كتب بيرم التونسى هذه الكلمات وغناها محمد عبد الوهاب عام 1939 م
فهل كان الفلاح المصري المطحون بين ( الفقر والجهل والمرض ) حقيقة " مطمن قلبه مرتاح " ؟؟
محلاها عيشة الفلاح مطمن قلبو مرتاح
يتمرغ على أرض مراح والخيمة الزرقا ساتراه ياه ياه
لا يطلب شرط ومشروط غير لبده وغره وزعبوط
واللقمة ياكلها ومبسوط امكنه واكلها بشقاه ياه ياه
القعدى ويا الحلان والقلب مزقطط فرحان
تناقلها بجنة رضوان يا هناه اللي الخل معاه ياه ياه
الشكوى عمره ما قالهاش ان لاقى والا ما لاقاش
والدنيا بقرشين ما تسواش طول ما هو اللي حبه حداه ياه ياه
يا ريت اعيانك جهلوك وعزالهم شالوه وهجروك
المداين مزروعة شوك ياما يقولوا يا ندماه ياه ياه
ملاحظتى عام 1939 م كانت مصر تحت الاحتلال الانجليزى وكانت مزرعة القطن لمصانعها ويصنع عساكرها ما يشاءون فيها ، وشاعت العيون الزرقاء فى المصريين
والفلاح المصرى هو صاحب الجلباب الازرق الذى لا يتغير وهو اشبه بعبيد الارض يأكل خبز الذرة والبصل والحشائش البرية التى تنمو عرضا فى الحقول ، كانت الارض ملكا للباشوات وخيرها عائد اليهم
واشتهرت مصر قديما بانها "البلد التى يحيض رجالها " ومنسوب ذلك الى هيرودوت ، وحتى الثمانينيات من القرن العشرين كان تضخم الطحال المصرى علامة بارزة فى كتب الطب ودليل على مدى انتشار البلهاريسيا والامراض الاخرى
عام 1949 م كانت هناك دعوة لاكتتاب المصريين لبناء مصنع للاحذية فقد كانت مصر مهدا للحفاء
لا انسى ابدا منظر الفلاح المصرى وهو يضع " البلغة " وهى حذاء المتيسرين نسبيا من الفلاحين تحت ابطه ويسير حافيا خوفا عليها
فى تلك الايام السوداء كان موت ابناء الفلاح " حدث غير هام " مقارنة بالجاموسة او المعزة التى يقيم لها مأتما عند موتها و يتقبل التعازى فيها فهى مصدر النقد الضرورى لحياته ببيع لبنها او الجبنة والزبد وغيرها من منتجات الالبان
وتحفل كتابات بعض الادباء فى الخمسينيات بتفاصيل يخجل منها الانسان فى القرن العشرين ، مثل روايات الارض لعبد الرحمن الشرقاوى والحرام ليوسف ادريس ودعاء الكروان لطه حسين وغيرها
وحين يتغنى الشعراء بحياة الفلاح اشعر بالرثاء عليهم وعلينا فقد اسهموا بدون وعى او عامدين فى تعميق الثبات ومقاومة التغيير
هل كانوا ادوات فى يد القصر او الانجليز ؟؟؟ لا ادرى لقد اسهموا فى خداع المصريين ولا زالت افكارهم مسيطرة حتى على عقول الجيل الجديد الذى يصدق كل ما يسمع
مع تحياتى م نعمان
نمازج من التعقيبات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق