كيف يتأثر لون الجلد بحرارة الشمس؟
يحتوى المليمتر الواحد من جلد الانسان ما بين الف الى الفين من الخلايا مولدة الصبغ
تحدد كمية و كيفية وجود صبغ الميلانين الوان بشرة الجلد و الشعر و قزحية العين والاذن الداخلية ، وهذا الصبغ تنتجه خلايا الجلد من اجل حمايته من التأثيرات الضارة للآشعة فوق البنفسجية القادمة مع حرارة الشمس ويمتص هذا الصبغ تلك الاشعة
يتم تخليق هذا الصبغ بصفة رئيسية من حمض امينى ،هو حمض التيروسين hydroxyphenylalanine
بمساعدة انزيم "اى مادة محفزة" يدعى محلل التيروسين او تيروسيناز ، و احيانا يتم تخليقه مع حمض امينى اخر مثل السيستين ، يتواجد الانزيم هذا فى خلايا خاصة فى طبقة البشرة الجلدية تسمى مولدات الصبغات Melanocytes وهذه الخلايا موحودة ايضا فى العين والاذن الداخلية وسحايا الدماغ" الاغشية السحائية " والعظام والقلب
يتواجد الميلانين فى المخ"الدماغ" وفى الغدة الكظرية يكفل وجود الميلانين فى الجلد الحماية من آشعة الشمس الحارقة والمسببة للسرطانات الجلدية القاتلة ،فهو يحمى انوية الخلايا من الاشعة فوق البنفسجية المؤينة والتى تسبب طفرات فى الحمض النووى، وذلك بامتصاص الآشعة وتحويل اكثر من 99.9% منها الى طاقة حرارية غير مؤذية
يعتقد ايضا ان الميلانين يحمى من العناصر الثقيلة والعوامل المؤكسدة
وتبدأ القصة باحد الاحماض الامينية الاساسية فى تكوين البروتينات فى الانسان وهى 20 حمض امينى لابد من الحصول عليها من الطعام ، وهو حمض الفينيل آلالين
تقوم الانزيمات فى الجسم باضافة مجموعة هيدروكسيل OH الى هذا الحامض محولة اياه الى حمض امينى آخر هو التيروسين
اللحوم بانواعها والاسماك والالبان ومنتجاتها والبقول والبيض وغيرها غنية جدا بكل من التيروسين والفينيل آلالين
التيروسين هذا هو مادة خام اساسية لانتاج العديد من الهرمونات والمواد الاخرى الضرورية للحياة ، ومنها هرمونات الغدة الدرقية وهرمونات الغدة الدرقية كما يدخل فى تفاعلات الفسفرة والكبرتة
وفى المخ يتم انتاج الدوبا والدوبامين منه ويتم انتاج الادرينالين والنورادرينالين فى الغدة الكظرية من هذا الدوبامين ، كما ان التيروسين يدخل فى تركيب العديد من الانزيمات والصبغات " الميلانين"
- Tyrosine → DOPA → dopaquinone
Dopaquinone + cysteine → 5-S-cysteinyldopa → benzothiazine intermediate → pheomelanin
Dopaquinone + cysteine → 2-S-cysteinyldopa → benzothiazine intermediate → pheomelanin
عندما تنتج الخلايا مولدة الصبغ هذا الميلانين على هيئة اجسام صبغية فانه يتحرك وينتقل الى الخلايا الكيراتينية وتحيط هذه الاجسام بنواة الخلية وبذلك تحمى الحمض النووى للخلية وتعطي الخلايا لونها المميز
جلد الانسان ينتج فيتامين د ، التعرض للشمس يحفز تصنيع فيتامين D ،
اصحاب البشرة السوداء ذات المحتوى العالى من الميلامين يشكل الميلانين ستارة تحجب اشعة الشمس تمنع الستارة هذه اشعة الشمس من تصنيع فيتامين د فى المناطق الباردة ولذلك فاصحاب البشرة السوداء معرضين لنقص فيتامين د فى المناطق الباردةفى المناطق الاستوائية تستطيع آشعة الشمس القوية تصنيع هذا الفيتامين رغم وجود الميلانين.
عندما انتقل الانسان من افريقيا الاستوائية الى المناطق المعتدلة و الباردة حدث انخفاض فى الضغط الانتقائى لانتاج الايوميلانين بسبب انخفاض كثافة الاشعاع الشمسى وبالتالى قلت الحاجة الى الميلانينيوجد صبغ الميلانين فى جسم الانسان على هيئة ثلاث صور حيوية:الايوميلانين ويعطى الوانا من البنى الداكن و الاسود الى الرمادى وحتى اللون الاصفر او الاشقر ، وجود كميات صغيرة منه مع غياب الاصباغ الاخرى يعطى لونا رماديا للشعر ،بينما الايوميلانين البنى اذا تواجد بصورة قليلة مع غياب ياقى الاصباغ فانه يعطى اللون الاشقر او الذهبىالفيوميلانين ويعطى اللون الاحمر بدرجاته ويتواجد فى الشفاه اكثروفى حلمات الثدى والاعضاء التناسلية الخارجيةالنيوروميلانين ويوجد فى انسجة المخ
عادة، تتواجد كل صور الميلانين فى خلايا البشرة و تحدد كمياتها لون البشرة و لون الشعر والوان العين تخضع عمليات تخليق الميلانين للانزيمات المختلفة ،الانزيم هو نوع من البروتين،يتم تصنيعه طبقا لتعليمات من الجينات المسؤلة عن تخليقها ،والانزيم يحفز تفاعلات انتاج او فك المركبات الكيمائيةالجينات المسؤلة عن انتاج الميلانين كثيرة ومن اهمها الجين SLC24A5 الموجود على الذراع الطويلة للكروموسوم 15 فى الموضع 21 وكذلك الجين OCA2 وجينات اخرى عديدةأدت طفرات وراثية متتالية الى ظهور اشكال جديدة من نفس الجينات نتج عنها اشكال مختلفة من البروتينات "الانزيمات" المسؤلة عن انتاج الميلانين ، وبعض هذه الشكال الجينية قد تكون فاقدة للقدرة على انتاج الميلانين او ضعيفة التأثيرالغياب الكامل للميلانين فى الجسم يؤدى الى "بياض" لون الجلد تماما ويدعى ذلك بال "مهق" و يقال رجل أمهق Albino
والمهق صفة وراثية متنحية ، وهو انواع عديدة والنوع الاكثر حدوثا هو oculocutaneous عندما يصيب البياض الجلد والعين ، وهو اكثر شيوعا فى الافراد ذوى الاصول السمراء
يحدث المهق بنسبة واحد الى اثنين فى الالف فى بعض الامم الافريقية وخاصة جنوب الصحراء الكبرى وفى بعضها الآخر بين 5 الى 10 فى كل عشرة الآف نسمة
المتوسط العام لحدوث المهق عالميا 17 فى كل عشرة الاف نسمة بينما فى الشعوب البيضاء يحدث بنسبة حالة واحدة كل 36 الف حالةتتعدد نظريات تفسير ظهور الاعراق الانسانية ، و تفترض احداها حدوث تطفر فجائى فى احدى الاسر الافريقية نتج عنه اطفال بيض تماما، و ادى ذلك الى انعزال الاسرة ثم نجاحها فى شق الطريق الى خارج افريقيا – بالفعل هناك اسر امريكية و برازيلية--- سوداء الابوين --- واطفالهم بيض تماما و ادلة الحمض النووى تؤكد العلاقة الابوية .نظرية اخرى تفترض حدوث الطفرة فى جينات الميلانين كنوع من التكيف امام انخفاض شدة سطوع الشمس بعدما وصل الانسان الى المناطق الباردة ، ولكنهم على يقين بان طفرات الوان البشرة و العين قد ظهرت قبل اقل من عشرة آلاف سنة.ويعتقد ان اللون الابيض لم يصل الى اوربا الا قبل نحو 6000 سنة ق م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق