرف الماء يصبح الحوض جاهزا للبذر فى الشتاء حيث قد تمت تسوية الحوض بالماء وتغطى الحوض بطبقة رقيقة من الطمى ويتم جنى المحصول فى الربيع ثم تُترك الارض استعدادا للفيضان القادم ، اى ان الارض لم تكن تنتج سوى محصولا واحدا فى السنة
ثم عرف المصريون رفع الماء بالدلاء لرى الجسور العالية فى الصيف وبذلك تمكنوا من زراعة محصولين فى السنة وان كان على نطاق ضيق ومحدود كما استخدموا رفع المياه من الآبار كذلك
تم اختراع الشادوف فى عصر العمارنة واتاح ذلك مزيدا من المحاصيل الصيفية
وفى عصر البطالمة حدثت ثورة زراعية عندما تم اختراع البدالة او الطنبور واختراع الساقية واستصلاح الفيوم ، كما تم ادخال محاصيل جديدة ، وبالتالى توالت الزيادات فى الارض الزراعية على مر العصور ومعها يزيد السكان ايضا ، وكان اكبر عدد تم تقديره لسكان مصرحتى القرن التاسع عشرالميلادى هوالمُقدر باقل من 5 مليون نسمة فى عهد البطالمة بعد استصلاح الفيوم
كانت مساحة الارض المزروعة او اراض المراعى فى مصر تُقدركالتالى
3.8 مليون فدان قبل الاسرات
4.1 مليون فدان فى نحو 2400 سنة ق م
4.25 مليون فدان فى نحو 1800 سنة ق م
5.3 مليون قدان فى نحو 1250 سنة ق م
6.55 مليون فدان فى نحو 150 سنة ق م مع البطالمة
كان التوسع فى الاراضلا الزراعية يتم خلال استصلاح البرك والمستقعات والمراعى والاحراش واراضى الصيد
كانت مصر دولة تعتمد على الزراعة المروية وبالتالى لها حكومات مركزية تتحكم فى الرى وبالتالى تتحكم فى الشعب وهذا مقارنة باراض الزراعة المطرية حيث لا تتجكم السلطة فى نزول الامطار وبالتالى فان الشعب فى تلك المجتمعات المطرية يتمتع بقدر اكبر من الحرية فى مواجهة السلطة
على سبيل المثال فان استصلاح أراض جديدة يحتاج شق شق وتطهير للترع والقنوات واقامة جسور ترابية ، وهذه اعمال كبيرة تحتاج الى ادارة وتنظيم وهذا لا يتأتى الا فى فترات قوة السلطة المركزية
كذلك اعمال السيطرة على الفيضانات العالية او التعامل مع الفيضانات المنخفضة التى تسبب نقصا فى المحاصيل
ضعف الادارة الحكومية اذا تزامن مع فيضان ضعيف يؤدى الى ظهؤر الاضطرابات وعندها تسود الفوضى ويهجرالناس الارض الى بلاد اخرى كما ينخفض عدد السكان
بردية ولبور فى نحو 1150 ق م وبردية هاريس وتعود الى نفس الفترة تقريبا وغيرها تلقى الضوء على انواع الاراضى والضرائب ونظام الملكي وغيرها ومنها
هناك ارض يغطيها الفيضان حتى لو كان واطئا وتزرع مرة واحدة شتويا وهى ارض الحياض " ارض واطئة تسمى بعت "
"ارض طينى" لايغطيها الفيضان المتوسط ويتم زراعتها مرتين فى السنة وتنتج كميات متوسطة
الاراض العالية
او الجزر وتسمى "قايت" وهى الاراضى الممتازة اى أرض النخبة فى مصر وكانت تنتج محصولين سنويا وتجود فيها زراعة الحدائق والبساتين
وقد ظل هذا معروفا الى زمن الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 م :
ارض الحياض هى " البياضى" او بعت القديمة اى زرعة واحدة شتوية
اراضى عالية وهى " قيظى" وربما تعادل ارض طينى القديمة اى زرعة شتوية واخرى صيفية
اراض الجزر وهى "نيبارى"وهى قايت القديمة وتزرع محصولين فى السنة وربما زرعت ثالثة "نيلية "
ورغم ان ملكية الارض كانت نظريا للملك الحاكم الا انها فعليا كانت للملك والنخبة والمعابد والاوقاف وجزء بسيط يستطيع الافراد التصرف فيه
يتبع مع تحياتى
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق