تذكرت كلمات شوقى عن الازهر فنقلتها رغم طولها ورغم مضى عشرات السنين عليها وكأن شوقى كان يستبصر حال الامة فى القرن الواحد والعشرين
1
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا *** وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
2
وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ *** في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
3
وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا *** لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
4
وَاخشَع مَلِيًّا وَاقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ *** طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا
5
كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً *** وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا
6
زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُمْ *** حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا
7
مِن كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ *** وَيُريكَهُ الخُلُقُ العَظيمُ غَضَنفَرا
8
لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ *** يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا
9
وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا *** مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا
10
مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ *** وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا
11
وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً *** وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيانِ مُثَرثِرا
12
يا مَعهَدًا أَفنى القُرونَ جِدارُهُ *** وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا
13
وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ *** وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا
14
وَأَتى الزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً *** وَيَذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا
15
في الفاطِمِيّينَ انتَمى يَنبوعُهُ *** عَذبَ الأُصولِ كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا
16
عَينٌ مِنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها *** وَحيًا مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا
17
ما ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي *** وَعَلى كَواكِبِهِ تَعَلَّمتُ السُرى
18
لا وَالَّذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم *** أَكُ دونَ غاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا
19
لَمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئًا *** بِاسمِ الحَنيفَةِ بِالمَزيدِ مُبَشِّرا
20
نَبَأٌ سَرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً *** وَزَها المُصَلّى وَاستَخَفَّ المِنبَرا
21
وَسَما بِأَروِقَةِ الهُدى فَأَحَلَّها *** فَرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى
22
وَمَشى إِلى الحَلَقاتِ فَانفَجَرَت لَهُ *** حَلقًا كَهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا
23
حَتّى ظَنَنّا الشافِعِيَّ وَمالِكًا *** وَأَبا حَنيفَةِ وَابنَ حَنبَلِ حُضَّرا
24
إِنَّ الَّذي جَعَلَ العَتيقَ مَثابَةً *** جَعَلَ الكِنانِيَّ المُبارَكَ كَوثَرا
25
العِلمُ فيهِ مَناهِلًا وَمَجانِيًا *** يَأتي لَهُ النُزّاعُ يَبغونَ القِرى
26
يا فِتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُمْ *** نَدًّا بِأَفواهِ الرِكابِ وَعَنبَرا
27
المَعهَدُ القُدسِيُّ كانَ نَدِيُّهُ *** قُطبًا لِدائِرَةِ البِلادِ وَمِحوَرا
28
وُلِدَت قَضِيَّتُها عَلى مِحرابِهِ *** وَحَبَت بِهِ طِفلا وَشَبَّتْ مُعصِرا
29
وَتَقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها *** «جاندَركُ» في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا
30
هُزّوا القُرى مِن كَهفِها وَرَقيمِها *** أَنتُم لَعَمرُ اللهِ أَعصابُ القُرى
31
الغافِلُ الأُمِّيُّ يَنطُقُ عِندَكُمْ *** كَالبَبَّغاءِ مُرَدِّدًا وَمُكَرِّرا
32
يُمسي وَيُصبِحُ في أَوامِرِ دينِهِ *** وَأُمورِ دُنياهُ بِكُمْ مُستَبصِرا
33
لَو قُلتُمُ اختَر لِلنِيابَةِ جاهِلا *** أَو لِلخَطابَةِ باقِلا لَتَخَيَّرا
34
ذُكِرَ الرِجالُ لَهُ فَأَلَّهَ عُصبَةً *** مِنهُم وَفَسَّقَ آخَرينَ وَكَفَّرا
35
آباؤُكُم قَرَؤوا عَلَيهِ وَرَتَّلوا *** بِالأَمسِ تأريخَ الرِجالِ مُزَوَّرا
36
حَتّى تَلَفَّتَ عَن مَحاجِرِ رَومَةٍ *** فَرَأى «عُرابي» في المَواكِبِ قَيصَرا
37
وَدَعا لِمَخلوقٍ وَأَلَّهَ زائِلاً *** وَارتَدَّ في ظُلَمِ العُصورِ القَهقَرى
38
وَتَفَيَّؤوا الدُستورَ تَحتَ ظِلالِهِ *** كَنَفًا أَهَشَّ مِنَ الرِياضِ وَأَنضَرا
39
لا تَجعَلوهُ هَوًى وَخُلقًا بَينَكُمْ *** وَمَجَرَّ دُنيا لِلنُفوسِ وَمَتجَرا
40
اليَومَ صَرَّحَتِ الأُمورُ فَأَظهَرَتْ *** ما كانَ مِن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا
41
قَد كانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَدًا *** وَنَرى وَراءَ جُنودِها إِنكِلتِرا
42
فَإِذا أَتَتنا بِالصُفوفِ كَثيرَةً *** جِئنا بِصَفٍّ واحِدٍ لَن يُكسَرا
43
غَضِبَتْ فَغَضَّ الطَرفَ كُلُّ مُكابِرٍ *** يَلقاكَ بِالخَدِّ اللَطيمِ مُصَعَّرا
44
لَم تَلقَ إِصلاحًا يُهابُ وَلَم تَجِد *** مِن كُتلَةٍ ما كانَ أَعيا «مِلنَرا»
45
حَظٌّ رَجَونا الخَيرَ مِن إِقبالِهِ *** عاثَ المُفَرِّقُ فيهِ حَتّى أَدبَرا
46
دارُ النِيابَةِ هَيَّأَت دَرَجاتُها *** فَليَرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا
47
الصارِخونَ إِذا أُسيءَ إِلى الحِمى *** وَالزائِرونَ إِذا أُغيرَ عَلى الشَرى
48
لا الجاهِلونَ العاجِزونَ وَلا الأُلى *** يَمشونَ في ذَهَبِ القُيودِ تَبَختُرا
1
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا *** وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
2
وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ *** في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
3
وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا *** لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
4
وَاخشَع مَلِيًّا وَاقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ *** طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا
5
كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً *** وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا
6
زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُمْ *** حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا
7
مِن كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ *** وَيُريكَهُ الخُلُقُ العَظيمُ غَضَنفَرا
8
لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ *** يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا
9
وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا *** مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا
10
مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ *** وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا
11
وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً *** وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيانِ مُثَرثِرا
12
يا مَعهَدًا أَفنى القُرونَ جِدارُهُ *** وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا
13
وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ *** وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا
14
وَأَتى الزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً *** وَيَذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا
15
في الفاطِمِيّينَ انتَمى يَنبوعُهُ *** عَذبَ الأُصولِ كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا
16
عَينٌ مِنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها *** وَحيًا مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا
17
ما ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي *** وَعَلى كَواكِبِهِ تَعَلَّمتُ السُرى
18
لا وَالَّذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم *** أَكُ دونَ غاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا
19
لَمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئًا *** بِاسمِ الحَنيفَةِ بِالمَزيدِ مُبَشِّرا
20
نَبَأٌ سَرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً *** وَزَها المُصَلّى وَاستَخَفَّ المِنبَرا
21
وَسَما بِأَروِقَةِ الهُدى فَأَحَلَّها *** فَرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى
22
وَمَشى إِلى الحَلَقاتِ فَانفَجَرَت لَهُ *** حَلقًا كَهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا
23
حَتّى ظَنَنّا الشافِعِيَّ وَمالِكًا *** وَأَبا حَنيفَةِ وَابنَ حَنبَلِ حُضَّرا
24
إِنَّ الَّذي جَعَلَ العَتيقَ مَثابَةً *** جَعَلَ الكِنانِيَّ المُبارَكَ كَوثَرا
25
العِلمُ فيهِ مَناهِلًا وَمَجانِيًا *** يَأتي لَهُ النُزّاعُ يَبغونَ القِرى
26
يا فِتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُمْ *** نَدًّا بِأَفواهِ الرِكابِ وَعَنبَرا
27
المَعهَدُ القُدسِيُّ كانَ نَدِيُّهُ *** قُطبًا لِدائِرَةِ البِلادِ وَمِحوَرا
28
وُلِدَت قَضِيَّتُها عَلى مِحرابِهِ *** وَحَبَت بِهِ طِفلا وَشَبَّتْ مُعصِرا
29
وَتَقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها *** «جاندَركُ» في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا
30
هُزّوا القُرى مِن كَهفِها وَرَقيمِها *** أَنتُم لَعَمرُ اللهِ أَعصابُ القُرى
31
الغافِلُ الأُمِّيُّ يَنطُقُ عِندَكُمْ *** كَالبَبَّغاءِ مُرَدِّدًا وَمُكَرِّرا
32
يُمسي وَيُصبِحُ في أَوامِرِ دينِهِ *** وَأُمورِ دُنياهُ بِكُمْ مُستَبصِرا
33
لَو قُلتُمُ اختَر لِلنِيابَةِ جاهِلا *** أَو لِلخَطابَةِ باقِلا لَتَخَيَّرا
34
ذُكِرَ الرِجالُ لَهُ فَأَلَّهَ عُصبَةً *** مِنهُم وَفَسَّقَ آخَرينَ وَكَفَّرا
35
آباؤُكُم قَرَؤوا عَلَيهِ وَرَتَّلوا *** بِالأَمسِ تأريخَ الرِجالِ مُزَوَّرا
36
حَتّى تَلَفَّتَ عَن مَحاجِرِ رَومَةٍ *** فَرَأى «عُرابي» في المَواكِبِ قَيصَرا
37
وَدَعا لِمَخلوقٍ وَأَلَّهَ زائِلاً *** وَارتَدَّ في ظُلَمِ العُصورِ القَهقَرى
38
وَتَفَيَّؤوا الدُستورَ تَحتَ ظِلالِهِ *** كَنَفًا أَهَشَّ مِنَ الرِياضِ وَأَنضَرا
39
لا تَجعَلوهُ هَوًى وَخُلقًا بَينَكُمْ *** وَمَجَرَّ دُنيا لِلنُفوسِ وَمَتجَرا
40
اليَومَ صَرَّحَتِ الأُمورُ فَأَظهَرَتْ *** ما كانَ مِن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا
41
قَد كانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَدًا *** وَنَرى وَراءَ جُنودِها إِنكِلتِرا
42
فَإِذا أَتَتنا بِالصُفوفِ كَثيرَةً *** جِئنا بِصَفٍّ واحِدٍ لَن يُكسَرا
43
غَضِبَتْ فَغَضَّ الطَرفَ كُلُّ مُكابِرٍ *** يَلقاكَ بِالخَدِّ اللَطيمِ مُصَعَّرا
44
لَم تَلقَ إِصلاحًا يُهابُ وَلَم تَجِد *** مِن كُتلَةٍ ما كانَ أَعيا «مِلنَرا»
45
حَظٌّ رَجَونا الخَيرَ مِن إِقبالِهِ *** عاثَ المُفَرِّقُ فيهِ حَتّى أَدبَرا
46
دارُ النِيابَةِ هَيَّأَت دَرَجاتُها *** فَليَرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا
47
الصارِخونَ إِذا أُسيءَ إِلى الحِمى *** وَالزائِرونَ إِذا أُغيرَ عَلى الشَرى
48
لا الجاهِلونَ العاجِزونَ وَلا الأُلى *** يَمشونَ في ذَهَبِ القُيودِ تَبَختُرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق