السبت، 13 مايو 2017

كون 12

اسباب نشوء العصور الجليدية .
 لم يصل العلماء بعد الى يقين بخصوص العصور الجليدية ولكن يعتقد ان هناك عوامل كثيرة ومتعددة تعمل معا او منفردة او تؤثر فيما بينها بما يؤدى الى ابتداء وانتهاء تلك العصور.
1- تغيرات الغلاف الجوى 
تلاحظ ان زيادة غازات الصوبة الخضراء green house gasses  نتيجة احتراق الوقود الحفرى والنشاط الانسانى يسبب الاحتباس الحرارى و ارتفاع حرارة الارض و ارتفاع معدل ذوبان الجليد.
 هناك ادلة على ان تزايد معدلات غازت الدفيئة يحدث اثناء تراجع الاحزمة الجليدية وان انخفاض هذه الغازات يصاحب بداية العصور الجليدية.
 هناك فرضية بان تغيرات الاشعاع الشمسى مع غازات الدفيئة تدفع بالارض الى الدفء بعد عصر جليدى ، ويذهب بعض العلماء الى القول بأن نشاطات الانسان منذ أن عرف الزراعة قبل حوالى عشرة الاف سنة هى المسؤلة عن غازات الدفيئة الآن ، وان دورات الاشعاع الشمسى قد ادت الى توقف زيادة هذه الغازات ، بل أيدت اجتماعات الاتحاد الجيوفيزيائى الامريكى فى ديسمبر 2008 فكرة أن زراعة الارز فى آسيا على نطاق واسع وازالة الغابات من اوروبا خلال الالف سنة الماضية تسببا فى تغيرات فى المناخ العالمى بانتاج كميات هائلة من غازات الدفيئة ورفعت حرارة المحيطات وبالتالى فقدت المحيطات محتواها وقدرتها على امتصاص تلك الغازات مما عزز الاحتباس الحرارى ومنع ظهور عصر جليدى جديد.
2-تغيرات مواقع القارات
 تلاحظ ان العصور الجليدية كانت تبدأ عندما تأخذ قارات الارض اوضاعا تسبب منع تدفق المياه الدافئة الاستوائية من الوصول الى القطبين فتتكون احزمة وصفائح جليدية(عصر جليدى) تعكس اشعة الشمس ويبرد الهواء و يزداد تأثير الجليد المتكون، ومع ازدياد تكون الجليد تقل عمليات التجوية (التعرية و نحت الصخور) والتى تستنفد ثانى اكسيد الكربون باتحاده مع نواتج التجوية .

ومع انخفاض عمليات التجوية يتزايد تراكم غاز 
ثاني أكسيد الكربون CO2  فى الجو ويبدأ تأثير الدفيئة لانهاء العصر الجليدى 
 ومن امثلةالتغيرات فى مواقع القارات القارة القطبية الجنوبية بوجودها على قمة القطب الجنوبى ، كما ان البحر القطبى ( المحيط الشمالى ) شبه مغلق بأرض تحيط به، وفى اثناء عصر الجليد الثانى"كرة الثلج " كانت القارة الام وقتها وتدعى رودينيا rodinia تغطى معظم خط الاستواء .يعتقد بعض العلماء ان جبال الهيمالايا التى بدأت فى التكون منذ حوالى 700 مليون سنة قد سببت زيادة كبيرة فى هطول الامطار على الارض وبالتالى تغسل وتسحب فى طريقها كميات كبيرة من غاز CO2 ومن المعلوم ان جبال الهيمالايا ترتفع بمعدل نصف سنتيمتر سنويا نتيجةالتحام و تصادم الصفيحةالهندية بالصفيحة الآسيوية، كما ان الصفيحة الهندية تتحرك بمعدل 67 مليمتر سنويا وتاريخ جبال الهيمالايا يتناسب مع الانخفاض فى متوسط حرارة الارض الذى بدأ منذ حوالى 40 مليون سنة فى اواسط عصر الايوسين الجيولوجى Mid-Eocene .
3- التقلبات فى تيارات المحيطات .
 تتأثر تيارات المحيطات بمواقع القارات و مستوى ارتفاع سطح البحر وكذلك درجة الملوحة بجانب عوامل اخرى و لها القدرة على تبريد او تدفئة المناطق المختلفة 
 ان اغلاق منطقة بنما منذ ثلاثة ملايين عام قد منع انتقال الحرارة بين المحيط الاطلنطى وبين المحيط الهادى وربما كان ذلك من اسباب نشوء العصر الجليدى الحالى 

4- ارتفاع هضبة التبت
ادى الارتفاع التدريجى لهضبة التبت الى تجاوزها لخط الثلج وبالتالى تغطت مساحة تقترب من  2.44 مليون كم مربع بالثلوج ، هذه الثلوج تعكس اشعة الشمس الى الفضاء، والتبت شبه استوائية وتحولت من منطقة تدفئة للارض الى منطقة تبريد ادخلت الارض فى العصر الجليدى الحالى
 
5 - التغيرات فى مدار الارض 
هى مجموعة من التغيرات الدورية فى خصائص مدار الارض حول الشمس تسمى 
دورات ميلانكوفيتش milankovitch mechanism ، وكل دورة يكون لها طول زمنى مختلف ،فان التغير فى المسافة بين الارض و الشمس وكذلك التغير فى ميل محور الارض يعيدان توزيع الحرارة التى تستقبلها الارض من الشمس.
تنجح نظرية الميل المدارى فى تفسير الفترات الجليدية التى تستمر 411 الف سنة او مضاعفاتها وخاصة التى حدثت خلال العصر الجليدى البليستوسينى.
6 - تغيرات فى طاقة الشمس

أ-تزيد الطاقة الشمسية بمعدل 7% كل بليون سنة

ب - ظاهرة البقع الشمسية التى تخضع لدورات شبه منتظمة طولها احدى عشر سنة فقط وتتغير فيها معدلات الطاقة المنبعثة من الشمس ، و وجود دورات اخرى فيها حد ادنى للبقع الشمسية تكاد تنعدم فيه هذه البقع ، وقد اقترنت فترة الحد الادنى 
The Maunder Minimum بالشتاء الرهيب بين (1708 - 1709) م فى اوروبا وامريكا الشمالية
تبين وجود 188 دورة من دورات الحد الادنى خلال ال ثمانية الاف سنة الماضية ، وتشير الدراسات الحديثة الى ان الشمس تقضى ربع عمرها فى دورات الحد الادنى هذه وان دوران الشمس نفسها يتباطأ فى فترات الحد الادنى.
يكاد العلماء يقولون ان الشمس مخلوق يستيقظ ثم ينام.
 يتبع م نعمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق