الأربعاء، 31 مايو 2017

كون 41


   نعود للمناخ ونقول انه فى الفترة قبل 25 الف سنة الى 19 الف سنة ،قامت احزمة الجليد والانهار الثلجية باِجبار البشر فى شمال اوروبا على التحرك الى مناطق البلقان و شبه جزيرة ايبيريا- اسبانيا – ومنها الى الشمال الافريقى فلم يكن هناك مضيق جبل طارق وادى هذا النزوح الى اعادة امتزاج الدماء الاوروبية بالدماء الافريقية الاصيلة 
وعندما يعود الدفء تحدث الهجرة العكسية ويرحل البشر الخليط من شمال افريقيا الى اوروبا غربا والى اسيا شرقا وتعود الدماء الى الاختلاط 
فى اواخر عصر الجليد كانت اغلب الجماعات البشرية موجودة فى منطقة الهلال الخصيب الذى يشمل الرافدين والشام كله وامتداده الحقيقى هو الهضبة الايرانية والاناضول والجزيرة العربية و وادى النيل 
هذه المنطقة ذات التضاريس المتباينة  جبال وهضاب وسهول ومنخفضات واودية انهار وصحارى  
جبال الحجاز هى المكملة لجبال البحر الاحمر الافريقية ، والاخدود الافريقى العظيم  يمتد حتى اقدام جبال الاناضول 
جبال الشام كلها امتداد طبيعى لجبال البحر الاحمر 
منخفضات البحر الميت وغور الاردن تشكل ذكرى الاخدود الافريقى 
ان مصر الافريقية وكذلك الجزيرة العربية هما جزآن متممان للهلال الخصيب ومحاولة تصوير تاريخ العالم واختزاله فى الهلال الخصيب بمعزل عن مصر او جزيرة العرب هو تزييف سياسى لاهوتى للجغرافيا الحقيقية 
فى تلك المناطق الشاسعة،عاشت جماعات البشر الرّحالة وراء الثمار والنبات وحيوانات الصيد ، كان الشتاء مطيرا باردا والصيف جافا حارا ، تنوع الغطاء النباتى بين بذور و اعشاب فى الربيع والفاكهة حتى الخريف وكان الغزال او الوعل هو حيوان الصيد المفضل مع حيوانات اخرى 
و نحو 13 الف سنة ق م ومع الدفء العالمى الكبير تلاشت الرياح الشمالية الشرقية الجافة ودخل هواء رطب من المحيط الاطلنطى محملا بامطار غزيرة فشهدت المنطقة فى شمالها ووسطها نموا فائقا لغابات البلوط Oak  والفستق والارز وازدهرت العيون والينابيع الارضية وتمثل ذلك فى ثقافة" كيبيران " فى جبل الكرمل فى فلسطين وتميزت بنصال سهام حجرية دقيقة ومكاشط  حجرية  
كانت جماعات الصيادين تتجول بين النيل و الفرات وبين جزيرة العرب والاناضول  تخرج للصيد صيفا وتأوى الى المنخفضات الدافئة او الكهوف شتاء 
تم العثور على ادوات جرش وطحن الحبوب والتى اعتمد عليها الانسان كثيرا قبل نحو11 الف عام ، وكانت الحبوب والبذور و الثمار البرية وفيرة 
واقامت الجماعات البشرية فى الكهوف وقرب كهف شقبةshakba    غربى نهر الاردن فى وادى النطوف ظهرت مناجل حجرية لحصاد الاعشاب والعديد من ادوات الدق والجرش والطحن واطلق العلماء على تلك الفترة بين 12000  ق م -  10200 ق م الثقافة الناتوفية Natufian culture
نظرية المضخة الصحراوية Sahara pump theory
لقد رأينا من قبل كيف كانت احزمة الجليد تدفع امامها الغطاء النباتى والحيوانى بما فيه  حتى من البشر باتجاه الجنوب الدافئ ، ولكن كيف يتم تفسير التبادل الحيوى "نبات – حيوان" بين اسيا واوروبا من ناحية وبين افريقيا عبر الشام وسيناء من ناحية اخرى ؟
بية او تتحرك غربا على ساحل الاطلسى الى غرب افريقيا
يؤدى ذلك الى حدوث ظاهرة الانعزال الجينى  للانواع الحية فى مناطق مختلفة مناخيا ويؤدى تكيف هذه الانواع الى ظهور انواع جديدة منها 
الامثلة على ذلك:
هجرة قطعان الماعز الجبلى Great Antelop or Caprinae   الى افريقيا فى موجة حدثت قبل حوالى 3.2مليون سنة ، و موجة اخرى قبل بين 2.5 – 2.7 مليون سنة ، كلاب الراكون Nyctereutes قبل 2.5 مليون سنة والخيول" الخيول الحمير الزبرا " قبل 2.3 مليون سنة ، كما تحركت البقريات الاسيوية الى اوروبا وافريقيا ، هاجرت الماعز الافريقية من جنس Hippotragus  الى الهند قبل نحو 2.6 مليون سنة  
ومن الرئيسيات وجد ال Theropithecus  بينما كان جنسى المكاك والهومو منتشران فى كل مكان 
نهر النيل القديم توقف تماما قبل 1.8 - 0.8 ) )مليون سنة  بسبب ارتفاع ارضى للصفيحة النوبية Nubian  Swell  والإنتفاخ النوبي يفصل نهر النيل السفلي من مصر من حوض السودان. وهو نشط جيولوجيا
وقبل 122 -133 الف سنة بدأت فترة مطرية غزيرة تسمى فترة " العباسية "Abbassia Pluvial  واستمرت حتى قبل نحو (90 الى ( 80 الف سنة و شملت الجزيرة العربية والصحراء الكبرى ، واتاحت الارتحال الحيوى بين القارات الثلاث  
تم العثور على الادلة على ذلك من الغابات المتحجرة بالعباسية المصرية وتكوينات كهوف الحولة والنقب وقفزة بفلسطين وبلغ معدل المطر السنوى بين 100 ملى الى  200 ملى 
وقبل 140 الف سنة كانت جبال البحر الاحمر شديدة الجفاف  ثم جاءت عليها فترة رطبة انتهت قبل نحو115 الف سنة 
قبل نحو 87- 90 ) ) الف سنة اصابت الامطار جبال البحر الاحمر ولكن بمعدل عشر امطار العباسية  اى امطار متوسطة 
قبل نحو 60الف الى 30 الف سنة اصاب الجفاف اجزاء عديدة فى افريقيا 
مثال آخر للمضخة الصحراوية  
حدث هذا بعد اخر فترة اقصى جليد  Last Glacial Maximum كانت الصحراء اكثر اتساعا مما هى عليه الآن ، وتقلصت الغابات الاستوائية الى حد كبير ، وذلك لان انخفاض درجة الحرارة يقلل من القدرة على رفع الهواء الاستوائى وبالتالى يقل تأثير دورةهادلى Hadley cell  فى المنطقة بين المدارات Inter Tropical Convergene Zone   ويجعل الهواء يذهب الى خط الاستواء محملا بالمطر بينما يذهب الهواء الجاف شمال خط عرض 20◦ ويجلب اليها ظروفا صحراوية 
 ووقبل نحو 12500 سنة ق م ظهرت فجأة ظروف مطيرة فى الصحراء الكبرى بسبب دورات dansgaard oeschger oscillations  حيث يحدث  ارتفاع مفاجئ فى درجات الحرارة يعقبه تبريد بطئ يؤدى الى سقوط الامطار شمال خط 20◦ ويحول الصحراء الى سافانا خضراء غنية 
كانت ذروة هذه الفترة المطيرة نحو 4000 ق م ، عدا فترة جفاف صغيرة هى فترة درياس الصغرى وتزامن حدوث الفترة المطيرة مع ذروة ارتفاع الحرارة فى عصر الهولوسين حيث كان معدل الحرارة اكثر بدرجتين او ثلاث درجات عن الان 
تحليل رواسب تلك الفترة فى الدلتا المصرية يشير الى نسبة عالية من رواسب النيل الازرق بما يعنى سقوط امطار غزيرة على المرتفعات الاثيوبية وكانت الرياح الموسمية هى المؤثرة على مناخ الهند والجزيرة العربية والصحراء الافريقية 
كانت بحيرة فيكتوريا قد جفت تماما قبل نحو 15000 سنة ولم تصبح مصدرا للنيل الابيض الا منذ فترة بسيطة 
المنطقة بين المدارية التى جلبت بامتدادها و تحركها الىالشمال الامطار قبل نحو 12500 سنة و لكن تحت تأثير هنريش Heinich effect اى التبريد المفاجئ الذى يعقبه دفء تدريجى وهو عكس تأثير D –O  المرتبط بتأثيرات ظاهرة النينو الجنوبى حيث يحدث جفاف سريع لمنطقة الصحراء العربية والصحراء الكبرى  تسبب فى فترة جافة بين قبل نحو 2700 –سنة ق م الى نحو 2100 سنة  ق م وهى فترة مناظرة من انخفاض النيل المصرى
النينو El Nino  ظاهرة مناخية تحدث دوريا كل 5 او 6 سنوات تقريبا وتندفع فيها المياة الحارة من المناطق الاستوائية بالمحيط  الهادى الى الغرب فيسبب ذلك تغيرات مناخية كارثية حيث تحدث فيضانات و عواصف مدمرة فى سواحل امريكا الجنوبية وجفاف شديد فى المنطقة حول اندونيسيا وجزرها كما تتجمد بصورة فجائية بعض مناطق المحيط الهادى 
تم استخدام نظرية المضخة الصحراوية لتفسير :
هجرة الانسان المنتصب homo erectus  الى شرق وجنوب شرق اسيا 
هجرة انسان هايدلبرج homo heidelbergensis الى الشرق الاوسط و اوروبا 
هجرة الانسان العاقل من افريقيا 
انتشار اللغات الافرواسيوية ( مثل المصريةالقديمة والبربرية الى شمال افريقيا ) واللغات السامية الى الجزيرة العربية والشرق الاوسط
يعود الشكل الحالى للصحراء الكبرى الى تأثير دورة بوند او 5.9 kilo year event  التى حدثت نحو  3900 ق م وسببت هجرة البشر من اواسط الشمال الافريقى  ومن الجزيرة العربية الى وديان الانهار الدائمة مثل النيل والفرات  وهى التى انهت تماما العصر المطير فى الصحراء الكبرى ولم تتعافى الصحراء من هذا الجفاف حتى الآن 
يمكن القول بان هذه الظاهرة تتزامن مع بدايات الحضارة الانسانية فى مصر  وفى سومر العراق 
يعتقد بحدوث موجات من العنف المرتبط بالجفاف وادى الصراع الى تكوين الاسر الملكية  
المحيط الهادى مخزن حرارى مائى مسؤل عن نظام الرياح العالمية وبالتالى التغيرات المناخية  
اما دورات بوند المناخية فتنشأ فى شمال المحيط الاطلنطى تمتد تأثيراتها الى الصحراء الكبرى و تتوائم مع الرياح الموسمية الاسيوية خلال عصر الهولوسين وتتوائم مع دورات التصحر فى الشرق الاوسط خلال ال 35000 سنة الاخيرة واسبابها تحت الدراسة وقد تكون لها علاقة بدورات البقع الشمسية
 the 1800 year lunar tidal cycle  وكذلك تتوائم مع دورات D-O ودورات هنريش المناخية 
لماذا اسهبت فى تفاصيل دقيقة عن المناخ فى عصر البليستوسين وعصر الهولوسين؟
لقد خُلقت الاجناس شبه البشرية فى بداية و منتصف عصر البليستوسين الجليدى ، وشهدت اُخريات هذا العصر خلق الانسان فى افريقيا قبل نحو 150 الف سنة الى قبل نحو 200 الف سنة  وانتشر فيها 
ومنذ نحو 50 او 60 الف سنة بدأ الانسان انتشاره الى قارات الارض
 كان زحف الجليد ثم تراجعه فى دورات ، ودورات المطر والجفاف فى الحزام الوسطى للارض ( اى المنطقة العروضية ) اى بين الاطلسى والهضبة الايرانية ، والمطر والجليد والجفاف هى المناخ اى ان المناخ هو صاحب الدور الاساسى فى تحديد المناطق الصالحة للانسان وانتشاره، ولان تلك المناطق كانت فى المنطقة شبه المدارية فقد وفرت وديان الانهار البيئةالصالحة لحياة الانسان فى ازمنة الجفاف الجليدى 
اى ان هذا الحزام الوسطى كان بوتقة تخرج منها الجماعات الانسانية ثم تعود اليها 
وعندما تخرج ويحدث لها الانعزال الجينى فى اطراف المعمورة فان تغيرات المناخ تجبرها على العودة ثانية الى الحزام الوسطى ويتجدد الخلط الجينى 
مناخ البليستوسين الجليدى عندما انتهت اخر دوراته الجليدية والبين جليدية فقد انتهت معه اخر العصور الحجرية القديمة 
تزامنت بداية العصر الحجرى الحديث مع بداية عصر الهولوسين وبدأت الجماعات البشرية اولى مراحل التقدم الحضارى فى تاريخ الانسانية 
اجبرت التغيرات المناخية الانسان على التجمع حول المصادر الدائمة للمياه ( وديان انهار عيون ينابيع.. الخ )
ادى هذا التجمع الى حدوث ثورة صناعية كبرى فى تاريخ الانسانية وهى ثورة تدجين الغذاء اى صناعة غذائه  والتخلص من حياة الصيد والجمع والالتقاط  اى زراعة النبات وتدجين الحيوان 
كان استئناس النبات والحيوان بداية سيطرة الانسان وسيادته على الارض بكل مواردها الطبيعية التى استطاع اكتشاف طرق استغلالها وترويضها لكفالة حقه فى الحياة 
يقول العلماء ان الانسان فى نهاية عصر الجليد كان قد مارس الهندسة الوراثية عندما استطاع تهجين الاعشاب ذات البذور الصغيرة جدا وانتج منها  الانواع الاولى من القمح والشعير والارز والحبوب اى محاصيل الحبوب وهى الغذاء الرئيسى للبشر ، كما انه مارس تهجين انواعا مختلفة من الذئاب وانتهت تجاربه بظهور الكلب  اول اصدقاء الانسان فى عالم جديد 


يتبع مع تحياتى
م نعمان 

الثلاثاء، 30 مايو 2017

كون 40 عصر الهولوسين


ظاهرة النينو 
تحدث هذه الظاهرة عندما تتجمع كميات من الماء الساخن فى كتل كبيرة فى المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادى وتسبب انعكاسا للرياح الشمالية الشرقية " التجارية " فتحمل هذه الرياح امطارا الى سواحل غرب امريكا الجنوبية وينعكس المناخ فى صحارى جبال الانديز وتنهمر امطار غزيرة وفى يوم واحد قد تسقط كميات من المطر تعادل ما يسقط فى عام كامل فى تلك المنطقة وبالتالى تحدث عواصف وفيضانات مدمرة تخرب سواحل امريكا الجنوبية وتدمر الجسور والكبارى والمنازل والطرق وتقتل آلاف السكان 
فى نفس الوقت يصيب الجفاف جنوب شرقى اسيا واندونيسيا  وبورنيو وتتاثر الغابات الاستوائية بالجفاف وكل السكان يتأثرون ايضا بالجفاف حيث تتضر المحاصيل الزراعية 
يعتقد العلماء ان الجفاف المصاحب لظاهرة النينو قد امتد الى شرق افريقيا وكان السبب الماشر لانهيار الدولة القديمة فى مصر بين نحو 2180 الى2000 ق م 
قبل نحو 19 – 22 الف سنة ق م  بلغ الجليد حده الاقصى وانخفض سطح البحر الى ادنى مستوى وتحول مضيق بيرنج الى ممر ارضى ثم هدأت الدورة المناخية لتعود من جديد قبل نحو 17 - 13 الف سنة ق م ، وانتقلت مجموعات بشرية من سيبريا الاسيوية الى آلآسكا الامريكية عبر برزخ بيرنج  فقد حوله الجليد الى ممر  ارضى 
انتهى عصر الجليد فى جزر اليابان قبل نحو 13 الف سنة ق م 
العصور الجليدية الباردةتتحول فيها الغابات الاستوائية الى اراضى شجرية والاراضى الشجرية تتحول الى اراضى عشبية اما الاراضى العشبية فتتحول الى صحراء اى تتصحر 
ثم عاد الجليد الى الذوبان وتبعه ارتفاع سطح البحر ، ثم ارتفعت الحرارة قليلا فذابت الانهارالجليدية  ، وبين نحو 12670 ق م الى 12000 ق م دخلت الارض فى دورة دفيئة رطبة تلتها فترة باردة جافة بين 12000 ق م الى 11700 ق م ونحو 10800ق م بدأت آخر دورة جليدية باردة   وقبل نحو 10000 سنة ق م انتهى عصر الجليد العالمى 
عادت مستويات البحار الى الارتفاع  ونحو 9700 ق م اختفى الممر الارضى بين سيبيريا وآلآسكا وتحول برزخ بيرنج ثانية الى بحر بيرنج 
نحو 9500 ق م كانت هناك موجة باردة عالمية مؤقتة وانتهت نحو 8000 ق م وعادت مياه البحار الى الارتفاع وخاصة فى اسيا 
نحو 6200 ق م كانت هناك موجة باردة او فترة عالمية من الجفاف والبرودة،ونحو 6100 ق م نشأت سلسلة من الزلازل فى بحر الشمال سببت انهيارات ارضية هنا وهناك وتولدت منها موجات تسونامى هائلة تسببت فى فصل الدنمارك عن الاراضى البريطانية وتكون بحر الشمال ونحو 6000 ق م تمدد البحر واكمل فصل اوروبا عن الجزر البريطانية  ببحر المانش
من المحتمل حدوث انفجارات بركانية هائلة فى جزر الكوريل بين اليابان و روسيا ادت الى تغييرات مماثلة نحو 6400 ق م 
لقد لاحظ العلماء وجود دورات تبريد منشأها تيارات بحرية فى المحيط الاطلنطى تحدث كل ( 1470 ± 500 ) سنة ، تعقبها فترات تتعافى فيها الارض من تأثيرات الجليد و الجفاف المصاحب له ولكن الدورة المفترض حدوثها نحو 5900 ق م لم تتعافى منها الارض تماما بل استمر الجفاف حتى تصحرت كل مناطق شمال افريقيا وامتد التصحر الى جنوب غربى اسيا والجزيرة العربية 
دورات الجليد هذه معروفة عند العلماء باسم "حوادث بوند" Bond event's 
بين نحو  7500 ق م  الى 5000 ق م كان مناخ الصحراء الكبرى الافريقية مناخا مطيرا ولكنه كان يعانى من نقص وتقلص تدريجى فى المطر عاما اثر عام  ورغم ذلك كانت هناك مناطق سافانا عشبية و شجرية غنية بحيواناتها واكتمل تصحر الصحراء الكبرى بين نحو 5000 ق م الى 3500 او 3000 ق م 
بين 18000 الى 16000  ق م كانت فترة باردة اواخر العصر الجليدى و كانت فيها جماعات بشرية فى اوروباوفى اخرها حدث تراجع سريع لاحزمة الثلج 
ونحو 15000 ق م بدأ الدفء ومع درجات حرارة متفاوتة و تحسن مناخى فى اوراسيا واستمرار تراجع احزمة الثلج 
نحو 14000 ق م  أخر مجتمعات العصر الجليدى الاوروبية وارتفاع سريع لمياه البحر 
نهاية حوادث هنريش Heinirch event's و ظهور مجتمعات استيطانية شرقى سيبيريا 
نحو 13000 ق م  حدوث تدفئة سريعة بتأثير بولينج – الليرود Bolling-Allerod's effect 
نحو 12000 ق م  بداية انتشار الغابات الاوربية  واستيطان امريكا الشمالية 
نحو 11000 ق م حدثت فترة مناخية باردة تسمى " درياس الاصغر Younger dryas  " وظهرت فيها مستوطنات ابو حريرة الاولى بالشام 
نحو 10000 ق م بدايات الاستزراع البشرى الاول " ظهور الزراعة " فى الشام مع بداية الجفاف  وتزامن ذلك مع موجة برد اوروبية 
نحو 9000 ق م تجدد الدفء او عودته مع انتشار سريع للزراعة فى جنوب غرب اسيا  وظهور مستوطنات ابو حريرة الثانية فى اريحا فى الشام
بين نحو 5000 - 4900 ق م  حادثة 8.2 (  8.2 kiloyear event ) الف عام ورغم انها فترة باردة الا انه قد تخللتها  فترة دفيئة قصيرة تدعى Older Peron   وصحبها تراجع للجليد وارتفاع سطح البحر بين 4 الى 25  متر فوق سطحه الحالى 
قبل نحو 4000 -3400 ق م  كانت فترة بيرون الصغرى وكانت دفيئة وارتفع سطح البحر حوالى 3 امتار 
قبل نحو 2600 سنة ق م الى 2100 سنة ق م كانت فترة دفيئة وارتفع سطح البحر حوالى 1.5 متر
حدثت ظاهرة 4.2 kiloyear  او 4.2 الف سنة وهى فترة باردة شديدة الجفاف
هذه الفترة المناخية التى ربما استمرت نحو قرن او اكثر من الزمان ، بدأت نحو عام 2200 سنة ق م ، وتعتبر اقسى ظاهرة جفاف فى خلال عصر الهولوسين  وترتب عليها انهيار الدولة المصرية القديمة والامبراطورية الآكادية بين الرافدين وامتدت آثارها الى وادى نهر السند والجزيرة العربية وشبه الجزيرةالايبيرية " اسبانيا " وحتى الهند ، والصين ايضا حدث فيها انهيار لحضارة العصر الحجرى الحديث فيها
من المناسب هنا ان احيلك عزيزى القارئ الى البحث تحت هذا العنوان The 4.2 kiloyear BC  event aridification كما استميحك عذرا ان عجزت عن توضيح معلومة ما فى هذا الكتاب ولكن اى كلمة تحتها خط يمكن فتح رابطها مباشرة على " النت " وستجد المصدر الذى استخدمته وهو عادة ضمن مصادر اخرى عديدة 
نحو 1600-1000 ق م  كانت فترة دفيئة وارتفع سطح البحر حوالى متر واحد 
نحو250 ق م الى 400 بعد الميلاد كانت "الفترة الرومانية الدفيئة"
يتبع مع تحياتى
م نعمان 









كون 39 عصر الهولوسين


نعيش الآن فى عصر الهولوسين فى فترة بينجليدية بدأت قبل 11.7  الف سنة
لقد شهد عصر البليستوسين الجليدى  4 فترات جليدية تغيرت فيها وتشكلت اودية الانهار الكبرى و سواحل القارات وبالتالى تغير نظام الامطار والرياح والتيارات البحرية مما يعنى تغير بيئة الارض وغلافها الجوى ايضا ، وعندما تحدث فترة جليدية يتغير الغطاء النباتى وبالتالى تتعرض المخلوقات المعتمدة فى حياتها على هذا الغطاء النباتى  -ومنها الانسان للخطر فتبادر بالتحرك بسرعة نحو المناطق الدافئة وتبدأ الجماعات البشرية فى الحركة نحو الشرق الاوسط حيث يتوفر الدفء والغذاء
التجلد او الجليد تعنى زحف احزمة الجليد من القطبين باتجاه خط الاستواء
الفترة الجليدية تحدث عندما يغطى الجليد قمم جبال المناطق الاستوائية  ومع التجلد ينخفض مستوى سطح مياه البحار والمحيطات وتنخفض رطوبة الهواء الى درجة الجفاف ويقل سقوط الامطار وبالتالى تتحول الارض الى صحارى جليدية كبرى
الفترة البين جليدية او الدافئة نسبيا يرتفع فيها مستوى ماء البحار عشرات الامتار ومع ارتفاع الحرارة  تتبخر المياه  وتتكون السحب وتسقط الامطار وتتكون البحيرات المطرية
هناك 4  فترات جليدية كبرى فى عصر البليستوسين الجليدى  وآخر هذه الفترات بدأت قبل نحو 700 الف سنة
هذه الفترة الاخيرة قسمها العلماء الى اربعة اطوار جليدية صغرى تفصلها اربعة اطوار اقل برودة
اشهر هذه الفترات الصغرى هو التجلد الثالث ويدعى تجلد ريس الالبى Alpine riss galciation   وانتهى قبل نحو 130 الف سنة والتجلد الرابع ويدعى Würm glaciations  او تجلد وارن وبدأ قبل نحو 80 الف سنة وانتهى ببداية عصر الهولوسين قبل 11700 سنة
ظهرت هذه الفترات بوضوح فى شمال اوروبا و امريكا الشمالية بينما اختلف الحال فى المنطقة المدارية الممتدة بين المحيط الاطلنطى وحتى الهضبة الايرانية
ترتبط الرياح وتكوينها وقدرتها على حمل بخار الماء اى السحب المطيرة بكمية الاشعاع الشمسى المتساقط على الارض  وهذا الاشعاع او الطاقة الشمسية يتأثر بعديد من العوامل  منها المسافة بين الارض والشمس  ومنها التغيرات فى محور دوران الارض حول نفسها بين 22.2  درجة  الى24.5  درجة ويحدث التذبذب على دورات منتظمة وكل دورة تستغرق نحو 41 الف سنة
ومن هذه العوامل التغير فى مركز دوران الارض حول الشمس ويحدث فى دورة ثنائية احداهما طولها نحو  100  الف السنة والاخرى طولها نحو 400 الف سنة
تؤثر الرياح الموسمية الافريقية والتى تنشأ فى المحيط الاطلنطى على المناطق شبه المدارية ومع دورات الشمس تتغير قوتها فاذا كان الاشعاع الشمسى قويا فان الامطار الغزيرة تصاحب الرياح وتتحول المناطق شبه المدارية الى صحراء خضراء غابية عشبية بينما اذا كان الاشعاع الشمسى ضعيفا فانها تكون رياحا ضعيفة لا تقدر على حمل بخار الماء وتكون رياحا جافة
 وبالتالى فان المنطقة شبه المدارية تتعرض الى دورات من المطر الغزير وتعقبها فترات من انخفاض كمية المطر ثم ندرته  وهكذا
تمكن العلماء من تصور مناخ المنطقة شبه المدارية على النحوالتالى
فترة العباسية المطيرةpluvial    نحو قبل 120 الف سنة واستمرت حتى قبل نحو 90  الف سنة
فترة العباسية شبه المطيرة  subpluvial  قبل نحو 50 الف سنة الى قبل نحو 30  الف سنة
فترة ثانية شبه مطيرة قبل نحو  24 الف سنة الى قبل نحو 20  الف سنة
طور مطرى قبل نحو 12.8 الف سنة "يعادل ثلاثة امثال المطر الحالى  " ثم تناقص تدريجيا
اخر طور شبه مطرى كان قبل نحو ) 7- 7.5 ) الاف سنة ق م واستمر الى قبل نحو( 3او 3.5(  الاف سنة ق م عندما وضعت حادثة 5.9 k y   حدا له وبدأ التصحر
الصحراء فى الطور المطرى هى مراعى ومروج خضراء "استبس غنى "  وفى الطور شبه المطرى هى "سافانا غنية " والصحراء الخضراء او الرطبة wet sahara  كانت تجرى بها الانهار وترصع سطحها البحيرات العذبة المطرية ولا زال بعضها موجودا مثل بحيرة توركانا  turkana فى كينيا وبحيرة تشاد بينما جفت احواض شمال افريقيا مثل "منخفضات تاسيلى "بالجزائر وحوض فزان بليبيا  ومنخفضات الصحراء الغربية فى مصر
تمثل الواحات فى الصحراء الكبرى ظلالا باهته للعصور المطيرة
كانت المنطقة شبه المدارية فى الطور المطرى تتحول الى غابات من اشجار البلوط والجوز  والزيزفون والدردار بانواعه فى سفوح الجبال بينما كانت غابات الزيتون والعرعر والصنوبر تغطى وديان الانهار وتتخلل الجميع اعشاب برية حاملة لبذور اوحبوب عديدة "بيئة نهرية غنية "  كانت الانهارمليئة بالاسماك والتماسيح وافراس النهر والقواقع والمحاريات وغيرها و  كانت الغابات تمرح فيها انواع من الظباء والوعول والغزلان والزراف والحمر الوحشية والافيال وحتى الخرتيت والقرود وكانت اللواحم المفترسة مثل الاسود و النمور والضباع و الثعالب والذئاب والقطط البرية وغيرها شائعة الوجود ، طبعا كانت هناك مختلف انواع الطيور وكذلك الطيور المائية
اما فى الطور شبه المطرى فالصحراء تصبح سافانا عشبية قليلة الاشجار
كان كل عصر مطير يخلفه عصر شبه مطير  اقل طولا واقل مطرا
كان التحول او الانتقال من طور الى طور يحدث فجائيا بمعنى انه يستغرق بضع عشرات من السنين او حتى مئات معدودة
فى العصر الجليدى الاخير تعرضت الحيوانات الكبيرة للفناء وانقرضت اجناس وانواع عديدة مثل  الخيول و الحمير البرية ، حيوانات التابير ، الجمال الكبيرة و اللاما والايل والغزلان والثيران مثل ثور البيسون العملاق و الكسلان و الاسد الامريكى والفهد الامريكى والذئب الامريكى الضخم والماموث والسابر وغيرها
كتبت النجاة للمخلوقات فى افريقيا وجنوبى اسيا وجنوبى الامريكتين من هذا المصير  ولم تتأثر مخلوقاتها كثيرا ، الا انها عانت منه ايضا فى بدايته وحتى جنوب اوروبا الدافئ نسبيا تعرضت فيه افراس النهر القزمة و الافيال القزمة والبجع العملاق والماعز للفناء والانقراض
يعتقد ان الصيد الجائر الذى مارسته الجماعات الانسانية مع التغيرات المناخية كان سببا لذلك الانقراض
لابد من ادراك ان كل الجماعات الانسانية فى اى مكان على الارض تعيش فى حالة توازن بين كثافة السكان وبين قدرة الارض على استيعابهم وتوفير الغذاء لهم  سواء كانوا فى ارض صحراوية او اراضى عشبية منبتة
هذه القدرة الاستيعابية carrying capacity   هى المحدد للتواجد البشرى فى مكان ما
تحايل الانسان على ذلك بالتحرك المستمر والتنقل من مكان لاخربحثا عما يلتقطه او يستطيع صيده
ثم استخدم الانسان عقله فى التحايل على قدرة الارض الاستيعابية وابتكر تكنولوجيا صناعة ادوات الصيد مثل السهام والرماح والشص وتعلم الزراعة وبدأها بمحراث حجرى ثم خشبى وانتهى بمحراث معدنى
وحتى الان فاِن كل تكنولوجيا الانسان تتلخص فى كيفية التحايل على امنا الارض واجبارها على تقديم الغذاء الكافى لاعداد البشر المتزايدة باستمرار
ان تاريخ الانسانية باِختصار هو كيفية التحايل على الارض
نجح البشر حتى الآن فى التحايل على الارض ولكنهم لم يستطيعوا حتى الآن السيطرة على التغيرات المناخية ، لقد ثبت علميا ان تغيرات المناخ كانت السبب المباشر فى انهيار الحضارات القديمة والدول
تلاحظ ان زيادة سكان العالم  - فى اى عصر  يتبعها زيادة  الدفء العالمى ، ويسبب ذلك تغيرات مناخية  تؤدى بدورها الى حدوث مجاعات فى اماكن وفيضانات كارثية فى اماكن اخرى ثم دخول الارض فى عصر جليدى وفى جميع الاحوال يتناقص عدد السكان
يعتقد ان المناخ لاعب رئيسى فى تاريخ الانسانية على الارض خلال ال15 الف سنة الماضية
تهب الرياح الموسمية الصيفية  monsoon  على جنوب شرقى اسيا والهند وتهب من المحيط الهندى والخليج العربى اى جنوبية غربية وتسقط امطارها على شمال الهند وباقى جنوب شرقى اسيا ، ولكن فى الشتاء تنعكس اتجاهاتها وتكون شمالية شرقية  وتهب شديدة الجفاف على جنوب الهند وعلى شرق افريقيا
تخضع الرياح الموسمية لدورات قصيرة بين 7 – 11 سنة وفى نهاية كل دورة يحدث جفاف شديد يسبب المجاعات وانتشار مرض الكوليرا ومرض الطاعون
يقولون ان المجاعات تخصص "هندى " تتزامن مع دورات البقع الشمسية كل 11الف سنة
يعتقد بحدوث موجات جفاف عالمية قبل نحو عشرة الآف سنة دفعت البشر فى جنوب غربى اسيا ووادى النيل الى اكتشاف و ممارسة الزراعة ، كما دفعت بحيوانات شمال افريقيا الى وادى النيل
"اور" وهى ur  مدينة غربى الفرات بحوالى 24 كم وشمالى البصرة بحوالى 100 كم ومكانها الآن يدعى بتل المقير كانت موطنا لجماعات بشرية اسست فيها الحضارة السومرية الكلدانية قبل نحو ستة الآف سنة اعتمدوا على الامطار واقاموا مجتمعات زراعية تحولت الى مدن محصنة باسوار من الطين ولكن فى نحو عام3800  ق م تغيرت الرياح الموسمية وتغير النظام المطرى وبالتالى تغير نظام الزراعة الى نظام يعتمد على الرى من قنوات تخرج من نهرى دجلة والفرات
بحلول اعوام 3100 ق م كان جنوب العراق غابة من المدن السومرية ،يعتقد ان 80 % من السكان كانوا يعيشون فيها ولديهم مخازن للحبوب تكفى لمواجهة الجفاف  القصير الامد

حدث ثوران بركانى نحو اعوام 2200 ق م فى الشمال البعيد "جبال ارمينيا " شمال العراق   وتزامن معه حدوث دورة من دورات الجفاف طويل المدى استمرت نحو 278 عام واثرت على شرق البحر المتوسط كله بما فى ذلك مصر وادى النيل، وبحلول نحو عام 2000ق م كان عدد سكان اور قد تناقص مما ادى الى انهيارها ، وبعد نحو قرن من الزمان تحسنت الاحوال المناخية وعادت الامطار بعد غيبة وتكونت حضارة جديدة

يتبع
مع تحياتى
م نعمان