فى يوم 16 اكتوبر 1981 م لبت أمى المرحومة باذن الله نداء ربها
هى أم مثالية حقا وصدقا ، ماتت منذ 36 سنة ولا زالت حاضرة معى أشعر بدفء احضانها
وهى المرحومة باذن الله فتحية بشير على عبد الباقى الجفالى من مواليد فرسيس مركز بنها فى يناير 1914 وأمها السيدة آمنة ابنة الشيخ ابراهيم بن على بن عفيفى المتوفى فى 1893م وهو بن محمد بن نافع بن سليمان بن عبدالرازق بن على بن صالح ابن سيدى خير الدين وضريحه بقرافة الرملة القديمة وتمتد شجرة النسب الى سيدى محمد الباقر ابن سيدى على زين العابدين ابن سيدى امير المؤمنين وسيد الشهداء ابو عبد الله الحسين
ذاقت مرارة اليتمين وهى صغيرة وكفلتها خالاتها ثم اخوها ابراهيم بشير وتزوجت من المرحوم سيد حمدى افندى ابو الخير نحوعام 1934 وهو شقيق ابراهيم افندى ابو الخير - زوج خالتها الكبرى - وترملت منه ومعها اخوتى زينب وفاروق وكانت تحمل فاتن فى بطنها عام 1940
تزوجت والدى الشيخ نعمان عام 1949 وكان فى الخمسين من عمره تقريبا وتولى كفالة الاسرة وانجبت ابراهيم وتوفى رضيعا ثم انا ثم اختى فاطمة امد الله فى عمرها
تزوجت زينب وهى الكبرى بعد تخرجها من مدرسة المعلمات عام 1955 واشتغلت بالتدريس واقامت مع زوجها المرحوم عطية الهراس بالاسكندرية وعاشت هناك ودُفنت بها عام 1990
ترملت امى للمرة الثانية عام 1956 وكان اخى قد حصل على شهادة التوجيهية " الثانوية العامة" فى نفس العام والتحق بالعمل موظفا بوزارة التربية والتعليم بالقاهرة حتى يتمكن من اعالة الاسرة ثم التحق بسنة تكميلية لاعداد المعلمين واعيد تعيينه مدرسا بمدارس القليوبية .
فى اواخرعام 1959 راحت فاتن اختى وهى لم تكمل العشرين من عمرها ضحية حادث اليم وتحملت امى الصدمة بشجاعة منقطعة النظير وفى عام 1966 نزلت بنا فاجعة ولقى اخى فاروق مصرعه غرقا وهو فى نهاية العشرينيات من عمره ، وتحملت أمى احزانها المتراكبة والمتوالية واحتضنتنى وأختى حتى تخرجنا من الكليات
اكملت امى رسالتها وفارقت الدنيا فى مثل هذا اليوم 16 اكتوبر عام 1981 متأثرة بمضاعفات داء السكرى
كانت أمى - رحمها الله تعتز باصلها البدوى العربى الشريف وعلمتنى مبادئ الدين حافظة لقدر غير قليل من القرآن الكريم وكانت تقرأ فى المصحف وعناوين اخبار الصحف وكانت تحب جمال عبد الناصر وتفخر بنزعته الى العرب وعلمتنى حب الشعر والشعراء وحببت الىَ الادب بما كانت ترويه دائما من اشعار الخنساء وملاحم عنترة وابى زيد الهلالى وعددا كبيرا من المواويل وكنت اجلس اليها استمع واحفظ ما استطيع ومنذ رحيل امى قبل 36 سنة لا زلت ابكى لذكراها ولا زلت اغنى لاحفادى ما علمتنى اياه فى طفولتى من اشعار وحكايات ، اروى لهم قصة القط زيتون الذى كان له فى الصيد فنون ماهر فى قنص الفيران واحكى لهم عن "مركب مين دى السيارة مركب القط والفارة "واروى لهم "كان فى تورة بندق على حرف الطاقة سندق جيه الفار الزقزق كال تورة البندق " "وطلع البدر علينا "
ندمت كثيرا على عدم تدوينى لما كانت ترويه ولكنى عرفت بعد رحيلها اننا لا نشعر بقيمة اى شيئ الا بعد ان نفقده
يرحمك الله يا أمى يا "ام الصابرين " كم تحملت من اجلنا جزاك الله خيرا
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق