الحيــــــــــــــــــــــــــاة
الحياة هى مجموعة من العمليات process او الوظائف التى يؤديها جسم مادى نطلق عليه مخلوق حى creature ويطلق عليه آخرون كائن حى او organism ، هذه الوظائف تميز هذا المخلوق عن غيره من الموجودات "الجماد " التى لم تمتلك هذه الوظائف منذ خلقت هذه الجمادات او كانت تملكها ثم فقدتها فاصبحت جمادا –اى انها اصبحت ميتة
تشمل هذه الوظائف او العمليات القدرة على التضاعف او التكاثر reproduction و القدرة على الآيض اى القدرة على تحويل المواد الخام المحيطة بالمخلوق الى جزء منه وكذلك القدرة على اخراج او التخلص من نفايات عملية الايض وكذلك استخدام الطاقة المتولدة من عملية الايض فى اداء وظائف جديدة مثل النمو و الحركة الاستجابة للمؤثرات حوله والقدرة على نقل صفاته الى نسله وايضا قيا م حالة من التوازن الداخلى homestasis فى ذلك المخلوق وغير ذلك.
"الآيض يطلق عليه احيانا التمثيل الغذائى او الميتابوليزم metabolism"
اعتقد ان ذلك التعريف للحياة قد يتسع ويشمل كل ما هو فى الكون من موجودات بما فى ذلك المجرات والنجوم والكواكب ومنها الارض.
اى ان الارض نفسها هى مخلوق حى كبير وهى موجودة و كل موجود له بداية وبالتالى له نهاية.
وبين البداية و النهاية تكون هناك دورة حياة تعود فيها مكونات الموجودات الى اصولها حيث يوجد "التوازن"، و نحن كمخلوقات حية نستطيع ان ندرك مظاهر الحياة حولنا، ونراها فى دورات الحياة و الموت، ولكننا لا نستطيع ابدا ادراك الحياة نفسها، لأننا ببساطة داخل هذه الحياة اى اننا جزء من كل ، والكل يدرك الجزء والعكس غير صحيح.
تخيل انك راكب فى قطار متحرك ،انت فى داخله ،ترى جزءا من داخله، ولكنك لا تراه من الخارج ، معه تتحرك ،ولكن لا تدرك الحركة الا عبر النظر من نافذة القطار
قد تكون فى محطة قطارات كبيرة تستطيع ان تحيط بعض الاحاطة بقطارات تمر فيها و تقابلك لانك خارج هذه القطارات ولكن القطار الذى انت فيه لا تستطيع ابدا ادراكه اى الاحاطة به
تستطيع الاحاطة بالقطار عندما تخرج منه فقط.
اى ان قطار الحياة لن ندركه الا بالموت اى عندما تموت
نسبوا الى الامام على كرم الله وجهه القول "الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا "
ما يقابل معناه من الحديث الصحيح...عن ابن عمر رضي الله عنهما :قال صلى الله عليه و سلم" إن احدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة و العشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن أهل النار".....متفق عليه
باختصار شديد كى تدرك معنى الحياة فلابد من الخروج منها اى لابد من الموت اولا .ولكن كما يقول شاعرنا احمد رامى فى ترجمته لرباعيات الخيام
( وليس ممن فاتنا عائد ...... اسأله عن حالة الراحلين )
الموت "كلمة "ربما كانت فى تعريفها اسهل من تعريف الحياة ، الموت هو توقف "مظاهر او وظائف الحياة" ثم تحلل المخلوق بعد توقفها وعودة مكوناته الى الارض كنظام بيئى منضبط ولكن تأتى الصعوبة فى فهم الموت كمخلوق هو الآخر مثل الحياة تماما بل مخلوق قبلها
فهل الموت والحياة صورتان من صور الطاقة احداهما تبنى و الاخرى تهدم كى يبقى الوجود فى توازن؟؟؟؟
والتوازن يحكمه قانون بقاء "المادة" فهى لا تفنى ولا تستحدث، والطاقة صورة من صور المادة اى يحكمها ايضا قانون البقاء وهو يعنى توازن الوجود ككل منذ خلقه الله
تغنت كوكب الشرق ام كلثوم من نظم احمد رامى فى ترجمته لرباعيات الخيام:
لبست ثوب العيش لم استشر وحرت فيه بين شتى الفكر.
وسوف انضو الثوب عنى ولم ادرى لماذا جئت؟ اين المفر؟
لقد فهمت هذه الكلمات على انها تقول ان الانسان هو "روح" ترتدى زيا اى ثوبا هو الجسد ، وان هذا الجسد مثل الثياب ، تبلى فيبلى ، ويصيبه القدم اى" الشيخوخة"، او تصيبه "العته" اى المرض ، او يتمزق بفعل فاعل"حادث".
هل الارواح خالدة ؟ والاجساد فانية ؟ فناء الاجساد حق لامراء فيه، بينما الارواح علمها عند ربى فى كتاب مكنون ، الارواح تخلع الثوب البالى تنضوه ثم تذهب الى خالقها .
بسم الله الرحمن الرحيم " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) صدق الله العظيم الاسراء
هل افكارنا هى ارواحنا ؟ هل "الحياة " هى تعبير عن ارتداء الارواح للاجساد؟ او اتخاذ الارواح من اجسادنا بيتا وسكنا ؟
هل العمليات الحيوية المرتبطة بالحياة هى مظهر من سلوك الارواح للحفاظ على سلامة الثوب او الجسد ؟ لماذا ؟ لا ادرى ؟؟
يتبع
مع تحياتى
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق