الأحد، 28 مايو 2017

كون 35 الاخصاب وتكوين الجنين



بسم الله الرحمن الرحيميَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ "  صدق الله العظيم     من الآية 6 الزمر
 
ظلمة البطن  و ظلمة الرحم  وظلمة المشيمة مع اغشيتها
الزيجوت  هو الخلية الانسانية الاولى ، لحظة تكوينه هى بداية اللحظة الاولى فى عمر الانسان داخل الرحم ،وتبدأ تلك الخلية فى الدخول الى مرحلة الانشقاق cleavage 
 حيث تنقسم الى خليتين وكل خلية تسمى قسيمة ارومية blastomere  ثم تنقسما الى اربع قسائم ارومية  ثم الى ثمانية  ثم الى ستة عشر قسيمةيتوالى انقسام الخلايا ، فتتكدس و تتزاحم داخل المنطقة الشفيفة zona pelocida   (الغلاف الخارجى للبويضة المخصبة )   و تصبح مثل ثمرة التوت  فتسمى تويتة 
جميع خلايا التوتية   murlaلها قدرة كاملةلكل خليةعلى الانقسام واعادة تكوين مضغة اخرى كاملة بما فى ذلك الاغشية  " الخارج مضغية اذا انفصلت عن التوتية ، و توصف هذه الخلايا الارومية بأنها كاملة القوة totipotent ، وتنتج التوائم المتماثلة من تلك القسائم .
تحدث هذه الانقسامات اثناء تحرك الزيجوت من الثلث الاخيرالبعيد - للانبوبة الرحمية  التى حدث فيها تخصيب البويضة ، الى باقى الانبوبة الرحمية
هذه الحركة سببها  "الحركة الدودية الخفيفة "فى انبوبة الرحم  وتساعدها اهداب تبطن جدار الانبوبة و تدفع الزيجوت ثم القسائم الارومية ثم التوتية فى اتجاه الرحم
بىن اليوم الثالث  واليوم الرابع من حدوث الاخصاب  تصل التوتية الى جدار الرحمبوصول التوتية الى جدار الرحم فان الطبقة الشفيفة المحيطة بالتوتية تبدأ فى التحلل، فقد أدت دورها بحماية القسائم الارومية داخل التوتية وفى نفس الوقت فان القسائم السطحية للتوتية تقوم بافراز سائل الى داخل التوتية ومع تزايد ضغط هذا السائل و تكدس الخلايا يظهر كيس ممتلئ بهذا السائل و تتميز الخلايا الى خلايا خارجية من طبقة واحدة تسمى الارومة المغذية trophoblast  بينما تتكدس بقية الخلايا فى كتلة داخلية تسمى "الكتلة الخلوية الداخلية  I C M  او inner cell  mass
 
وتظل متصلة بالارومة المغذية فى احد قطبى الكيسة ويسمى ذلك بالقطب المضغى ، ويسمى التجويف بالتجويف الارومى blastocael  ،  وتصبح التوتية الان كيسة ارومية 
blastocyct
ان كتلة الخلايا الداخلية هى التمييز differention الاول فى خلايا المضغة، وقد بلغ عدد الخلايا ما بين 40 الى150 خلية تتواجد فى القطب المضغى للكيسة الارومية وانخفضت قليلا قدرتها على التمييزdifferntiat    و توصف بانها متعددة القوى  pluripotent  تستطيع التميزالى كل انواع الخلايا المضغية ما عدا " الاغشية الخارج مضغية "  اى  الانسجة المشيمية ، وتشتهر هذه الخلايا متعددة القوى باسم "الخلايا الجزعية  stem cells  والتى يعلق العلماءعليها آمالا كبارا فى علاج امراض كثيرة مستعصية 
فى الكيسة الارومية فان السطح الملاصق للكتلة الخلوية يسمى النهاية القطبية للمضغة polar end 
بين اليوم الرابع و اليوم السادس يكتمل تحلل الطبقة الشفيفة فى جزئها الملاصق لجدار الرحم ،و تبدأ الكيسة الارومية فى الخروج من شرنقة الطبقة الشفيفة فى عملية تسمى الفقس   hatching  وتشرع فى الانغراس او التعلق بجدار الرحم  ، تماما مثل خروج الطائر من البيضة ولكنه لايطير فى الرحم  بل ينغرس فى قعر عشه (جدار الرحم )
 تبدأ عملية الانغراس  implantaion  فى اليوم السادس تقريبا و تستمرحتى اليوم الثانى عشر تقريبا ،  واثناء انغراس الكيسة الارومية وتسمى الان " أريمة"blastula    فان الخلايا الارومية المغذية التى تصل الى بطانة الرحم تفقد جدرانها الخلوية وتتحول الى مجمع خلوى ارومى وباقى الخلايا الارومية المغذية تظل كما هى  ولكن تكبر فى الحجم و العدد وتسمى خلايا ارومية مغذية  cytotrophblast اى ان خلايا الارومة المغذية يحدث لها ايضا تمايز الى طبقة خارجية وهى المجمع الخلوى المغروس فى بطانة الرحم وطبقة داخلية تظل محيطة بالارومة الخلوية 
اثناء عملية الانغراس فان الكتلة الخلوية الداخلية تتميز هى الاخرى الى طبقتين فى عملية تسمى التبطين delamination  تؤدى الى تمايز الخلايا الداخلية الى اديم ظاهر – فوقى- او ارومة فوقية epiblast و الى اديم باطن او ارومة تحتية hypoblast وتحت تأثير انزيمات هاضمة تفرزها خلايا الارومة المغذية ،  تمتد تلك الخلايا من الهايبوبلاست داخل بطانة الرحم مكونة خملات villi  اولية تمتص المياه والمواد الغذائية و نواتج الغدد الافرازية وتنقلها الى  خلايا الكتلة الداخلية الملاصقة لها وذلك فى اليوم السابع للحمل تقريبا  اسبوع عجيب  بدأ بخلية مخصبة واحدة  وبالانشقاق تحول الى توتية ثم الى ارومة ثم الى كيسة ارومية  كل ذلك وهى تتحرك رويدا رويدا من البوق الى الانابيب حتى وصلت الى جدار الرحم الذى كان قد جهز بطانته وتهيأ لانغراس الكيسة التى امتدت منها اذرع دقيقة – خملات - كى تنغرس فى تجاويف بطانة الرحم  وتبدأ فى تناول غذائها من تلك البطانة فى تناسق و تناغم وترتيب كامل بين جدران الرحم المضيف وبين خلايا المضغةembryo    التى تحولت الى مئات الخلايا التى دخلت وانغرست فى عشها الجديد فى يومها السابع- انغراسا كاملا وجاءت انسجة ليفية من جدار الرحم لتغطى مكان الانغراس ، كأنك وضعت بذرة فى الارض ورويتها ثم غطيتها بالتراب . 
ويظهركيس المح yolk sac  ويتكون من خلايا الاديم الباطن ومن خلاله ينتقل الغذاء الى المضغة ومن الاديم الظاهر ايضا يتكون غشاء آخريمتد و يحيط بكتلة الخلايا المضغية صانعا التجويف الامنيوسى ويسمى هذا الغشاء "الامنيوس"amnios  عندما تنفصل كتلة الخلايا الداخلية من طبقة الارومة المغذية .
فى اليوم الثامن من الحمل تفرز خلايا المضغة هرمونا يسمى "منبه المناسل المشيمائية الانسانى "او human chorigonadotrophic hormpn وهذا الهرمون يجعل الجسم الاصفر"وهو بقايا حويصلة البويضة فى مبيض الام الحامل" يستمر فى افراز هرمونى البروجيستيرون و الايستروجين اى ان هذا الهرمون يقاطع دورة الطمث الاعتيادية و يسمح بالتالى باستمرار الحمل 
البويضة المخصبة هى "الزيجوت" ثم يتحول الاسم الى "توتية" ثم "اريمة مغروسة" فى اليوم السابع 
فى الاسبوع الثانى تسمى الاريمة  "معيدة "،هذه المراحل تسمى المراحل الجرثومية germinal اوقبل المضغية  pre embryonic او" العلقة " لانها لم تزل معلقة فى جدار الرحم ولم تنغرس بعد                                                                     وبين نهاية الاسبوع الثانى و حتى نهاية الاسبوع الثامن لدينا الاسم "مضغة" embryo  ،ثم يستخدم لفظ "الحميل "foetus حتى اكتمال الحمل وهو فى جميع مراحله جنينا ، و الجنين هو المستور فى اللغة وهو "الولد ما دام فى الرحم "
من الممكن ان تطلق كلمة مضغة او جنين على مافى الرحم حتى ثمان اسابيع و لكنه يكتسب دلائل الحياة بعدها فيصبح حميلا 
بعد الولادة عندنا "مولود" او "وليد" اى حديث الولادة neonate وبعد تمام 28 يوم من الولادة نستخدم لفظ "رضيع" infant وبعد انتهاء فترة الرضاعة فهو فطيم  ثم طفل ثم فتى 
من خلايا الارومة المغذية وايضا من خلايا خارج المضغة "هيبوبلاست"  يتكون غشاء المشيماء chorion  وهو غشاء يصنع كيسا مشيمائى تمتد فيه الخملات ، و بالرغم من ان الكيسة الارومية قد انغرست تماما داخل بطانة الرحم ودم الاوعية الدموية الرحمية ينساب حول الخملات المشيمائية الا ان دم الام لا يخترق ابدا الكيسة الارومية
اى ان الارومة المغذية هى الصلة الحقيقية بين المضغة وجدار الرحم اى بين الام وابنها 
لقد تميزت الاريمة-  البلاستولا- اول مرة الى خلايا داخلية واخرى خارجية وتحولت الى كيسة ارومية ثم تمايزت هذه الخلايا فى الكيسة الارومية مرة ثانية الى كتلة داخلية ثنائية الطبقات بها "هيبوبلاست" وايبيبلاستepiblast  ، كما تمايزت الخلايا الخارجية الى مجمع خلوى ارومى وطبقة خلايا ارومية داخلية 
حوالى اليوم الثانى عشر من الاخصاب يكون لدينا مضغة ذات طبقتين واغشية خارجها "غشاء كيس المح وغشاء كيس الامنيوس "، كما ان الكيسة الارومية قد انغرست تماما فى جدار الرحم وغطى نسيج ليفي مكان انغراسها  ، كما تغير شكل القرص المضغى من الشكل الدائرى الى شكل كمثرى –قاعدته الضيقة متجهة الى الساق الرابطة " اي الى الخلف" ، بينما تتجه قمته الكبيرة الى الامام .
فى اليوم ال 14 او ال 15تبدأ مرجلة جديدة بظهور خط على السطح الظهرى للارومة الفوقية - يبدأ من الذيل " خط اولى" ويبدأ تكوين المعيدة "جاسترولا"gastrula   وتشهدخلايا الارومة الفوقية تغيرات فى الشكل والوظيفة بل و تتحرك وتؤدى تحركاتها الى اعادة تنظيم المضغة و تحويل القرص المضغى ثنائى الطبقات الى قرص مضغى ثلاثى الطبقات ، كما تتحدد محاور و ابعاد المضغة وتتكون الطبقات الاساسية الثلاثة "اكتودرم  اندودرم  ميزودرم " او  ظهارة :خارجية -،داخلية -،وسطى 
هناك انغلاف invagination  حيث تنثنى صفحة او شريط من الخلايا الطلائية الى الداخل 
هناك ازاحة  ingression حيث تخرج الخلايا بصورة منفردة من الصفيحة الطلائية وتتحول الى خلايا حرة 
هناك التفاف  involution او ارتداد للصفيحة الطلائية "ظهارية"  الى الداخل وتشكيل طبقة الاساس
هناك اكتوارepiboly  حيث يتم ترقيق صفحة الخلايا وانتشارها فوق خلايا اخرى
هناك اقحامintercalation  حيث تنتقل صفوف بكاملها من الخلايا بين بعضها البعض وتكوين خلايا طويلة  اقل سمكا
هناك ايضا"تقارب متلاحق"   convergent-  extension  ويحدث فيه تغيير فى شكل ووظائف الخلايا.
"والمعيدة" هى مرحلة فى نشوء وتكوين المضغة تتحول فيها خلايا الاديم الارومى blastoderm "طبقة الارومة الفوقية"epiblast "و هى احدى طبقتى القرص المضغى ثنائى الطبقات تحول فيها الخلايا من الارومة الفوقية الى اماكن جديدة مشكلة ثلاثة انسجة رئيسية (اديم :ظاهرى،اوسط ، باطنى ) ويتم ذلك من خلال سلسلة متوالية من تحركات الخلايا والتغيير فى شكلها و وظيفتها داخل اطار الكيسة الارومية .
تتحدد فى تلك العملية محاور الجسم وكذلك الاماكن التى يحدث فيها تعضى"اى تكوين الاعضاء ". 
يمهد حدوث تحديد المحاور و تكوين الخيط الاولى  primitive strik لبداية تفاعلات الاستقراء induction  حيث تقوم خلية او نسيج بالتاثير فى نمو او ظهور خلايا او انسجة اخرى وعندما تبدأ خلية فى تكوين تراكيب محددة فان بعض الجينات تنشط وبعضها يتم اخماده اى ان الاستقراء يؤثر على التعبير الجينى سلبا وايجابا من خلال ملامسة الخلايا لبعضها اثناء تحركها او من خلال اشارات كيمائية تنتقل بين الخلايا .
تؤدى عملية الاستقراء الى حدوث عمليةالتعصيبneuralation  و عملية التعضى organogenesis 
الحبل الظهرى notochord "القردود"
يظهر هذا التركيب كعصا مرنة على السطح البطنى للمضغة كأول تركيب بعد ظهور الطبقات الجرثومية الثلاث الاساسية فى مرحلة المعيدة و ربما اثناء تكوين تلك الطبقات.
يظهر الحبل الظهرى بطول المضغة وفى منتصفها تماما سواء بين يمين ويسار المضغة او بين البطن والظهر، ويتكون عندما تهاجر خلايا من الاديم الاوسط "ميزودرم" وتتجمع بطول المضغة فى اليوم ال 15 او ال 16 والحبل الظهرى هو "الميزودرم المحورى "axial mesoderm  ويتكون فى الناحية البطنية للاكتودرم وفوقه مباشرة تمتد الصفيحة العصبية التى ستتحول الى قناة عصبية وجهاز عصبى بعد ذلك .
الخيط الابتدائى او الاولى  :يظهر اولا كعتامة بزيادة سمك حزمة خيطية من خلايا الايبى بلاست فى المستوى الوسيط median plane للناحية الظهرية للقرص المضغى ومع توالى حركة وانتقال و تشكل الخلايا تتشكل عقدة اولية primitive node  فى الناحية الراسية للخيط الابتدائى و تاخذ فى اضافة خلايا جديدة الى الناحية الذيلية اى باتجاه منتصف القرص المضغى ثم يحدث انخفاض صغير بهذه الحفرة الاولية وكذلك يتكون اخدود ضيق داخل الخيط الاولى .
لقد حدد الخيط الابتدائى محورا طوليا هو محور" الرأس-  الذيل"  ، كما حدد السطح الظهرى للمضغة ، وتحته حدد الحبل الظهرى الناحية البطنية او السطح البطنى للمضغة ، صفيحة الحبل الظهرى تكون فى الناحية الرأسية بينما تكون العقدة الابتداية فى الوسط ويتجه الخط الابتدائى الى الناحية الذيلية.
الآن  توجد ثلاث طبقات من الخلايا  اكتودرم ectoderm   او اديم خارجى  وفى وسطه خط ابتدائى على سطحه الظهرى ويشكل قاعا لتجويف الامنيوس ،
 ثم طبقة اندودرم endoderm  او اديم باطنى تشكل سقفا لتجويف المح
وبين الطبقتين طبقة ثالثة هى الميزودرم   mesoderm او الاديم الاوسط وبه خلايا مبعثرة بجانب الخلايا المصفوفة وانفصال هذه الخلايا يكون تجويف السيلوم  coelome وهوجوف عام تنشأالاعضاء الحشوية داخله
. هذه الخلايا المبعثرة تلتصق و تتجمع وتنفصل عن طبقة الخلايا الميزودرمية فى المحور المركزى للمضغة مكونة الحبل الظهرى وبعد نحو يوم آخر فان الخلايا الميزودرمية الاخرى تتجمع و تتلاصق على جانبى الحبل الظهرى و لكنها لا تنفصل كلية عن باقى الخلايا بل تكون تجمعات هى القطع الجسدية على جانبى الحبل الظهرى و يتلو ذلك تكوين الاقواس البلعومية
فى نفس الوقت فان خلايا الاكتودرم تبرز على جانبى الاخدود العصبى مكونة ثنايا تلتحم وتكون انبوبة عصبية وتديجيا يتغيرشكل المضغة من الكمثرى الى مايشبه "الوتد" او المغزل فى اليوم ال  23.
الجهاز العصبى كله"مخ+اعصاب" والجلد والشعر والانف والاذن كلها تنشأ من الاكتودرم.
يتبع
 مع تحياتى
 م نعمان 

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق