الاثنين، 27 نوفمبر 2017

عودة الى رسوم الكهوف التاميرا 1

تحدثنا فيما سبق عن رسوم الكهوف ورسوم الصخور وتعرضنا لصحراء شمال افريقيا بما فيها الصحراء الغربية فى مصر  والجزيرة العربية وانتقلنا الى اورويا وقمنا بجولة فى كهف كوسكور الفرنسى ومنظومة كهوف شوفيه
 ونستمر فى الحديث مع ::
 
كهف التمايرا Altamira Cave
 وهو كهف آخر ولكنه فى أقصى شمالى اسبانيا وعلى مقربة من سواحل الاطلنطى ، ولعل ذلك القرب كان سببا فى وجود اصداف بحرية وقواقع يبدو انها استخدمت فى الزينة ،  وهو كهف التمايرا

ومنطقة اقصى شمال اسبانيا والمطلة على خليج بسكاى هى منطقة من الجبال الرسوبية الجيرية التى تحتوى بطبيعتها على مئات الكهوف التى تتشكل نتيجة تفاعلات المياه والهواء واختلاف درجات الحرارة مع مكونات الصخور الجيرية المختلفة وغيرها من العوامل المناخية والطبيعية كالزلازل وانزلاقات الصخور .. الخ
وكانت تلك المنطقة تتميز بمناخ معتدل حتى فى العصور الجليدية وهو ما جعل منها مكانا مثاليا يأوى اليه البشر ، وتركت الجماعات البشرية فيه آثارا فى أكثر من مآئة كهف من العصر الحجرى القديم هناك  
ومن ضمن مصادرنا عنه
http://www.cuadernosdearterupestre.es/arterupestre/7/Articulo4.pdf
كان من المفروض ان يكون الكلام عنه هو اول الحديث عن رسوم كهوف العصر الحجرى القديم الاعلى والحجرى الحديث باعتباره اول كهف تم فيه اكتشاف رسوم العصور الحجرية فى اوروبا
 فقد تم اكتشافه صدفة من أحد الصيادين عام 1868 م
وجرى ابلاغ صاحب الارض وهو الدون مارسيلينو سانز دى ساتولا وكان رجل قانون و من هواة البحث عن الادوات الحجرية والعظام القديمة فى كهوف شمال اسبانيا
لم يلقى دى ساتولا بالا الى الرسوم الجدارية السوداء على جدرات الكهف 
Don Marcelino Sanz de Sautuola الدون مارسيلينو سانز دى ساتولا
 وتأخر اكتشاف الرسوم الى عام 1879 م عندما اصطحب دى ساتولا ابنته ماريا
Maria Justina 
 
ذات الاعوام الثمانية وبينما كان ينقب فى الارض عن الادوات الحجرية رفعت ابنته راسها الى سقف الكهف وصرخت عندما رأت رؤوس ثيران حمراء وتناقل الناس قصة الرسوم وأنكر علماء ذلك الوقت فرضية " رسوم من العصور الحجرية " ، بل واتهموا دى ساتولا بتزوير الرسوم ومات الرجل مظلوما عام 1888 م
فى عام 1902 م قام احد كبار المعارضين لفرضية رسوم العصر الحجرى باصطحاب فنانين وخبراء تأكدوا من قدم اللوحات وظهر تعبير رسوم الكهوف الاسبانية ، وبعدها اعتبر ألآثاريون دى ساتولا مؤسسا لفن الرسوم الجدارية الكهفية للعصور الحجرية
 وتأخرت اليونسكو فى اعلانه محمية طبيعية للتراث الانسانى حتى عام 1985 م ، ولكنها  قامت بضم الـ 17 كهفا المجاورة للكهف الكبير "التاميرا" الى قائمة المحميات فى عام 2008 م
شهد الكهف نحو 8 فترات من الاستيطان البشرى يعتقد ان اقدمها كانت قبل 35600 سنة  واحدثها قبل 15 الف الى 10 الآف سنة

وكانت الحيوانات تستوطنه ايضا فى فترات خلوه من البشر

وهذا الكهف فى حقيقته مجموعة من الكهوف تبلغ نحو 18 كهفا ونظرا لانعزالها عن التأثيرات المناخية فرسومها فى حالة جيدة وهى شهادة على الابداع والحس الفنى للانسان قبل التاريخ ، ويعتقد ان انهيارا صخريا قد اغلق الكهف منذ " 11- 10 " الاف سنة

  
يتراوح طول الكهف بين 270 مترا وبين 296 مترا ،وارتفاع الاسقف يتراوح بين مترين وبين 12 متر وعرضه بين 5 امتار الى 20 مترا ، وكان المدخل فى العصور الحجرية واسعا جدا ويسمح بانارة جزء كبير من داخل الكهف

  وكان الاستيطان البشرى يتم قرب مدخل الكهف وتليها قاعة الثيران الكبرى الملونة ثم صالة لرسومات جدارية 
رسوم سقف القاعة الكبرى تشمل على قطيع من ثيران البيسون وخيول وربما خنزير برى  وغزلان ملونة وباللون الاسود ايضا

الفترة المجدلانية بها رسوم للخيول والماعز والرنة وطبعات ايادى بشرية  سلبية وايجابية
رسوم للمجتمعات الاورجناسية
 Aurignacian
   
وهى الاقدم اى قبل نحو 35 الف عام
وهذه  مجموعة من الصورالجدارية  








  و يتبع

مع تحياتى

م نعمان









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق