الأحد، 23 يوليو 2017

نيل 16 استكمال

ونستكمل الحديث عن الارض والسكان والنيل
وهذا الجدول من كتاب ا د رشدى سعيد

وظل نمط توزيع الارض الزراعية على مدى التاريخ المصرى منحة مطلقة من الحاكم وكان البشر الذين يعيشون عليها وفيها مجرد منتفعين ، وحتى عام 1855 م كان الوالى او الدولة يملك 87.5 % من الارض الزراعية وباقى الارض اى 12.5% يملكها افراد وكان الولاة قد منحوها لهم 
لم تعرف مصر نظام تمليك الارض للافراد الا بعد عام 1855 م عندما اصدر والى مصر عباس الاول قانونا يسمح بملكية الارض لكل من يثبت انه يدفع الضرائب عنها ويفلحها 5 سنوات متتالية ويستطيع توريثها لابنائه طبقا للشريعة الاسلامية " انظر ص 219 من كتاب  د رشدى سعيد "


ونجد فى عام 1900 م اى بعد حوالى اربعين سنة على تطبيق القانون ان هناك 11000 مالك يمثلون 1.7% فقط من الملاك قد امتلكوا 42.5 % من الاراض الزراعية على هيئة اقطاعيات وعزب وكان معظم هؤلاء يقيمون فى المدن و خارج الريف وكانوا عادة من نخبة الحاشية الخديوية و التجارالاجانب وقليل منهم مصريين 
ونتذكر ان البطالمة حينما جاءوا الى مصر فقد كان غرضهم الاستيطان وانشاء مجتمع جديد اغريقى على ارض مصر وبالتالى فقد اهتموا بتنميتها على وجه العموم بينما كان وجود الرومان بعدهم احتلال عسكرى واستعمار بمعنى استنزاف ثروتها ونقلها الى روما 
وكان أجر العامل المصرى فى العصر الرومانى لا يزيد عن رغيفين من الخبز يوميا اى حوالى نصف كج يوميا وهذا المقدار او الكمية لم تتغير كثيرا طوال التاريخ المصرى 

كان المصرى القديم سواء كان منتفعا بالارض او مستأجرا لها يدفع من محصولها نحو 10 % للضرائب و10% يتم تخصيصها كبذور للعام المقبل و50 % كايجار او حق انتفاع ، ومن خلال حسابات د رشدى سعيد  يكون متوسط نصيب الفرد يوميا نحو 0.66 كج من الحبوب وهى كمية بالكاد تقيم أوده    
ولم تتغير علاقة صاحب الارض بالفلاح المستأجر طوال عصور مصرما قبل التاريخ او مصر القديمة او مع عصور البطالمة او الاحتلال الرومانى  وحتى عام 1855 م 


تقدير عدد سكان مصر القديمة والوسيطة:.
جوزيفيوس الموؤرخ اليهودى ( 31 -100 ميلادية ) قدر عدد سكان مصر نقلا عن القائد اجريبا ب 7.5 مليون نسمة وهو رقم مبالغ فيه وغير دقيق ، ديودور الصقلى قدر ان عدد سكان مصر لم يتجاوز 2 مليون نسمة ابدا 
حسابات د رشدى سعيد تدور حول ان اقصى ما يتحمله الفدان فى مصر القديمة هو فردين فقط ، وهو يعتبر ان 75% من الارض كانت مخصصة للحبوب والباقى مخصص للمحاصيل الاخرى كالكتان وغيره 
قدر د رشدى ان انتاجية الفدان فى مصر القديمة لم تتغير حتى القرن ال 19 م اى ان الفدان ينتج 750 كج سنويا 
وثلث هذه الكمية مخصص للبذور "تقاوى" او مفقود ، وان معدل استهلاك الفرد المصرى من الحبوب فى القرن 19 يدور حول 180 كج فى السنة وخلص الى ان تعداد مصر لم يتجاوز 4.5 مليون نسمة فى يوم من الايام

 
عالم آخر هو جينى قدر عدد السكان من خلال السعرات الحرارية التى يحتاجها الانسان يوميا ويعتبر ان نصف الارض الزراعية كانت مراعى فى عهد الرومان وخلص الى ان فدان ارض واحد يقيم اود فرد واحد وبالتالى فان اقصى عدد ممكن للسكان هو 2.5 مليون نسمة 

عالم آخر يُدعى بوتزر قام بحصر اعداد المدن والقرى القديمة وبتقدير احجامها وخلص الى ان سكان مصر قبل الاسرات كانوا فى حدود 400 الف نسمة ووصلوا عام 150 م الى 4.9 مليون نسمة ، بمتوسط كثافة 70 فرد فى كل 100 فدان مزروع او مراعى فى العهد البطلمى ،و 55 فرد / 100 فدان فى عهد الرعامسة 
 وذلك رغم ان الوثائق العائدة لعهد الرعامسة جعلت كثافة الريف المصرى 75 فرد فى كل 100 فدان من الارض الزراعية ولكن الكثافة السكانية فى ارض المراعى تكون منخفضة جدا وهذا جعل د رشدى سعيد يقبل بكثافة قدرها 55 فرد/ لكل فدان 

 

لاحظ الباحثون عموما ان سكان مصرقد تزايدوا بمعدلات اكبر فى العصر البطلمى وارجعوا ذلك الى 
اضافة اراض زراعية جديدة مستصلحة فى الفيوم وشمال الدلتا وادخال الطنبوروالساقية فى رى الزراعة الصيفية 
يجمع المؤرخون ايضا على تناقص تعداد السكان فى مصر خلال الحكم الرومانى وخلال الحكم البيزنطى 
ارجع المرخون ذلك الى مجموعة من العوامل لعل اهمها: 
هروب الفلاح من الارض فرارا من ارتفاع الضرائب والقسوة فى جمعها وخاصة فى عهد دقلديانوس 
استمرار وباء الطاعون فى ارض مصر لمدة 60 سنة بين اعوام ( 542-  600 ) ميلادية 
وتلى الطاعون عدة فيضانات منخفضة
ثم ارتفاع مياه البحر المتوسط واغراقها لشمال شرق الدلتا 
وقدر عدد السكان بنحو 2.4 مليون نسمة عام 600 م وعام 641 م عند الفتح العربى بنحو 2.5 مليون نسمة
يتبع مع تحياتى
م نعمان 


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق