الاثنين، 5 يونيو 2017

5 يونيو 1967م


فى مايو 1967م كنتُ وكان جيلى يحلم بالمستقبل 
وفى يوم الاثنين 5 يونيو استيقظت وجيلى على سقوط الحلم ، وكشفت الهزيمة الوهم الذى كنا نعيشه ، وجاءت المحاكمات لاكباش الفداء واظهرت كيف ادارت "مراكز القوى " دفة الحكم فى مصر ، وكيف تخلت المخابرات المصرية عن دورها واشتغلت بتصفية معارضيها بوسائل غير اخلاقية وكان تعبير" زوار الفجر " كفيلا باذاعة الرعب ، وشك كل انسان فى اخيه واصبحت "الحيطان لها ودان " حقيقة وحاءت الهزيمة واعقبتها المحاكمات العلنية
حاول عبد الناصر انقاذ مصر بالقيام بثورة داخل النظام السياسى الحاكم من خلال برنامج عمل يعتمد على " الديموقراطية الحقيقية " وسماه بيان 30 مارس عام 1968
استطاعت الحكومة الخفية فى مصر اسقاط بيان 30 مارس واحهاض ما انتواه عبد الناصر ومنسوب اليه القول " نجحوا وفشل بيان 30 مارس "
مات عبد الناصر فى سبتمبر 1970 وقام السادات بانقلابه الناجح على الحكومة الخفية فى مايو 1971 الذى اوضح وجود مراكز قوى جديدة صارعت السادات فى الحكم 
استطاع السادات حقيقة تحقيق النصر فى 10 رمضان 1393 هـ واستعاد شرف العسكرية المصرية ، واختار 5 يونيو 1975 م ليعيد افتتاح قناة السويس وتحويل ذكرى الهزيمة الى ذكرى انتصار بافتتاح قناة السويس
وتعاقب الرؤساء بعد استشهاد السادات ولكن يبدو ان الحكومة الخفية تمسك جيدا بمقدرات الوطن مهما تغير الرؤساء 
اشهد ان جميع رؤساء مصر كانوا يمتلكون النوايا الطيبة واشهد انهم جميعا حاولوا بقدر طاقاتهم النهوض ببلدنا ولكن فى نفس الوقت اشهد بفشلهم وفشلنا معهم فى مواجهة الحكومة الخفية 
من يتذكر رواية نجيب محفوظ التى تحولت الى فيلم سينيمائى شهير "الكرنك " ؟؟؟
بعد 50 سنة من الهزيمة استخدم اقلاما من صنع فيتنام وارتدى احذية من بورما واركب سيارة من كوريا اما الملابس فمن الصين والاجهزة من ماليزيا او تايوان او اندونيسيا ولا اتحدث عن القمح الروسى والدقيق الامريكى والسمك التايلاندى 
50 سنة كاملة نعيش فى ظلام حقيقى بلا شفافية وحكومة خفية من رأسماليين مزيفين - رأسمالية عفنة غير شريفة تقود الاقتصاد باسلوب افساد الجهاز الادارى للدولة 
كم سنة احتاجت المانيا او اليابان او ايطاليا للخروج من آثار الهزيمة فى الحرب العالمية الثانية ؟ كم سنة احتاجتها الهند والصين وباكستان واندونيسيا وتايوان وكوريا وتايلاند وتركيا وماليزيا وايران وغيرها 
لا تقولوا انظر الى ما يجرى فى العراق او سوريا فهما ليستا قدوة ولكن دعونا ننظر الى الامم المتقدمة ننظر الى المستقبل ، قدمى تقودنى الى حيث ابصرت فاذا ابصرت دولا متقدمة سأكون مثلها واذا ظللت انظر الى الامم الضائعة فسأذهب اليها بقدمى 
فى 5 يونيو 1967 كان عمرى 16 سنة وكنت املك حينها الحلم بمستقبل افضل والآن وعمرى 66 سنة فقد فقدت القدرة على رؤية الاحلام
مع تحياتى
م نعمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق