لم يكن الانسان وحده من تعرض للانقراض اثر التدهور البيئى المصاحب لتوبا بل ايضا الشمبانزى والغوريلا والقرودالريسسيية rhesus macaques و الاورانج اوتان و فهد البنغال cheetahs والنمور ودب الباندا وكذلك العديد من النباتات المختلفة .
لوحظت ظاهرة الاختناق السكانى فى العصور الحديثة فمثلا ادى الصيد الجائر الى تناقص اعداد ثيران البيسون الاوربى من نحو 60 مليون حيوان عام 1492 م الى 12 ثورا فقط فى القرن ال 19 م ، ومن هذه الاثنى عشرة ثورا ارتفع العدد الى 750 ثورا عام 1890 م ثم الى 360 الف ثور عام 2000م .ايضا كان عدد افيال البحر الشمالى (الفقمة الشمالية) 30 فيل عام 1890 م ارتفع الى عدة مئات الالوف الان ، وكذلك "فأر الهامستر الذهبى السورى" كان من المعتقد انه انقرض ولكن عثر عام 1930 م على زوج منها تعود اليه كل القطعان الموجودة فى العالم الان
لم يتأثر انسان النيادرتال فى اوروبا كثيرا بالاختناق السكانى الذى اعقب ثوران توبا .
عندما تعافى الانسان العاقل فى شرق افريقيا من آثار الاختناق السكانى ،حدثت زيادة فى اعداد البشر فى افريقيا وظهرت الاعراق البشرية ربما قبل نحو50 الف سنة ، عندما خرجت مجموعات بشرية الى شمال افريقيا عبر الجسر السيناوى – و ربما عبر باب المندب كما يرى عدد من الباحثين - ثم الى اوراسيا ، وبدأ الانسان العاقل فى احتلال الاراضى تدريجيا ويمكن ان يكون قد ازاح النيادرتال الى غرب اوروبا تدريجيا امام تقدمه ،وقبل نحو28 الف الى 22 الف سنة انقرض الانسان النيادرتال تماما
يجب ان يكون معلوما ان هذا الاختناق السكانى لم يكن الاول فى تاريخ الجنس البشرى فمن المؤكد حدوثه عدة مرات قبل ذلك وربما كان حدوثه و ما يتبعه من تغيرات جينية هو المسؤل عن ظهور الانواع والاجناس شبه البشرية التى تزخر متاحف العالم بحفرياتها المختلفة.
كما ان تاريخ الارض نفسها حافل بالكوارث البيئية التى سببت الاختناق السكانى لكافة المخلوقات الحية وكان استمرار هذه الاختناقات وراء حوادث الانقراض الكبرى فى التاريخ الحيوى للارض
نظريات الاصل الافريقى للانسان العاقل الحديث recent
African origin of homosapiens
الادلة الحفرية والادلة الجينية تقود الى ظهور الانسان العاقل الحديث من انسان عاقل قديم فى افريقيا فقط قبل نحو 150الف سنة الى قبل نحو 200 الف سنة.
طبقا للادلة من الادوات الحجرية المعثور عليها فى دولة الامارات العربية بجزيرة العرب ، فربما خرجت مجموعة من هذا العاقل الحديث قبل نحو 125 الف سنة من افريقيا الى جزيرة العرب عبر باب المندب.
ولكن الهجرة الناجحة للخروج من افريقيا حدثت قبل نحو 60 الف سنة وهى ناجحة لان كل البشر فى العالم ينحدرون منها
تدعم الادلة الجينية و الاثارية واللغوية نموذجا لانتشار الانسان الى جنوب افريقيا ايضا ، و ترى نظرية الاصل الواحد عدم حدوث تهجين بين" العاقل " وبين غيره من الاجناس .
وفى مقابل نظرية الاصل الافريقى الواحد للانسان العاقل الحديث ، توجد نظرية اخرى يرى اصحابها -العنصريين – ان العاقل الحديث هو هجين من منتصب او نيادرتال مع عاقل قديم . وعموما فسواء كان العاقل الحديث هجينا ام افريقيا اصيلا فان هجرة العاقل الحديث قد انهت وجود الانسان المنتصب فى العالم القديم قبل نحو 50 الف سنة وانهت وجود النيادرتال قبل نحو28 الى22 الف سنة
يعتقد ان الانسان العاقل الحديث قد وصل الى جنوب اسيا و الهند قبل نحو 50 الف سنة ، الى استراليا قبل نحو 40 الف سنة والى اوروبا قبل نحو40 او 45 الف سنة ، و شرق اسيا " اليابان و كوريا" قبل نحو 38 الف سنة ، اما شمال امريكا فقد تأخر وصول الانسان اليها حتى قبل نحو 14 الف سنة فقط
يوجد فى فلسطين المحتلة فى جبل الكرمل - بالجليل كهف يدعى كهف قفزة qafzeh وعثر به على حفريات تصنف كحفريات انسان عاقل قديم ، من الهجرة الافريقيىة الاولى التى جرت قبل نحو 125 الف سنة ،و قدر عمر الحفرية بنحو 100الف سنة الى نحو 80 الف سنة ، و فى كهف كيبارا عثر على حفريات لانسان نيادرتال قدر عمرها بين 48 الف سنة الى61 الف سنة ، لذلك فمن المحتمل ان ظروف المناخ البارد الجليدى اجبرت النيادرتال على النزول من اوربا الى الشرق الاوسط وان الانسان العاقل القديم قد عاد ثانية الى افريقيا او تعرض للانقراض ، فجميع الحفريات المعثور عليها للعاقل الحديث تعود الى ازمنة حديثة، واقدم هذه الحفريات هى حفرية مونجمانmungoman الاسترالية وعمرها نحو 42 الف سنة، وحفريات صينية عمرها 38الف الى 42 الف سنة و حفريات منتوجاوامان minatoguwa man اليابانية عمرها نحو19 الف سنة او17 الف سنة .اما
حفرية الكروماجنوم cro-magnom الفرنسية فقدرعمرها بنحو 35 الف عام ويمكن ربطها برسوم
كهف لاسو و والثقافة الاوريجناسية
وعموما فان الاثاريون لا يفضلون استخدام لفظ كروماجنوم ويفضلون "الانسان الاوروبى الحديث المبكر EEMH " او European Early Modern Humans للدلالة على اى حفريات للانسان الحديث فى اوروبا مثل حفرية grotta del cavallo الايطالية وعمرها نحو 45 الف عام وهى الاقدم فى اوروبا
اما حفرية red lady of paviland فهى لهيكل عظمى له دفن شعائرى تم دفنه منذ نحو 33 الف عام
لابد من ذكر ان الانسان العاقل الحديث فى هجرته من افريقيا ، لم تشمل الهجرة كل البشرفى افريقيا ، فقط عصابة صغيرة من نحو الف فرد او اقل ، وربما أخذت طريقها عبر باب المندب الى غرب اسيا وربما كانت سيناء هى الممرالى الشام (بوابة اوراسيا) وربما كان ذلك قبل 90 او 60 الف سنة
وعموما فان الاثاريون لا يفضلون استخدام لفظ كروماجنوم ويفضلون "الانسان الاوروبى الحديث المبكر EEMH " او European Early Modern Humans للدلالة على اى حفريات للانسان الحديث فى اوروبا مثل حفرية grotta del cavallo الايطالية وعمرها نحو 45 الف عام وهى الاقدم فى اوروبا
اما حفرية red lady of paviland فهى لهيكل عظمى له دفن شعائرى تم دفنه منذ نحو 33 الف عام
لابد من ذكر ان الانسان العاقل الحديث فى هجرته من افريقيا ، لم تشمل الهجرة كل البشرفى افريقيا ، فقط عصابة صغيرة من نحو الف فرد او اقل ، وربما أخذت طريقها عبر باب المندب الى غرب اسيا وربما كانت سيناء هى الممرالى الشام (بوابة اوراسيا) وربما كان ذلك قبل 90 او 60 الف سنة
تعاصر وتجاور العاقل الحديث مع النياندرتال فى الشام وسيناء واوروباقبل
نحو 40 الف سنة
حدث ثوران بركانى
هائل غربى مدينة
نابولى الايطالية، وادى
ذلك الى تكوين
حقول فليجرى campi flegrei الشهيرة هناك ، وهى عبارة عن 24 فوهة بركانية ، وقد تكرر الثوران بعد عدة الاف من السنين، ورغم ان ثورة البراكين لم تكن فى مثل ثورة " توبا"
، الا انه من المؤكد حدوث تغيرات مناخية و بيئية أدت فى النهاية الى انقراض النيادرتال والذى تقهقر تدريجيا باتجاه الغرب وشهدت الاراضى الاسبانية انقراضه النهائى قبل نحو 28الف سنة الى22 الف سنة هل حدث صراع دموى بينهما ؟،
لا احد يدرى
لم ينقرض الانسان
العاقل الحديث لا من
اوروبا ولا من
الشام او اسيا
رغم مجاورته للنيادرتال
الاف السنين و
اثبت العلماء اخيرا
جدا عدم حدوث
تهجين بين العاقل
وبين النياندرتال ، كان هناك
من العلماء من
افترض حدوث التهجين بين العاقل وغيره باعتبار ان هناك
ما بين واحد
الى اربعة فى
المائة من جينات
العاقل ترجع الى
اصول النيادرتال ، ومع عدم
وجود اشتراك فى
الحمض النووى الميتوكوندورى الاموى mitochondrial DNA
بين الجنسين فقد افترض هـؤلاء ان هجين ذكر النيادرتال مع انثى عاقلة ينتج ذرية متناسلة، بينما تزاوج انثى نيادرتالية مع ذكر عاقل ادى الى ذرية عقيمة - اذا كان هذا التهجين حدث بالفعل، واخيرا اثبت العلماء ان الجينات النياندرتالية فى الانسان العاقل مصدرها الاصل المشترك لكل منهما .
وهكذا فمن قبل نحو 30 الف عام انفرد الانسان العاقل الحديث كجنس بشرى وحيد على الارض ، كان قد سبق وانفرد بافريقيا والان مع انقراض النياندرتال فقد انفرد باوروبا وخرج فريق منه من افريقيا نفسها وانتشر فى شمالى افريقيا وغربى آسيا واوروبا .
يجب ملاحظة ان كلمة الاجناس البشرية ليس لها مفهوم او معنى جيني او بيولوجى مطلقا و لكنها قد تحمل معنى سياسى او ثقافى.
كان الانسان الاول العاقل الحديث اسود لون البشرة ، فمتى ظهرت الاعراق الجنسية المشهورة ؟ البيض والصفرو الحمر الخ... ، وهنا اجد نفسى مضطرا الى التعرض لنشأة الاعراق البشرية ، ويعنى ذلك ببساطة التطرق الى علم الوراثة ، وقبل الدخول فى متاهاتها فانا عندى او املك الايمان الكامل بانه "
بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً صدق الله العظيم
.من الآية 1 سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً صدق الله العظيم
.من الآية 1 سورة النساء
ولاننا من نفس واحدة –حقيقة – فان علماء الدنيا كلها يجمعون على ان جميع البشر الموجودين على ظهر الارض هم متماثلين تقريبا فى الاساس ، وهناك اختلافات بين الافراد ولكن ليست هناك اختلافات فى مجموع السكان فى اى مكان
ينكر علماء الوراثة البشرية الان مصداقية تعبيرات مثل "الاجناس البشرية"، او" الاجناس العرقية"
ولكنهم يؤكدون على "جنس بشرى واحد " و سلالات مختلفة .
وتقسيم او تصنيف البشر الى اجناس طبقا لالوان بشرة الجلد هو تصنيف جاءت به التوراة البابلية - التى كتبها يهود بابل فى القرن السادس قبل الميلاد ،وصنفوا فيها البشر الى اجناس منسوبة الى ابناء سيدنا نوح ، فكان البشر عندهم جنس سامى ابيض " ابناء سام " و "جنس حامى اسود " ابناء حام" وجنس اصفر من " بنى يافث "، وحكمت تلك الرواية الفكر الاوربى و سيطرت عليه باعتبارها تقدم له المبرر لحركة استعمار شعوب الارض بحجة التفوق العنصرى للبيض
وفى مقابل الرؤية التوراتية فان المفكر المسلم ابن خلدون فى كتابه ( المقدمة) عام 799 هـ - 1397 م ذكر ان لون البشرة الاسود يتسبب من التعرض للشمس ، ورفض قصة اللعنة التى حلت بكنعان بن حام بن نوح
أدى الانفجار المعرفى
والمعلوماتى والعلمى الذى
حدث فى النصف
الثانى من القرن
العشرين الى تغيير
كامل فى المفاهيم
، و
ايقن العلماء سواء
فى الشرق او
الغرب بأن ( البشر جميعا
هم جنس واحد
انحدر من انسان
واحد افريقى اسود
،" ظهر" او
خلق قبل نحو
مائة الف الى
نحوستين الف عام
فى شرق افريقيا
ومنها انتشر الى
العالم القديم وان
التغيرات فى لون
البشرة جاءت تكيفا
مع درجات الحرارة ).
يتبع مع تحياتى
م نعمان
يتبع مع تحياتى
م نعمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق